1162240
1162240
العرب والعالم

قتلى وجرحى عرب بين الضحايا - توجيه تهمة القتل إلى منفذ «الهجوم الإرهابي» في نيوزيلندا

16 مارس 2019
16 مارس 2019

عواصم - (أ ف ب - د ب أ) : مثُل الأسترالي برينتون تارنت (28 عاماً) منفّذ الاعتداء على مسجدين في كرايست تشيرش بنيوزيلندا، أمس أمام محكمة بالمدينة وجهتا اليه تهمة القتل في حين بدأ أبناء الطائفة المسلمة المصدومة حفر قبور الضحايا الـ49.

واستمع مدرّب اللياقة البدنيّة السابق والناشط اليميني وهو مكبّل اليدين ويرتدي قميصاً أبيض يلبسه المعتقلون، إلى التهمة الموجّهة إليه. وهو لم يتقدّم بطلب للإفراج عنه بكفالة وسيظلّ في السجن حتى مثوله مجدداً أمام المحكمة في 5 أبريل المقبل.

وأشار تارنت بأصابعه بعلامة «تمام» بشكل مقلوب وهي إشارة تستخدمها جماعات المتطرفين البيض حول العالم.

وخارج مقر المحكمة، يكافح سكان كرايست تشيرش للتعامل مع التأثيرات الناجمة عما يعتقد انه أسوأ عمل إرهابي يستهدف المسلمين في الغرب.

وعلى مقربة منهم، كانت حفارات تحضر مساحة واسعة من الارض تكفي لدفن جثث الضحايا، رغم ان الشرطة لم تسلم الأهالي الجثامين بعد.

وفي مستشفى المنطقة، يعمل الأطباء على مدار الساعة لمعالجة جروح 39 شخصا مصابين بطلقات نارية وجروح أخرى طفيفة.

وتتضمن قائمة الجرحى طفلا عمره عامان وطفلة عمرها أربعة اعوام في حالة حرجة.

وأثار العمل الإرهابي على مسجدي لينوود والنور حزنا وصدمة غير مسبوقتين في هذا البلد المسالم، الذي يتباهى بالترحيب بالمهاجرين الفارين من العنف والاضطهاد.

وأمس توافد أشخاص من كافة القطاعات في نيوزيلندا إلى الحواجز التي أقامتها الشرطة في محيط مسجد النور، حيث سقط اكبر عدد من الضحايا، للتعبير عن احترامهم وإظهار تضامنهم مع الطائفة المسلمة البالغ عددها نحو 50 ألف شخص وتشكل نحو 1 بالمائة من سكان الجزيرة.

ورافقت باقات الزهور رسائل مكتوبة تعبر عن الحزن وعدم التصديق من سكان مدينة وصفها سائق محلي بأنها «مدينة الحزن».

وجاء في إحدى الرسائل الموضوعة وسط الزهور «آسف انكم لم تكونوا آمنين هنا. قلوبنا حزينة لخسارتكم».

ومع إزالة الشرطة الطوق الأمني مساء أمس انضم المارة بشكل عفوي للشرطيين في إزالة كميات الزهور قرب المسجد.

بدوره، أعلن الإمام الذي كان يؤم المصلّين في مسجد لينوود لحظة إطلاق المسلّح النار على من كانوا بداخله الجمعة، أنّ هذا الاعتداء لن يغيّر من الحب الذي يكنّه المسلمون لنيوزيلندا.

وقال إبراهيم عبد الحليم «لقد كان يوما سيئا للغاية، ليس لنا وحدنا، لكل نيوزيلندا»، لكنّه تابع «ما زلنا نحبّ هذا البلد»، واعدًا بأنّ المتطرّفين «لن يقوضوا أبدًا ثقتنا».

وفي أرجاء الجزيرة الهادئة، تفاعل المواطنون مع دعوات التضامن العابرة للديانات، إذا تم جمع ملايين الدولارات، والتبرع بالطعام الحلال بل وحتى تطوع البعض بمرافقة المسلمين الخائفين الآن من السير بمفردهم في الشوارع.

«أنا معكم»

ووصلت رئيسة الوزراء النيوزيلندية جاسيندا أرديرن أمس مرتدية غطاء للرأس أسود اللون إلى المدينة حيث التقت الناجين وذوي الضحايا.

