العرب والعالم

الحكومة اليمنية تحتج لدى الأمم المتحدة على تجاوزات جريفيث

21 مارس 2019
21 مارس 2019

«التحالف» يشنّ 8 غارات جوية على صعدة -

صنعاء- «عمان»- جمال مجاهد: احتجّت الحكومة اليمنية «الشرعية» لدى الأمم المتحدة أمس على ما وصفته بـ «تجاوز المبعوث الأممي، مارتن جريفيث مهامه في البدء بمناقشة إجراءات تطبيق تفتيش السفن في موانئ الحديدة بدلاً عن جيبوتي».

ويأتي الاحتجاج، بعد لقاء جمع مسؤولين في حكومة «أنصار الله» بمجموعة من الموظّفين الأمميين يمثّلون آلية الأمم المتحدة للتحقّق والتفتيش «ينفم» ومنسّقها العام ومديرة مكتب المبعوث الأممي.

وقال موقع «26 سبتمبر نت» الناطق باسم الجيش الوطني «الموالي للشرعية» إن وزير الخارجية، خالد اليماني، بعث رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يشير فيها إلى الاجتماع الذي التأم في 16 مارس الحالي في صنعاء.

وقال اليماني «تعرب حكومة الجمهورية اليمنية عن بالغ استغرابها ودهشتها إزاء هذه الممارسات غير المسؤولة، من قبل الموظّفين الأمميين الواردة أسماؤهم في التقرير عن ذلك الاجتماع».

وأكدت الرسالة أن إنشاء الآلية جاء بطلب من الحكومة اليمنية في 6 أغسطس 2015 ووافق عليها الأمين العام في 11 أغسطس 2015 بموجب قرار مجلس الأمن 2216 لعام 2015، بهدف فرض الحظر على وصول الأسلحة إلى «أنصار الله» من الخارج.

وبحسب الرسالة فإن مهمة الآلية بالاشتراك مع الحكومة اليمنية هي «القيام بالتفتيش والتحقّق من الواردات المتجهة إلى الموانئ التي لا تخضع للحكومة اليمنية، لتسهيل وعدم إعاقة سريان الواردات التجارية لليمن ولمراقبة الالتزام بحظر توريد الأسلحة المنصوص عليه في القرار 2140 لعام 2014 والقرار 2216 لعام 2015».

ونوّهت الرسالة إلى أن التفويض الممنوح للآلية لا يخوّلها التعامل خارج سلطة الحكومة الشرعية في اليمن، أو التعدّي على وحدة وسيادة واستقلال أراضي الجمهورية اليمنية.

وقال اليماني إن اضّطلاع الأمم المتحدة بدور قيادي في دعم الإدارة وعمليات التفتيش في «مؤسسة موانئ البحر الأحمر اليمنية» في موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى، والبدء في تعزيز عمل آلية الأمم المتحدة للتحقّق والتفتيش في موانئ الحديدة، مرهون بالتقدّم الذي يحرز في تطبيق اتفاق ستوكهولم واتفاق الحديدة تحديداً وانسحاب «أنصار الله» منها بشكل عام.

وأضاف «حسب المنصوص عليه في القرارات لا يجوز التعامل مع أنصار الله، لأن اتفاق ستوكهولم لا يعترف بسلطة الانقلاب على موانئ الحديدة». وأشار اليماني أن اتفاق الحديدة، واتفاق ستوكهولم برمّته، «تعثّر في تحقيق أي تقدّم في تنفيذه، للأسباب المعروفة المتمثّلة في رفض أنصار الله القبول بالانسحاب وإعادة الانتشار المنصوص عليه في الاتفاق».

وشدّد اليماني على أن «هذه الممارسات التي يقوم بها موظّفو الأمم المتحدة، والتي لا يمكن لهم القيام بها دون توجيهات مباشرة من المبعوث الخاص مارتن جريفيث، والاستمرار في ممارسة أعمال تندرج ضمن نطاق سلطة الحكومة، والتي ترتكب بصفة أحادية ودون تفاهم وتنسيق وموافقة الحكومة اليمنية، لهي محاولات مرفوضة من الحكومة اليمنية».

