صحافة

مذبحة نيوزيلندا تكشف عن وحشية التطرف اليميني

18 مارس 2019
18 مارس 2019

نيوزيلندا، تلك الجزيرة التي تقبع على حافة العالم في أمان، فجأة تغير الوضع فيها صباح الجمعة الماضي عندما قام متطرف يميني أستزالي الجنسية يدعى برينتون تارانت (28 عاما) بشن هجوم بسلاح آلي على المصلين في مسجدين بمدينة «كرايست تشرش» أدى الى مقتل ٤٩ وترك أكثر من أربعين جريحا في حالة حرجة، كما ترك نيوزيلندا والعالم في حالة صدمة وحداد.

وقد تصدر هذا الحادث الإرهابي اهتمامات الصحف البريطانية التي سلطت الضوء على تصاعد خطر الإرهاب اليميني بشكل ملحوظ منذ السنوات الأخيرة من القرن الماضي. فصحيفة «ديلي ميرور» نشرت صورة للمجرم مرتكب الحادث يظهر فيها كطفل «ملائكي» يحمله والده على ذراعه، وبجانبها صورته كقاتل «شيطاني»، وكأن الصحيفة تتساءل هل هذا الطفل الملائكي البريء في صغره يمكن ان يتحول الى شيطان قاتل في كبره؟.

وتحت عنوان «البراءة المفقودة» تتحدث صحيفة «آي» عن الحادث المروع الذي ترك نيوزيلندا في صدمة شديدة نتيجة ذلك اليوم «المظلم» الذي راح ضحيته ٤٩ قتيلا و٤٨ جريحا في حالة خطرة.

ونشرت صحيفة «الجارديان» تقريرا كتبه هارييت شيروود حول الهجوم الذي قال عنه انه «حطم الوهم» بأن نيوزيلندا كانت واحدة من الدول القليلة التي لا يستطيع الإرهاب الوصول إليها.

وكتب جوناثان فريدلاند مقالا في صفحة الرأي لنفس الصحيفة طالب فيه بمواجهة دعاة الكراهية الحقيقيين، حتى لا يتكرر حادث نيوزيلاند مرة اخرى، في إشارة الى السياسيين الشعبويين والقادة الذين يزعمون أن الغرب مهدد من قبل الإسلام. أما صحيفة «التايمز» فقد انفردت بالكشف عن ان جهاز الاستخبارات الداخلي (MI5)، وليس شرطة مكافحة الإرهاب، هو الذي يجري التحقيقات بشأن علاقة برنتون تارانت بالمتطرفين اليمينيين البريطانيين، وتصريحه في بيان انه كان يستوحي هجماته من هجمات الإسلاموفوبيا في بريطانيا.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول في الحكومة قوله إن جهاز الاستخبارات الداخلي، يراجع بيان تارانت على الانترنت (74 صفحة) الذي يدعو فيه الى قتل شخصيات إسلامية منها عمدة لندن صادق خان.

وأشارت صحيفة «ديلي تلجراف» الى ادانة وزير الداخلية البريطاني، ساجد جافيد، فشل شركات التكنولوجيا في وقف البث الحي للعملية الإرهابية عبر حساب برينتون تارانت على الفيسبوك الذي وصلت مدته 17 دقيقة، معبرا عن غضبه بقوله: «لقد طفح الكيل.. إن منصات التواصل الاجتماعي تحتاج الى فعل المزيد لوقف أعمال التطرف المقترنة بالعنف». وشاركت صحيفة «ديلي ميل» في انتقاد شركات التواصل الاجتماعي تحت عنوان «عار على الفيس بوك» بسبب البث الحي للعملية الإرهابية وفشلها في إزالة محتويات الشريط من الفيس بوك بسرعة. ووصمت صحيفة «الصن» فيس بوك بالارهابي»، بسبب الصور التي سببت صدمة للعالم وروعته. مشيرة الى ان منفذ الهجوم أمضى عامين في التخطيط لهجومه هذا.

وأشار مايك ستوتشبيري في مقال له بصحيفة «الاندبندانت» الى ان هجوم نيوزيلندا الإرهابي يعكس تنامي العنف اليميني عن طريق الانترنيت والسياسيين ذوي التوجهات الشعبوية، وان حشد الناخبين ضد المسلمين كان من الاستراتيجيات الفعالة التي اتبعها سياسيون أمثال ترامب للفوز في الانتخابات. كما أشار الكاتب الى تنامي تشويه صورة المسلمين في بريطانيا، وتساءل هل سيتم تجاهل المحرضين والمتطرفين في مجتمعاتنا وتقديم الأعذار لتصرفاتهم.

وفي بريطانيا ذكرت صحيفة «صانداي تايمز» ان مجهولين هاجموا حشدا من المسلمين بالعصي والمطارق أمام احد المساجد في شرق لندن بعد ساعات من هجوم نيوزيلندا. وذكرت الشرطة البريطانية أن المهاجمين كانوا يهتفون بعبارات معادية للمسلمين ووصفوا المصلين بـ«الارهابيين». واشتبك المصلون مع المهاجمين الذين قالت عنهم الشرطة انهم من ذوي البشرة البيضاء وفي العشرينات من عمرهم. كما عززت الشرطة إجراءاتها الأمنية حول جميع المساجد في أنحاء نيوزيلندا.