وقالت إن الضحايا يتحدرون من أرجاء العالم الإسلامي، مشيرة إلى أن تركيا وبنغلاديش واندونيسيا وماليزيا قدمت مساعدات قنصلية.

وقتل مواطن سعودي وأربعة مواطنين أردنيين في الاعتداء، فيما فقد اثر خمسة مواطنين باكستانيين.

وقالت ساهرة أحمد وهي نيوزيلندية من أصل صومالي إنها تأثرت بزيارة رئيسة الوزراء.

وقالت أحمد لوكالة فرانس برس «إنها تعني الكثير ... إنها إشارة لتقول أنا معكم».

وتحاول الشرطة الآن جمع شهادات وتفاصيل عن ملابسات الحادث للإجابة عن التساؤل المهم وهو لماذا وكيف حدث ذلك.

وترغب السلطات في معرفة كيف لم تتمكن أجهزة الاستخبارات من مراقبة القاتل رغم نشره أراء متطرفة.

وقالت أرديرن خلال مؤتمر صحفي في ولنغتون قبل توجهها إلى مدينة كرايست تشيرش إن «المهاجم كانت لديه رخصة حمل أسلحة حصل عليها في نوفمبر 2017».

وأشارت إلى أن الرجل البالغ من العمر 28 عاما كان قد اشترى بندقيتين نصف آلية وبندقيتي صيد وسلاحا آخر.

وأضافت «مجرّد أنّ هذا الشخص حصل على ترخيص وحاز أسلحة من هذا النوع، يدفعني الى القول إن الناس يريدون أن يتغير ذلك، وسأعمل على» هذا التغيير.

وتابعت أرديرن «يمكنني أن أخبركم شيئا واحدا، قوانيننا حول الأسلحة ستتغير».

ونشر منفذ الهجوم «بياناً» عنصرياً على مواقع التواصل الاجتماعي قبل تنفيذ الهجوم. وبدا أنه استوحى نظريات منتشرة في أوساط اليمين المتطرف تقول إن «الشعوب الأوروبية» تُستبدل بمهاجرين غير أوروبيين. ونقل المهاجم مباشرةً على الإنترنت مقاطع من الاعتداء، حيث أمكن رؤيته يتنقّل من ضحية إلى أخرى، مطلقاً النار على جرحى حاولوا الهرب.

«شجاعة مطلقة»

وبعد 36 دقيقة من تلقيها أول مكالمة طوارئ، كان ترانت في قبضة الشرطة.

وأشاد مفوض الشرطة مايك بوش بـ«الشجاعة المطلقة» لرجال الشرطة والمواطنين «الذين وضعوا أنفسهم في خطر» لإيقاف منفذ الهجوم.

ووجّهت الشرطة تهمة التحريض الى شاب يبلغ من العمر 18 عاما في حين ما يزال اثنان قيد الاحتجاز.

وقالت الشرطة الأسترالية إنها زارت بلدة غرافتون في شمال سيدني حيث نشأ ترانت، وتحدثوا مع أفراد من أسرته كجزء من التحقيقات.

وأثار العمل الإرهابي تساؤلات بشأن مدى جدية تعامل الحكومات الغربية مع اليمين المتطرف.

في السياق أكدت الحكومة المصرية أمس أن أربعة مصريين قُتلوا في الحادث.

وأفاد بيان على صفحة وزارة الهجرة على فيسبوك إن «السلطات النيوزيلندية تؤكد استشهاد أربعة مصريين وهم منير سليمان وأحمد جمال الدين عبد الغني وأشرف المرسي وأشرف المصري».

من جهاتها أعلنت وزارة الخارجية والمغتربين في السلطة الفلسطينية أن أربعة قتلى فلسطينيين وستة مصابين ضمن ضحايا الهجوم.

وأشارت الوزارة في بيان صحفي إلى أنه لا يزال فلسطينيان اثنان ضمن المفقودين جراء الهجومين على المسجدين.

وقالت الوزارة إن السلطات النيوزلندية ما زالت ترفض التعاون في تقديم قوائم بأسماء الضحايا من قتلى وجرحى، واقتصر الأمر على إبلاغ عائلات الضحايا في حال تم التعرف عليهم خاصة إذا كانوا يحملون جنسية نيوزلندية.