151151
151151
عمان اليوم

تحلية المياه عبر الطاقات المتجددة والبدء فعليا في تشييد محطات في عبري وقريبا في منح وثمريت

18 مارس 2019
18 مارس 2019

مدير أبحاث الطاقة المتجددة لـ :عمان -

كتبت - مُزنة الفهدية -

قال الدكتور أحمد بن سعيد البوسعيدي مدير أبحاث الطاقة المتجددة بمجلس البحث العلمي لـ«$»: «إن برنامج أبحاث الطاقة المتجددة هو أحد البرامج البحثية الاستراتيجية الوطنية التي يتبناها مجلس البحث العلمي وقد تم اعتماده في أبريل 2015 من قبل هيئة مجلس البحث العلمي. ويأتي هذا البرنامج ترجمة لرؤية جلالة السلطان الحكيمة عندما أكد على ضرورة تنويع مصادر الدخل وبذل المزيد من الجهد في هذا المضمار وكذلك النظر في كيفية الاستفادة من البدائل المولدة للطاقة».

استثمارات تنافسية

وأضاف البوسعيدي: «هذا المجال الواعد بالكثير من الدعم لعملية التنمية في السلطنة وذلك لما تزخر به البلاد من موارد طبيعية متنوعة تغطي مساحة كبيرة في السلطنة بنسبة عالية ووجود استثمارات تنافسية عالمية، وتؤكد الدراسات أن الطاقة الشمسية تمثل أكبر وأهم مصدر في السلطنة تتبعها طاقة الرياح، حيث تشع الطاقة الشمسية على مختلف محافظات السلطنة على مدى 342 يوما في السنة وتتراوح الطاقة الإشعاعية من (Wh/‏‏‏m2/‏‏‏day 6,000-5,500) في يونيو إلى(Wh/‏‏‏m2/‏‏‏day 3,000-2,500) في يناير.

وأوضح الدكتور أحمد أنه يتم حاليا تنفيذ برنامجين بدعم من القطاع الخاص، البرنامج الأول هو تنفيذ مبادرة في دعم المؤسسات في مجال الطاقات المتجددة وتكنولوجيا المياه مع شركة جلاس بوينت سولار، أما الثاني فهو تنفيذ مبادرة المحافظة على الطاقة الكهربائية في 30 مدرسة بتمويل من المؤسسة التنموية للشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال ومشاركة وزارة التربية والتعليم، موضحا أن هناك بعض الدراسات التي نقوم بها فيما يخص بعض تطبيقات الطاقات المتجددة وكفاءة الطاقة، مؤكدا أن هذه المبادرات لها دور كبير في دعم التنمية المستدامة بالسلطنة حيث تركز على غرس ثقافة المحافظة على الطاقة الكهربائية والمياه في المدرسة بحيث يقوم الطلاب بنقل هذا السلوكيات وتطبيقها في المنزل والمجتمع.

أبحاث علمية

وأشار إلى أنه يمكن للأبحاث العلمية في مجال الطاقة المتجددة أن توفر حلولا علمية في أغـــــــراض التبريد والتكييف من خلال الدعوة لتقديم أفكار ابتكارية في مختلف المبادرات التي يقوم بها المجلس، حيث يمكن توفير الكثير من الحلول لمختلف القضايا ومنها في أغراض التبريد والتكييف، كما يمكن أن تساهم الطاقات المتجددة بشكل فاعل في توفير جزء كبير من الطاقة اللازمة لتشغيل محطات التحلية في السلطنة وبالتالي المساهمة الفعلية في التنمية المستدامة.

وقال الدكتور أحمد: «قام مجلس البحث العلمي بتأسيس مبادرة مسابقة البيوت الصديقة بالبيئة والتي كانت تهدف إلى بناء منازل عصرية بطابع عماني صديق بالبيئة وبتكاليف مالية معقولة ومن خلال هذه المسابقة تم عمل الكثير من الدراسات التي كانت أساسا لوضع بعض التشريعات مثل تركيب الألواح الكهربائية في المنازل واستخدام العداد الكهربائي ذي اتجاهين وغيرها من معايير المحافظة على الحرارة داخل المنزل باستخدام العوازل».

مؤكدا أن المجلس يعمل حاليا مع بعض الشركاء المحليين في تطوير بعض المعايير الخاصة بكود البناء العماني وسن بعض المواصفات للأجهزة الكهربائية بالتعاون مع مؤسسات خليجية.

مبادرات

وأضاف: هناك زيادة متوقعة في معدل طلب الطاقة في السلطنة خلال السنوات القادمة حسب المؤشرات الأولية للشركة العمانية لشراء الطاقة والمياه، مشيرا في حديثه إلى الجهود التي تبذل من أجل توفير مصادر أخرى للطاقة المتمثلة في تشييد محطات الطاقة الشمسية في عبري بسعة 500 ميجا واط وأخرى يخطط لها قريبا في ولاية منح، إلى جانب محطة طاقة الرياح في ثمريت بسعة 50 ميجا واط، بالإضافة إلى المبادرات الجادة التي تقوم بها شركات النفط.

وأكد أن البرنامج يهدف إلى التعرف على أهم المجالات العلمية والبحثية في مجالات الطاقات المتجددة وكفاءة الطاقة والتي يمكن للأبحاث العلمية أن تقدم حلولا علمية لها بما يخدم عملية التنمية الشاملة في السلطنة، كما يعمل على دعم وتنفيذ مشروعات علمية تجريبية في المجالات ذات الأولوية باستخدام أحدث التقنيات العلمية، كما يهدف إلى تقديم حلول وتوصيات علمية لصانعي القرار وفق أسس علمية بحثية تجريبية مما سيساهم في وضع التنظيمات والتشريعات المناسبة لتنظيم تطبيقات واستثمارات الطاقات المتجددة في السلطنة بشكل أكبر، بالإضافة إلى أن بناء القدرات والسعات البحثية والفنية في مجالات الطاقات المتجددة وتوفير البيئة التشجيعية المناسبة لها أحد المقومات الأساسية التي يسعى البرنامج لتحقيقها.

الجدير بالذكر أن هيئة تنظيم الكهرباء أطلقت مبادرة ساهم وهي إحدى المبادرات الابتكارية لاستغلال الطاقة الشمسية حيث يمكن للأفراد تركيب الألواح الشمسية في منازلهم بالتنسيق مع شركات توزيع الكهرباء في المحافظات.