1167687
1167687
المنوعات

مهرجان طاقة «حاضن حقيقي لإرث حضاري ممتد في عمق التاريخ»

21 مارس 2019
21 مارس 2019

ينطلق غدا ويستمر لمدة 15 يوما -

طاقة - أحمد بن عامر المعشني -

تنطلق فعاليات ومناشط مهرجان طاقة لعام 2019م في نسخته السابعة بولاية طاقة غدا السبت 23 ولمدة 15 يوما من موقع شاطئ طاقة عند الفرضة ( جمرك طاقة)، حيث سيشتمل المهرجان على العديد من الفعاليات الثقافية والرياضية والترفيهية والدينية فضلا عن إبراز الموروث الشعبي والمشغولات اليدوية والحرف والصناعات التقليدية والفنون وريادة الأعمال والمرأة والطفل والبيئات الريفية والبحرية والقرية الرملية .

فقد قال سعادة الشيخ محمد بن سيف البوسعيدي والي ولاية طاقة ورئيس اللجنة المنظمة لمهرجان طاقة في تصريح خاص لـ«عمان»: يعتبر مهرجان طاقة 2019م على امتداد سنواته المتوالية حاضناً حقيقياً لإرث حضاري ممتد في عمق التاريخ .. فهو يحاكي سمهرم حينما كان بخور اللبان يعطر العالم بعبق دخانه وسيكون هذا المهرجان بإذن الله مفردة جميلة في المحافظة، يميزه عن باقي المهرجانات أنه يقوم ويولد في كل عام على جهد وعرق وإبداع أبناء طاقة.

وأكد سعادة الوالي بأن مهرجان طاقة يستمد ديمومته من إصرار وهمة وعزيمة الشباب وتوجيهات وتخطيط وقراءة ما يوحيه جبين مقطب بتعرجات اختزلت حكمة السنوات، حينما ينثر الجد والأب دررا من العطاءات المزدحمة في الذهن الواحد .. ليطل إشراق أنيق يستأذن القمر ليرخي أشعة البدر على المكان والزمان والشخوص .. هكذا هو مهرجان طاقة زمن حي ديناميكي ملموس يمتد لمدة خمسة عشر يوما يمتع زائريه بمفردات متنوعة من الفقرات التي تحتويها أجندته كما أنه يرسم فرحاً لأسر وأبناء مجتمع طاقة من خلال محصلة خير تم تحصيله تحت خيمة المرأة التي كانت تنتظر هلال المهرجان يطل لتجد لها سوقاً تمارس فيه مهنة تجلب لها رزقاً يخفف عنها عبء المصروف اليومي.

وأوضح سعادة الشيخ محمد البوسعيدي والي ولاية طاقة : أنّ مهرجان هذا العام سيزخر بالعديد من الفعاليات الجديدة التي بلا شك تضفي جوًا جميلا لمرتاديه، فهناك البيئة الريفية بمختلف فنونها، والبيئة البحريّة بتفاصيلها المختلفة ومهارات الخيل والعروض المسرحية والأمسيات الشعرية والمسابقات الثقافية والمحاضرات الدينية والفقرات الترفيهية والألعاب الكهربائية والمجسمات الرملية ومعرض الحرفيات والمأكولات الشعبية بالإضافة إلى المورثات التراثية، وغيرها من الفعاليات والأنشطة المتنوعة.

وأكّد سعادته أنّ مهرجان طاقة يعد ملحمة وطنية وتجسيدًا لروح العمل الجماعي من أبناء الولاية الذين دائمًا سبّاقون لكل ما من شأنه أن يخدم الولاية، من خلال الحضور المتوقع لمتابعة الأنشطة والفعاليات المقامة خلال فترة المهرجان، وخاصة الأفواج السياحية الشتوية التي تزور المحافظة خلال هذه الفترة، والمهرجان فرصة للتعريف بالتراث ليبقى متوارثا بين الأجيال المتعاقبة.

وأشار سعادة الشيخ والي طاقة قائلا: وإيمانا بأهمية دور المرأة العمانية ومساهمتها الفاعلة ومشاركتها المتميزة مع الرجل في كافة الأصعدة والدور المهم الذي تمثله مؤسسات العمل المدني والاجتماعي فإن إشراك جمعية المرأة العمانية بولاية طاقة من خلال إقامة معرض استهلاكي على أرض المهرجان من خلال خيمة كبيرة لعرض منتوجات وأعمال عضوات الجمعية بالإضافة إلى العديد من النسوة المشاركات في هذا المعرض من مختلف نيابات وقرى الولاية ويعد هذا المعرض من الأركان المهمة التي تميز المهرجان بما تقدمه من منتجات محلية والتي يكسوها الطابع الإنتاجي المميز. وأخيراً، أكد سعادة الشيخ محمد بن سيف البوسعيدي والي طاقة رئيس اللجنة المنظمة بأن مهرجان طاقة ولد رضيعاً وصار يافعاً وسيبقى ليولد من جديد في كل عام لأنه مطمح وهدف لمسن يستذكر ماضيا وشاب يجد نفسه .

يمثل تاريخ طاقة قديمه وحديثه ذاكرة حضارية تتزاحم فيها مآثر وإنجازات وأحداث ووقائع، وهي إذ تعيش اليوم مكاسب وإنجازات نهضتها كغيرها من حواضر ولايات السلطنة في العهد الزاهر الميمون، فإنها تنفرد بالعديد من المزايا والمقومات الطبيعية والبشرية، فهي طاقة السعيدة التي تعتمر نجدها أشجار اللبان وتلبس جبالها الفصول الأربعة المختلفة بتنوع تضاريسها ومكوناتها الطبيعية من هضاب ووديان وكهوف، وتلتقي مياه عيونها وشلالاتها العذبة بمياه المحيط الواسع؛ ما يجعل حياة أبنائها فسيفساء من الخبرات والمناشط والأعمال والحرف. فهي بذلك تجمع تنوعا مدهشا من النباتات والطيور والأحياء، ما يجعلها بحق محمية طبيعية فريدة، انعكس هذا التنوع على تاريخها الذي يمتد عبر آلاف السنين، وتناولها المؤرخون قبل الميلاد في سياق حديثهم عن ميناء سمهرم التاريخي من أمثال المؤرخ الإغريقي هيرودوت ثم بيليني وبطليموس وديودورس وسترابو وغيرهم ومن مينائها القديم خرج أجدادنا في مختلف العصور تجارا وسفراء للمحبة والسلام، حاملين اللبان الذي تصفه أساطير الأقدمين بالنبات المقدس.