1168628
1168628
العرب والعالم

سوريا تندد بموقف ترامب وتتعهد باستعادة الجولان بـ«كل الوسائل المتاحة»

22 مارس 2019
22 مارس 2019

الإدارة الأمريكية تتعرض لانتقادات عربية ودولية كبيرة -

عواصم - عمان - بسام جميدة - وكالات:-

نددت الحكومة السورية أمس بتصريحات للرئيس الأمريكي دونالد ترامب قال فيها: إن الوقت حان للاعتراف بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان وأكدت عزم سوريا على تحرير المنطقة «بكل الوسائل المتاحة».

ولاقى موقف ترامب- الذي ورد في تغريدة مساء أمس الأول قال فيها: « بعد 52 عاما، حان الوقت لكي تعترف الولايات المتحدة بالكامل، بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان»- إدانة عربية أيضا، فيما حذرت تركيا من أنه قد يتسبب «بأزمة جديدة» في المنطقة.

وقال ترامب في تغريدته: إنّ منطقة الجولان الاستراتيجيّة التي استولت عليها إسرائيل من سوريا في حرب 1967 وضمّتها إليها في خطوة لا يعترف بها المجتمع الدولي، تُعتبر «ذات أهمّية استراتيجيّة وأمنيّة بالغة لدولة إسرائيل واستقرار المنطقة».

وفي دمشق، نقلت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) عن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية أن«الموقف الأمريكي تجاه الجولان السوري المحتل يعبر وبكل وضوح عن ازدراء الولايات المتحدة للشرعية الدولية وانتهاكها السافر لقراراتها».

ورأى المصدر: «أن الولايات المتحدة بسياساتها التي تحكمها عقلية الهيمنة والغطرسة باتت تمثل العامل الأساسي في توتير الأوضاع على الساحة الدولية وتهديد السلم والاستقرار الدوليين»، داعيا: «دول العالم لوضع حد للصلف الأمريكي وإعادة الاعتبار للشرعية الدولية والحفاظ على السلم والأمن والاستقرار في العالم».

وقال المصدر: «الشعب السوري أكثر عزيمة وتصميما وإصرارا على تحرير هذه البقعة الغالية من التراب الوطني السوري بكل الوسائل المتاحة».

ومنتصف نوفمبر، صوتت الولايات المتحدة للمرة الأولى ضد قرار أممي يعتبر ضم إسرائيل للجولان «لاغيا وليس في محله»، وكانت الدولة الوحيدة التي اتخذت هذا الموقف.

ووردت تلميحات أمريكيّة في شأن مرتفعات الجولان قبل أسبوع، عندما غيّرت وزارة الخارجيّة وصفها لتلك المرتفعات، واستبدلت وصفها بـ«المحتلّة» بعبارة «التي تسيطر عليها إسرائيل».

وفي القاهرة، ندّدت جامعة الدول العربية بإعلان ترامب مؤكدة أن «الجولان أرض سورية محتلة»، وقال الأمين العام للجامعة أحمد أبو الغيط مساء أمس الأول: إن «التصريحات الصادرة عن أقطاب الإدارة الأمريكية والتي تمهد لاعتراف رسمي أمريكي بسيادة إسرائيلية على الجولان السوري المحتل تعتبر خارجة بشكل كامل عن القانون الدولي».

وأكد: أنّ «الجولان هو أرضٌ سورية محتلة بواقع القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن وباعتراف المجتمع الدولي».

واحتلّت إسرائيل مرتفعات الجولان والضفة الغربية والقدس الشرقيّة وقطاع غزة في حرب 1967. وبعد ذلك ضمّت إسرائيل مرتفعات الجولان والقدس الشرقيّة في خطوة لا يعترف بها المجتمع الدولي.

وأكد أبو الغيط أن «جامعة الدول العربية تقف بالكامل وراء الحق السوري في أرضه المحتلة»، مشيرا إلى أن موقف الجامعة «لا يتأثر إطلاقا بالموقف من الأزمة في سوريا».

من جهته، أعرب معالي الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عن أسفه للتصريحات التي أدلى بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن مرتفعات الجولان السورية.

وقال الزياني: إن تصريحات الرئيس الأمريكي التي وردت في حسابه على - تويتر - بشأن الاعتراف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان السورية لن تغير من الحقيقة الثابتة التي يتمسك بها المجتمع الدولي والأمم المتحدة وهي أن مرتفعات الجولان العربية أراض سورية احتلتها إسرائيل بالقوة العسكرية في الخامس من يونيو 1967. وأوضح الأمين العام لمجلس التعاون إن تصريحات الرئيس الأمريكي تقوض فرص تحقيق السلام الشامل والعادل والدائم في منطقة الشرق الأوسط، والذي لن يتحقق إلا بانسحاب إسرائيل من كافة الأراضي العربية التي احتلتها في العام 1976، بما في ذلك مرتفعات الجولان السورية، وفقا لقرارات مجلس الأمن الدولي.

