1162883
1162883
المنوعات

نجاح كبير للنسخة الأولى من مهرجان عمان العالمي للموسيقى الشعبية

17 مارس 2019
17 مارس 2019

فنون العالم تلتقي في مسقط -

«عمان»: اختتمت مساء أمس الأول بدار الأوبرا السلطانية النسخة الأولى من مهرجان «عمان العالمي للموسيقى الشعبية» الذي استضاف تسع فرق شعبية مثلت قارات العالم: آسيا، وإفريقيا، وأوروبا، والأمريكيتين. في بادرة هي الأولى من نوعها جسدت كيف تجمع الموسيقى والفنون الناس على اختلاف مشاربهم وتوجهاتهم.

ونالت النسخة الأولى من المهرجان استحسان زوار دار الأوبرا السلطانية الذين رأوا في المهرجان توجه نحو استخدام الثقافة في الجمع بين الشعوب والتقريب بينها. وأبهرت الفرق التسع الجمهور بما قدمته من أداء متميز كشف عن عميق الدلالات التي تقدمها الفنون الشعبية، وكشف أن الفنون الشعبية العمانية تستطيع أن تكون فنونا عالمية أيضًا يستمتع بها الحضور على اختلاف أجناسهم وتوجهاتهم وبعدهم وقربهم من عمان.

وقال الدكتور عصام الملاح مستشار الدار: إن «الأوبرا السلطانية مسقط تحاول أن تتبع سياسة وأفكار حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله- الذي أراد أن ينظر للخارطة ولا يجد دولة لا تجمعها علاقة بعمان وأردنا في دار الأوبرا السلطانية تجسيد هذه الرؤية عبر موسيقى الفنون الشعبية العالمية ولذلك جاءت فكرة هذا المهرجان الذي نسعد أنه حقق نجاحًا كبيرًا في أيامه الثلاثة الماضية.

وأكد الملاح أن المهرجان ذاهب ليكون سنويًا من بين برامج دار الأوبرا الثابتة، وتكون كل قارات العالم ممثلة فيه إلى جانب حضور ثري لفنون العالم العربي الشعبية وكذلك الفرق العمانية.

وقال الدكتور عصام: إن من بين أهداف المهرجان أيضا التعريف بالفنون الشعبية العمانية ووضعها في سياقها العالمي بين فنون العالم الشعبية وهذا هدف أصيل من أهداف دار الأوبرا السلطانية.

وحول السبب وراء اختيار الفنون الشعبية لمهرجان بهذا الحجم قال الدكتور الملاح: السبب يعود إلى أن الفنون الشعبية من أصدق الفنون التي تعكس واقع أي شعب ولذلك تسمى أحيانا بالفنون التقليدية، وهي تعكس المجتمع من الداخل تعكس عاداته وتقاليده وملابسه وأدوات فنونه ورقصاته ولذلك نعتبرها صداقة جدا، ثم إنها فنون يغلب عليها الفعل الطبيعي فهي تصدر أحيانًا عن أشخاص عاديين لا يقرأون أو لا يكتبون ولا يعرفون النوتات الموسيقية يعني فعل عفوي جدًا يمثل حقيقة المجتمع من عمقه وتعكس المنطقة الصغيرة التي يعيش فيها الإنسان ويدور بها لأن في الفنون الشعبية الحيز الجغرافي مهم جدًا ففنون الساحل تختلف عن فنون الجبال أو البادية وفنون الجنوب تختلف في كل الدول عن فنون الشمال وهكذا.

وأكد الدكتور عصام الملاح أن المهرجان يعكس فكر واهتمام جلالة السلطان الذي يولي الفنون والثقافة جل اهتمامه ودار الأوبرا السلطانية تسمو بهذا الفكر لتكون دار لكل فنون الإنسانية.

وتأتي إقامة المهرجان في إطار مساعي دار الأوبرا السلطانية للاحتفاء بالعالم من خلال إلقاء الضوء على المهارة الاستثنائية، والبراعة الفنية، وجمال التعبير الثقافي وتنوعّه الذي يتجسد في الموسيقى الشعبية في كل دولة من دول العالم المختلفة، تقدّمه هذه المجموعة المتنوعة من المواهب الفريدة القادمة من أنحاء متفرّقة من العالم إلى دار الأوبرا السلطانية، لتقف في ساحة الميدان، إلى جانب عدد من الفنانين، والموسيقيين العُمانيين.

وتشارك في المهرجان تسع فرق دولية لتجسّد التاريخ المزهر، والتقاليد الفريدة في بلادها عن طريق هذا النوع من الموسيقى ذي الجذور العميقة في ثقافة كلّ مجتمع من المجتمعات الإنسانيّة.

وكان فنا الرزحة والعازي في طليعة الفنون الشعبية العالمية في المهرجان حيث دشن المهرجان بهما عبر فرقة الشهباء للفنون الشعبية من ولاية نزوى وهو ما أعطى الفنين بعدًا عالميًا كبيرًا، ثم شارك فرقة من كازاخستان مثلت آسيا وفرقة من فلسطين مثلت البلاد العربية وفرقة أخرى من المكسيك مثلت أمريكا الجنوبية، وكان اليوم الأول من الأيام الجميلة في المهرجان.

أما اليوم الثاني فافتتحته فرقة الأجيال من مدينة صور حيث قدمت فن البحر، بعدها شاركت فرقة ديلمون من طهران حيث قدمت جزءا من الفنون الشعبية الفارسية، ثم شاركت فرقة من نيوزيلندا قبل أن تختتم الليلة الموسيقية بفرقة من جورجيا.

وفي اليوم الثالث من أيام المهرجان شاركت فرق من السلطنة والعراق وصربيا والسنغال، وقدمت عروضا نالت استحسان الحضور.

وفي المجمل لم تقدم الفرق المشاركة موسيقى فقط، بل قدمت معها عادات شعوب وملامح عن أزيائهم والآلات الموسيقية التي يستخدمونها بمعنى آخر قدمت مستوى من مستويات الثقافة المتبعة في بلدانهم.