1169497
1169497
العرب والعالم

«سوريا الديمقراطية» تعلن النصر الكامل والنهائي على تنظيم «داعش» المقداد : لا حدود أمام استعادة الجولان والقيادة تدرس كل الاحتمالات

23 مارس 2019
23 مارس 2019

دعت دمشق إلى الاعتراف بإدارتها وتركيا للخروج والكف عن التدخل -

دمشق - عمان - بسام جميدة - وكالات:-

أعلنت قوات سوريا الديمقراطية «قسد» أمس السبت تحقيق النصر الكامل والنهائي على تنظيم «داعش» في آخر معاقله في الباغوز عند الحدود السورية العراقية شمال شرق سوريا.

وقال المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية، كينو غابرييل في بداية مراسم إعلان النصر: «نجتمع اليوم بمناسبة تحقيق النصر الكامل والنهائي على تنظيم داعش وهزيمته وإنهاء خلافته المزعومة».

وأضاف كينو غابرييل أن هزيمة تنظيم «داعش» في آخر معاقله في الباغوز بدعم من قوات التحالف الدولي.

وقال المتحدث باسم «قوات سوريا الديمقراطية»، مصطفى بالي، إن «الباغوز تحررت، والنصر العسكري ضد تنظيم داعش تحقّق».

وأضاف في تغريدة على حسابه في «تويتر»: «بعد سنوات من التضحيات الكبرى، نبشّر العالم بزوال دولة الخلافة المزعومة، ونجدد العهد على مواصلة الحرب وملاحقة فلولهم حتى القضاء التام عليهم». إلى ذلك، دعت قوات سوريا الديمقراطية دمشق إلى الاعتراف بالإدارة التي أقامتها في المناطق الخاضعة لسيطرتها. كما دعت تركيا إلى الكف عن التدخل في سوريا والخروج من الأراضي السورية. وقالت «قسد» المدعومة من الولايات المتحدة امس السبت إن تنظيم داعش مني بالهزيمة النهائية في جيب في الباغوز بشرق سوريا.

وقال القائد العام لـ «قسد» مظلوم كوباني : «نعلن للرأي العام العالمي عن بدء مرحلة جديدة في محاربة إرهابيي داعش ، بهدف القضاء الكامل على الوجود العسكري السرّي لتنظيم داعش المتمثّل في خلاياه النائمة، والتي لا تزال تشكّل خطراً كبيراً على منطقتنا والعالم بأسره».

ورفعت «قسد» رايتها الصفراء على مبنى داخل آخر بقعة كانت تحت سيطرة التنظيم في الباغوز. وهتف مقاتل في صفوفها «داعش انتهى.. نحن نعيش الفرحة الآن».

على بعد أمتار من نهر الفرات، الذي تقع الباغوز على ضفافه الشرقية، شاهد صحفي في وكالة فرانس برس راية التنظيم السوداء مرمية على الأرض.

وأعلن التنظيم المتطرف في عام 2014 إقامة «الخلافة» على مناطق واسعة سيطر عليها في سوريا والعراق المجاور، تعادل مساحة بريطانيا. وتمكن خلال نحو خمس سنوات من فرض قوانينه المتشددة وأحكامه القاسية في مناطق سيطرته وإثارة الرعب باعتداءاته الوحشية حول العالم.

وقال روباك في كلمة ألقاها خلال مؤتمر صحفي في حقل العمر النفطي شرق سوريا «نهنئ الشعب السوري وخصوصاً قوات سوريا الديمقراطية على تدميرها الخلافة المزعومة لداعش» معتبراً أن «هذا الحدث الحاسم في القتال ضد التنظيم يشكل ضربة استراتيجية ساحقة ويؤكد الالتزام الثابت لشركائنا المحليين والتحالف الدولي في هزيمة داعش». وقبل أيام، انكفأ مقاتلو التنظيم من مخيم عشوائي تحصنوا فيه على مدى أسابيع، إلى جيوب صغيرة على ضفاف نهر الفرات المحاذي للبلدة، على وقع القصف والغارات وتقدم «قسد».

وقال هشام هارون (21 عاماً)، مقاتل من الحسكة (شمال شرق)، إنه في اليومين الأخيرين تمّ استدعاء وحدات خاصة من «قسد» لقتال آخر المتطرفين الرافضين الاستسلام. وأوضح «من بقي حتى النهاية من داعش كانوا بغالبيتهم.. من تونس والمغرب ومصر» مضيفاً «احتجنا حنكة قتالية» للقضاء عليهم.

في وسط المخيم، شاهدت صحفية في وكالة فرانس برس أمس خنادق محفورة تحت الأرض وبطانيات مبعثرة وأواني منزلية ومولدات كهرباء مرمية في كل مكان، بين خيم متداعية وأخرى محروقة. وقالت إن عشرات السيارات والشاحنات الصغيرة كانت مبعثرة بين الخيم، غالبيتها باتت عبارة عن هياكل حديدية جراء القصف، بينما كانت أسلحة مثبتة على عدد منها، وهي محترقة بالكامل جراء ضربات جوية للتحالف على الأرجح.

