1160859
1160859
المنوعات

«المرأة أديبة ومادة أدبية» ندوة في الأدب النسوي بصلالة

16 مارس 2019
16 مارس 2019

متابعة:  أمينة أحمد الزوامري -

نظمت المديرية العامة للتراث والثقافة بمحافظة ظفار الأربعاء بقاعة سمحان ندوة في الأدب النسوي تحت عنوان «المرأة أديبة ومادة أدبية»، رعى الندوة سالم بن محمد اليافعي مدير دائرة الثقافة بالمديرية وعدد من الكتاب والأدباء والمهتمين بالشأن الأدبي في المحافظة.

وتضمنت الندوة جلسة أدبية بمشاركة عدد من الأكاديميين والمثقفين بأوراق عمل حول الأدب النسوي وبإدارة الكاتبة عُلا العمري، والتي ساهمت في عدد من الكتابات في مجال القصص القصيرة وافتتحت الندوة بنبذة تعريفية بالمشاركين وأبرز أعمالهم على المستوى الأدبي والثقافي ودور الندوات الثقافية في إثراء المجتمع بقيمة الأدب والاهتمام بالثقافة وأثرها على الفرد كما تحدثت حول الأدب النسوي بمفهومه الأشمل، مشيرة إلى اختلاف التكوين الثقافي للمرأة في المجتمع العربي عن التكوين الثقافي للرجل، الأمر الذي يرمي بالأدب النسوي إلى هذا المسمى، كما تطرقت إلى أسلوب الكاتبة العمانية بشكل خاص، التي تقف هي وكل كاتبة عربية موقف تحدّ في عصر ما بعد الحداثة الذي نعيشه، واستطاعت من خلال أدبها التعبير عن مكنوناتها مثبتة جدارتها، الأمر الذي جعل لقلمها حضورا محلياً وعربياً، مع يقينها أن الطريق ما يزال طويلاً وبالغ الصعوبة، وأنها تحتاج لمزيد من النضال والصبر والتحدي لمواصلة تلك المهمة وتحقيق أهدافها.

سيكولوجية المرأة وعلاقتها بإنتاجها الأدبي

وبدأ الدكتور مصلح المجالي أستاذ محاضر في الإرشاد النفسي بجامعة ظفار بتقديم محاضرة تحمل عنوان «سيكولوجية المرأة وعلاقتها بإنتاجها الأدبي» تطرق فيها إلى أهم الخصائص النفسية والاجتماعية والانفعالية والعقلية للمرأة وعلاقة هذه الخصائص بالإنتاج الأدبي للمرأة على اعتبار أن للمرأة سيكولوجية خاصة ترتبط بطبيعة الخصائص الفسيولوجية والبيولوجية التي تؤثر في بناء شخصيتها وبالتالي تتجه إلى التركيز على تناول الموضوعات الأدبية التي تنسجم وتتوافق مع طبيعتها السيكولوجية، ونوه إلى اتجاه المرأة في كتاباتها الأدبية غالبا إلى الموضوعات ذات الطابع العاطفي والإنساني أكثر من الموضوعات ذات الطابع الانفعالي واختتم المجالي حديثه بالإشارة إلى الأدباء والمبدعين والشعراء ودورهم الكبير المساهم في مجال الوقاية والعلاج من الاضطرابات النفسية من خلال إنتاجهم الأدبي الذي يسعى إلى بعث الروح الإيجابية والمعنوية لدى القراء، وأهمية القراءة لمثل هذه النتاجات الأدبية في العديد من البرامج الإرشادية التي تستهدف مساعدة الأفراد على التخلص من الاضطرابات النفسية كالقلق والاكتئاب والخوف والوسواس القهري وغيرها، كما تناول تحليل أهم الأبعاد والخصائص النفسية في شخصية الأديبة والشاعرة فدوى طوقان كأنموذج من خلال ما جاء في كتابها (رحلة جبلية رحلة صعبة ) والذي يمثل سيرة ذاتية للحديث عن الذات والعديد من الأسئلة المحملة بالإدانة والرفض والإهمال والقلق والإحباط والوحدة النفسية، وظهرت فيه العديد من الخصائص المرتبطة بخصائصها النفسية والانفعالية والعقلية والذي هو مرتبط بطبيعة وسيكولوجية المرأة في تناولها لبعض الموضوعات الأدبية والشعرية.

الأدب النسوي

في الموروث العربي

واستعرض الدكتور مرتضى فرح علي أستاذ مساعد في اللغة العربية بجامعة ظفار ورقة بعنوان «الأدب النسوي في الموروث العربي» تحدث فيها حول مصادر الأدب العربي، ثم دوره في تنشئة بعض كبار الشعراء أمثال أبي نواس، وأبي تمام وتناول الشعر النسائي من فترة عصر ما قبل الإسلام إلى العصر العباسي، وذكر التنوع في الأغراض الشعرية في الشعر النسائي حيث تنوعت أغراض الشعر النسائي بين الرثاء، والتحريض على الحرب، وحب الوطن، والمدح، والفخر، والغزل، والغزل الصوفي.

كما تطرق للحديث حول شاعرات العصور القديمة وقال بأن عدد شاعرات العرب منذ عصر ما قبل الإسلام إلى العصر الأندلسي ٢٥٠ شاعرة منهن ١٥٠ في الجاهلية وصدر الإسلام موضحا دور المرأة الشاعرة في الأدب العربي وصورتها الأدبية التي تميزت بها في تلك الحقب الزمنية من فصاحة وقوة في الطرح والأسلوب

كما قدمت دارين حمحوم أستاذة اللغة العربية للناطقين بغيرها في جامعة ظفار ورقة حول «المسكوت عنه في الأدب النسوي التونسي» تحدثت فيها حول الأجناس الأدبية وعرّفت المقصود بالأدب النسوي واختلافات المقصود به، كما أشارت إلى التجربة الأدبية النسوية التونسية منذ بداية الاستقلال ( ١٩٥٦م) وما بعد الربيع العربي وأثر الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي على الحركة الأدبية النسوية في تونس، وتحدثت أيضا عن تحيز بعض من الأدباء الرجال لاستعمال مصطلح الأدب النسوي بينما الأديبات التونسيات يرفضن هذا التنميط القائم على اختلاف النوع البيولوجي.

شهادة في تجربة القصة القصيرة وتحدياتها واستعرضت الكاتبة العمانية إشراق النهدية ورقة بعنوان «شهادة في تجربة القصة القصيرة وتحدياتها» حيث تناولت فيها عرضا لتجربتها الشخصية في مجال الكتابة القصصية وأبرز التحديات التي واجهتها خلال مسيرتها الكتابية في المجتمع العماني والظفاري بشكل خاص إضافة الى الحديث حول مشوارها القصصي الذي تدرج من المقال والنثر والخواطر والشعر وصولا إلى القصة القصيرة وأبرز الإصدارات الأدبية مثل «الأحمر» و«خرفجت » و«روزيشيا» و«حائط مموج »وغيرها من المساهمات الأدبية .

وفي الختام قام راعي المناسبة بتكريم المشاركين في الندوة، مؤكدا أن أهم ما جاء في الندوة هو انعكاس لأهمية ودور المرأة في الفكر والأدب على مر التاريخ العربي والإسلامي من خلال ظهور المرأة في الشعر والأدب والذي أعطى للمرأة مكانة ودورا كبيرا في المجتمع كما أشار إلى تطور الجانب الأدبي والقصصي للمرأة العمانية ودورها في الحراك الثقافي العماني.