وقال معالي الدكتور عبداللطيف الزياني: إن قرار مجلس الأمن الدولي رقم 497، الصادر بالإجماع عام 1981، دعا إسرائيل إلى إلغاء ضم مرتفعات الجولان السورية، داعيا المجتمع الدولي ومجلس الأمن الدولي إلى الالتزام بقرارات الشرعية الدولية باعتبار مرتفعات الجولان السورية أرضاً عربية محتلة.

كما انتقدت روسيا وإيران حليفتا دمشق تصريحات ترامب التي تمثل تحولا جذريا في السياسة الأمريكية بشأن وضع المنطقة، وقالت إيران: إن التصريحات غير مشروعة وغير مقبولة، وذكرت روسيا أن أي تغيير في وضع الجولان سيمثل انتهاكا مباشرا لقرارات الأمم المتحدة. كما أكد الاتحاد الأوروبي، امس، أنه لا يعترف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان السورية، ونقلت وكالة «رويترز» عن تصريح متحدثة باسم الاتحاد الأوروبي: «إن موقف الاتحاد الأوروبي (بهذا الخصوص) لم يتغير».

وأضافت: «لا يعترف الاتحاد الأوروبي وفق القانون الدولي بسيادة إسرائيل على الأراضي المحتلة من قبلها منذ يونيو عام 1967، بما فيها مرتفعات الجولان، ولا يعتبرها جزءا من الأراضي الإسرائيلية».

وردت مصر على نية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان السوري، موضحة أن موقفها ثابت باعتبار الجولان السوري أرضا عربية محتلة وفقا لمقررات الشرعية الدولية.

وندّد أمين سرّ منظّمة التحرير الفلسطينيّة صائب عريقات، من جهته، بـ«الدعم الأمريكي» للاحتلال الإسرائيلي، وقال لوكالة فرانس برس: إنّ «سياسة (ترامب) لن تُغيّر القانون الدولي الذي يعتبر الجولان وسائر الأراضي الفلسطينيّة أراضي عربيّة محتلّة».

من جهته، حذر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من أن موقف ترامب يضع المنطقة على حافة «أزمة جديدة»، وقال أردوغان في افتتاح اجتماع لمنظمة التعاون الإسلامي في إسطنبول: «الإعلان المؤسف للرئيس ترامب بشأن مرتفعات الجولان، يضع المنطقة على حافة أزمة جديدة، وتوترات جديدة».

وأضاف: «من المستحيل بالنسبة إلى تركيا ومنظمة التعاون الإسلامي البقاء صامتتين بشأن موضوع بهذه الحساسية»، وقال: «لن نوافق أبدا على شرعنة احتلال مرتفعات الجولان». ويُعدّ إعلان الاعتراف بالجولان القنبلة الدبلوماسيّة الثانية التي تُفجّرها واشنطن، الحليف القوي لإسرائيل، في مساعيها لإعادة رسم خريطة الشرق الأوسط.

ففي 2017، كسر ترامب تقليداً استمرّ عقوداً، واعترف بمدينة القدس المختلف عليها عاصمةً لدولة إسرائيل بدلاً من تلّ أبيب. ويأتي إعلان ترامب المفاجئ قبل الكشف المتوقع عن خطة البيت الأبيض للسلام الإسرائيلي الفلسطيني. وقال مسؤولون فلسطينيون: إنّهم يتوقّعون أن تكون الخطة منحازة لإسرائيل. وقطعت السلطة الفلسطينية اتّصالاتها مع واشنطن بعد اعترافها بالقدس عاصمة لإسرائيل. كما شكل تصريح ترامب دعما قويا لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الذي يطالب بهذا الاعتراف بشدة ويستغل علاقته المميزة بالرئيس الأمريكي في حملته الانتخابية، مظهرا ما أنجزته كمكاسب شخصية في وجه خصومه. وسارع نتانياهو إلى التّرحيب بقرار ترامب المفاجئ والذي يدعمه في حملته الصّعبة لإعادة انتخابه مرّة خامسة، وكتب على تويتر:«في وقت تسعى إيران إلى استخدام سوريا منصّةً لتدمير إسرائيل، يعترف الرّئيس ترامب، بجرأة، بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان. شكراً للرّئيس ترامب». ولا تزال إسرائيل وسوريا في حالة حرب منذ حرب 1973، على الرغم من إقامة منطقة حدودية منزوعة السلاح من خلال اتفاق هدنة ظلت هادئة لفترة طويلة نسبيا حتى بداية النزاع في سوريا عام 2011. ويعيش في منطقة الجولان المطلّة على الأراضي السوريّة نحو 20 ألف مستوطن إسرائيلي.