وعلى وقع تقدمها العسكري، أحصت قوات سوريا الديمقراطية خروج أكثر من 66 ألف شخص من جيب التنظيم منذ مطلع العام، بينهم خمسة آلاف مقاتل على الأقل تم توقيفهم. وبين الخارجين عدد كبير من أفراد عائلات مقاتلي التنظيم، ضمنهم عدد كبير من الأجانب، الذين تم نقلهم الى مخيمات لا سيما مخيم الهول (شمال شرق). ويؤوي هذا المخيم حالياً 74 ألف شخص، بينهم 25 ألف طفل على الأقل في سن الدراسة. وبين هؤلاء الآلاف من فرنسا وروسيا وبلجيكا وأربعين دولة أخرى لا يرغب معظمها بإعادتهم إلى أراضيها. وتكرر منظمات انسانية دولية عدة منذ أسابيع أن احتياجات قاطني المخيم «هائلة».

وأسفر الهجوم منذ سبتمبر عن مقتل 750 مقاتلاً من «قسد» ونحو ضعف هذا العدد من مقاتلي التنظيم، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

ولا يعني حسم المعركة في منطقة دير الزور زوال خطر التنظيم، في ظل قدرته على تحريك خلايا نائمة في المناطق الخارجة عن سيطرته واستمرار وجوده في البادية السورية المترامية الأطراف. واستبق التنظيم خسارته هذه بنشر تسجيلات في الأيام الأخيرة على حساباته على تطبيق تلغرام، دعا في إحداها عناصره الى «الثأر» من الأكراد في مناطق سيطرتهم في شمال وشمال شرق سوريا. كما دعا أنصاره الى شن هجمات في الغرب ضد أعداء «الخلافة». وحذر جون سبينسر الباحث في «معهد الحرب الحديثة» في ويست بوينت من أن هزيمة التنظيم المتطرف لا تزال بعيدة. وقال لوكالة فرانس برس إن التنظيم «منظمة إرهابية، كل ما عليهم فعله هو إلقاء أسلحتهم ومحاولة الذوبان وسط السكان والفرار فحسب». وأضاف «لم ينتهوا ولن ينتهوا» بهذه البساطة.

زوال الخطر

أكد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون أمس أن «خطراً كبيراً زال عن بلادنا» معتبراً في الوقت ذاته أن «التهديد لا يزال قائماً والكفاح ضد المجموعات الارهابية يجب أن يستمر».

منعطف تاريخي

وصفت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي هزيمة تنظيم داعش بأنها «منعطف تاريخي» ودعت إلى مواصلة المعركة ضد المتطرفين.

وقالت ماي في بيان «يجب ألا نغفل عن التهديد الذي يمثله داعش ولا تزال الحكومة (البريطانية) مصممة على القضاء على إيديولوجيته المؤذية. سنواصل القيام بما هو ضروري لحماية الشعب البريطاني وحلفائنا».

حدث حاسم

اعتبر نائب المبعوث الأمريكي الخاص لدى التحالف الدولي وليام روباك أن انتهاء «خلافة - داعش» تشكل حدثاً «حاسماً» في المعركة ضد المتطرفين.

وشكلت جبهة الباغوز دليلاً على تعقيدات النزاع السوري الذي بدأ عامه التاسع، مخلفاً حصيلة قتلى تخطت 370 ألفاً، من دون أن تنجح كافة الجهود الدولية في التوصل إلى تسوية سياسية.

من ناحية ثانية ، دمرت وحدات من الجيش العربي السوري أوكارا ونقاطا محصنة لإرهابيي تنظيم جبهة النصرة والمجموعات المرتبطة به في ريف حماة الشمالي وذلك ردا على خروقاتهم المتكررة لاتفاق منطقة خفض التصعيد.

وذكرت (سانا) ان وحدات من الجيش وجهت ضربات مدفعية مركزة بعد رصد ومتابعة على تجمع آليات لإرهابيي تنظيم جبهة النصرة في محيط بلدة النشامة بالقطاع الشرقي لسهل الغاب بالريف الشمالي الغربي.

كما وسعت وحدات الجيش نطاق عملياتها على الخنادق والمتاريس التي يتحصن بها الإرهابيون في الأطراف الشرقية لبلدة مورك بريف حماة الشمالي.

وأسفرت العمليات عن مقتل وإصابة العديد من الإرهابيين وتدمير أوكار وخنادق وكمية من الأسلحة والذخيرة لهم.

سياسيا، أعلن نائب وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، أن «لا حدود أمام الوسائل التي يمكن لدمشق استخدامها من أجل استعادة الجولان، والقيادة السورية تدرس كل الاحتمالات». وأكد المقداد أنه «يحق لدمشق استخدام كافة الأساليب السلمية والكفاح المسلح بكل أشكاله لتحرير أراضيها».

واعتبر نائب وزير الخارجية السوري إنه «لا مستقبل للاحتلال في الجولان السوري المحتل». وصرح المقداد خلال مقابلة أجرتها معه قناة «الميادين» التلفزيونية مساء الجمعة أن «أهل الجولان هم الأبطال الذين نتطلع إليهم لنيل الحرية والاستقلال».