عمان اليوم

الدعوة إلى تقنين استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وتنظيم برامج متخصصة لأولياء الأمور لمحو الأمية الرقمية

19 مارس 2019
19 مارس 2019

جملة من التوصيات الهادفة خرجت بها ندوة «أسرتي والتقنية» -

متابعة - عهود الجيلانية -

خرجت ندوة «أسرتي والتقنية» التي نظمتها وزارة الأوقاف والشؤون الدينية بجملة من التوصيات المهمة حيث دعت إلى تعزيز آليات تعاون الجهات المسؤولة في حماية الأسر والأبناء وتحقيق الحماية القصوى، وتنظيم برامج متخصصة لأولياء الأمور لمحو الأمة الرقمية وتثقيفهم حول تقنين استخدام الأبناء لوسائل تقنية المعلومات، ودعت الأسر بأخذ وسائل الحماية للأبناء من مخاطر التقنية من خلال تعزيز الرقابة الذاتية وتنمية الوازع الديني والأخلاق، وضرورة أن تقوم الأسر بتوفير الحماية للأفراد من مخاطر التقنية بتقوية التواصل والحوار الأسري والمتابعة المستمرة والتوجيه وشغل أوقات الأبناء بكل نافع ومفيد بطرق أخرى غير وسائل التقنية الحديثة.

وقد اختتمت بقاعة المحاضرات بجامع السلطان قابوس الأكبر الندوة المختصة التي جاءت بعنوان «أسرتي والتقنية» ونظمتها دائرة الإرشاد النسوي بالوزارة واستمرت يومين. وقد تضمنت الندوة خلال يومها الثاني جلستين، الجلسة الأولى جاءت بعنوان «أثر التقنية الحديثة على الأسرة والمجتمع « واشتملت على ورقة عمل حول أثر التقنية الحديثة على الأخلاق والسلوك قدمها هلال بن عبدالله المحروقي تناول خلالها مكونات التربية الإيجابية من بناء العلاقات الإيجابية وتعزيز السلوك الإيجابي وبناء الثقة. فيما تضمنت الجلسة الثانية التي جاءت بعنوان «التعامل مع التقنية الحديثة .. مسؤولية و ضوابط» على ثلاث ورقات عمل، قدم الورقة الأولى عبدالله بن عامر العيسري عن دور الأسرة في التعامل مع التقنيات الحديثة و تحدثت في الورقة الثانية الدكتورة هدى الشعيلية عن «تقنين استخدام التقنيات» و قدمت فاطمة الشكيلية في الورقة الثالثة عرضا حول دور مؤسسات الدولة في التصدي لمخاطر التقنية وحماية الأفراد.مثال الادعاء العام».

وخرجت الندوة بجملة من التوصيات بعد مشاركة نخبة من المتخصصين والمهتمين بالقطاع الأسري، سلطت الضوء على قضية مهمة تهدف إلى طرح تساؤلات وإشكالات متعلقة بالتقنية الحديثة وآثارها الإيجابية والسلبية على الأسرة والمجتمع وكيفية التعامل الأمثل معها ومواجهة مخاطرها، في جو علمي مفعم بالحوار الهادئ والنقاش الجاد والأطروحات، وأوصت الندوة في ضوء التغيرات المتسارعة والعولمة المعاصرة إلى ضرورة الاهتمام بموضوع الأسرة والتقنية وزيادة توعية الأسر بدورها الأكبر في كيفية تعامل الأفراد مع التقنية الحديثة وضرورة التوجيه المستمر والتوعية، كما دعت إلى إيجاد شراكة مجتمعية ومساندة من مختلف الجهات ذات الاختصاص ومؤسسات الدولة في طرح قضايا التقنية المتعلقة بالأسرة، خصوصا مؤسسات التربية التعليم والصحة والإعلام وغيرها، وتحث الندوة الأسر بضرورة تقنين استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والتقنية الحديثة عموما في المنزل، من خلال تحديد أوقات استخدامه بحيث لا يزيد عن ساعة أو ساعتين في اليوم مع مراقبة محتوى المادة.وكذلك تقنين أماكن استخدامها والطريقة الصحية لاستخدامها.

وأشادت الندوة بالدور الوقائي والتوعوي الذي تقوم به بعض المؤسسات الحكومية كهيئة تقنية المعلومات وتوصي بتعزيزه لتحقيق حماية قصوى للأسر والأبناء عبر حجب المواقع التي تتضمن محتوى مخل وغير مناسب للأطفال وينافي قيم المجتمع الدينية والاجتماعية. وثمنت الندوة الجهود المبذولة لمؤسسات التربية والتعليم في تعزيز الاستفادة من التقنية الحديثة في التعليم، والحرص على تعزيز المناهج الدراسية بالقيم الدينية والاجتماعية والصحية الصحيحة والفعاليات والمناشط في كيفية التفاعل مع معطيات العصر المتغيرة والمتجددة، ومنها كيفية التعامل الأمثل مع التقنية الحديثة والحماية من مخاطر التقنية وتوصي الندوة بمزيد اهتمام في هذا الجانب.

ودعت الندوة جميع شرائح المجتمع بالتعامل بحذر مع المجهولين وضرورة ترسيخ هذه الثقافة لدى الأبناء، وتكثيف الجهود بتعريف أفراد المجتمع بكيفية التعامل الصحيح عند التعرض للابتزاز الإلكتروني والاحتيال ونحوها وآلية التواصل مع الجهات المعنية والإجراءات المتبعة في مواجهة تلك الجرائم الإلكترونية. ودعوة الجهات المعنية للعمل على إنشاء مشروع علمي وتقني يكون كدليل إرشادي وتوعوي للمربين والأبناء يعنى باستثمار التقنية الحديثة في التربية والتعليم في مختلف الجوانب التي تهم وتشغل بال الناشئة في مختلف مراحلهم العمرية، والاستمرار في إقامة مثل هذه الندوات والفعاليات المهتمة بقضايا الأسرة والتقنية كل عام بمواضيع مختلفة أكثر عمقا وتخصصا وشمولا لجميع أفراد الأسرة.