ali
ali
أعمدة

أوراق: سلوكيات الرحلات

20 مارس 2019
20 مارس 2019

علي بن خلفان الحبسي -

الكثير من الأسر والأفراد ينتظرون الإجازات بفارغ الصبر للترفيه عن أنفسهم وأسرتهم ومن معهم، والبعض يعد العدة منذ وقت مبكر للتخطيط لقضاء هذه الإجازات بالطريقة التي يراها مناسبة، فبلادنا ولله الحمد رحبة بالكثير من المواقع السياحية المتنوعة بين تضاريس الأودية وضفاف شواطئ البحار والرمال الناعمة والعيون المائية، وتاريخ عريق عبر الحارات العمانية القديمة التي تنتشر في كل مكان في الولايات وقراها، وأجزم بأن بلادنا تنفرد بالعديد من المميزات التي قل مثيلها في دول الجوار، هذا إلى جانب استحداث استئجار المزارع المهيأة بمختلف المتطلبات السياحية والتي تلبي طموح الأسر والعائلات، وانتشرت هذه المزارع أيضا في ربوع هذا الوطن وساهمت في الاستقرار السياحي نوعا ما.

ولكن مع كل ذلك الترفيه فلربما ينسينا جمال المكان وفرحة الإجازة ولم شمل العائلات في بعض الأحيان الكثير من وسائل السلامة، أو تأخذ البعض نشوة الاستمتاع وأن يقع بنفسه ومن معه في العديد من المخاطر التي لا تحمد عقباها، فيذهب ضحيتها العديد من السياح خاصة الأطفال، إما غرقا بسبب إهمال أب أو أم أو حوادث مؤسفة، فتشاهد عشرات المركبات يجازف أصحابها وعورة الرمال وآخرون يستغلون الصحاري في التخميس، والبعض الآخر يهمل أبناءه فتسمع عن حالات الغرق وما شابهها، والبعض ينتشي فيزعج الآخرين بأصوات بوق مركبته وأصوات مخارج عوادم سيارته، أو أنه يسير بسرعات عالية اعتقادا منه بأنها شجاعة، ولكنها بكل أسف ماهي إلا استهتار بروحه وأرواح الآخرين، والبعض الآخر يجازف بعرض البحر سباحة وهو لا يدري عن أغوار البحر شيئا.

وكم نحزن عندما نسمع أخبارا من هنا وهناك عن مواقف ربما البعض ليس لديهم حيلة ولا قوة في وقوعها، ولكن يبقى الحذر دائما هو سيد الموقف في مثل هذه الظروف، فالوقاية قبل العلاج أمرا ضروريا وملحا.

إذن لا بد أن تكون لدى السائح ثقافة بطبيعة المكان ومستلزمات الرحلات من أمن وأمان وسلامته والحفاظ على سلامة الآخرين، وأن تكون لدينا ثقافة بأهمية السياحة وكيف تكون، هذا إلى جانب الحفاظ على المكان نظيفا. ويبقى على الجهات المعنية في السياحة أن تكثف من الوسائل التحذيرية والتنبيهات للسياح من خطورة بعض المواقع وعدم ارتيادها ووضع التعليمات التي تكفل سلامة الجميع.

أخيرا يقول الفيلسوف «سقراط»: من أعطي الحكمة فلا يجزع لفقد الذهب والفضة، لأن من يعطى السلامة لا يجزع لفقد الألم، لأن ثمار الحكمة السلامة، وثمار الذهب الألم والتعب.