وأكد اليماني أن «هذه التصرّفات تتطلّب توضيحات وتفسيرات مكتوبة من مارتن جريفيث، وتأكيدات بعدم تكرارها مطلقاً، لأنها تتجاوز الصلاحيات الممنوحة للمبعوث الخاص». وأكدت الحكومة اليمنية للأمين العام للأمم المتحدة، أنه «في حال استمرار تجاوز الموظّفين الأمميين لولايتهم والخروج عن مهامهم الأساسية، فإنها ستتّخذ كافة الإجراءات القانونية الضرورية لضمان تأكيد سيادتها واستقلالها وتنفيذ واجباتها الدستورية وفرض سلطتها على كامل إقليم الجمهورية اليمنية وعدم السماح بانتهاك حقوقها أو الانتقاص منها».

من جانبه حمل السفير الأمريكي لدى اليمن أمس جماعة «أنصار الله» مسؤولية تعثر تنفيذ اتفاق سلام برعاية الأمم المتحدة في ميناء الحديدة الرئيسي وقال إن سلاحهم يمثل خطرا على دول أخرى في المنطقة.

وتوصلت الحكومة اليمنية و «أنصار الله» إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في الحديدة وسحب القوات من المدينة الخاضعة لسيطرة «أنصار الله» وذلك خلال محادثات جرت في السويد في ديسمبر . وكان الاتفاق أول انفراج رئيسي في الجهود الرامية إلى إنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من أربع سنوات.

والهدنة صامدة إلى حد كبير، لكن سحب القوات لم يتحقق بعد إذ يتبادل الطرفان الاتهامات بشأن عدم إحراز تقدم في تنفيذ الاتفاق.

وقال السفير ماثيو تولر في مؤتمر صحفي أذيع تلفزيونيا من مدينة عدن الجنوبية وهي مقر الحكومة المعترف بها دوليا «نشعر بإحباط بالغ لما نراه من تأخير ومماطلة من جانب جماعة «أنصار الله» في تنفيذ ما اتفقوا عليه في السويد، لكن لدي ثقة كبيرة في مبعوث الأمم المتحدة وفيما يقوم به».

وأضاف:نحن مستعدون للعمل مع آخرين كي نحاول تنفيذ هذه الاتفاقات ونرى ما إذا كان بوسع «أنصار الله» في الواقع إبداء نضج سياسي والبدء في خدمة مصالح اليمن بدلا من العمل بالنيابة عمن يسعون لإضعاف وتدمير اليمن».

ميدانيا: شنّت مقاتلات التحالف العربي بقيادة السعودية أمس ثماني غارات على مديرية الصفراء بمحافظة صعدة «شمال اليمن». وأوضح مصدر أمني أن الطيران السعودي استهدف بثماني غارات منطقة آل شافعة في مديرية الصفراء. كما أعلنت جماعة «أنصار الله» أن «القوة الصاروخية للجيش واللجان الشعبية» أطلقت أمس صاروخاً من طراز «زلزال1» على معسكر مستحدث للقوات الموالية للشرعية شمال مديرية صرواح في محافظة مأرب «شرق صنعاء».

وزعم مصدر عسكري أن الصاروخ «استهدف تجمّعات كبيرة للقوات في جبهة الجدعان شمال صرواح، محقّقاً إصابات مباشرة في صفوفها». على صعيد آخر أصدر الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي قراراً جمهورياً قضى بتعيين حافظ فاخر معياد محافظاً للبنك المركزي اليمني (ومقرّه الرئيسي في العاصمة المؤقتة عدن جنوب اليمن)، خلفاً لمحمد منصور زمام. وشغل معياد قبل تعيينه منصب مستشار الرئيس اليمني ورئيس «اللجنة الاقتصادية العليا». سياسيا: رحّب رئيس الوزراء اليمني الدكتور معين عبد الملك سعيد أمس بإعلان روسيا الاتحادية السعي لتجهيز وافتتاح قنصليتها العامة في العاصمة المؤقتة عدن، معتبراً أن ذلك «يؤكد عمق العلاقات التاريخية بين البلدين ومواقف موسكو الداعمة للحكومة الشرعية وحرصها على أمن واستقرار اليمن». وكان السفير الروسي لدى اليمن فلاديمير ديدوشكين كشف لدى لقائه رئيس الوزراء بعدن، عن اعتزام بلاده إعادة تجهيز وترميم قنصليتها في عدن، والمغلقة منذ اندلاع الحرب أواخر مارس عام 2015، تمهيداً لإعادة فتحها.