1161965
1161965
عمان اليوم

«بيئة» تحط رحال حملة «عمان تستاهل» التوعوية في جنوب الباطنة

16 مارس 2019
16 مارس 2019

جهود متواصلة للقضاء على ظاهرة بيئية مؤرقة -

كتب - عامر بن عبدالله الانصاري -

حطت الشركة العمانية القابضة لخدمات البيئة «بيئة» رحال حملتها التوعوية «عمان تستاهل» التي تجوب محافظات السلطنة في محافظة جنوب الباطنة. ففي يوم الجمعة أمس الأول انقسمت محطة جنوب الباطنة وهي المحطة الخامسة إلى مرحلتين، صباحية ومسائية، فكانت الصباحية في «خبة الجعدان»، والمسائية في شاطئ السوادي بولاية بركاء حيث تمازجت مع روح الفعاليات النشطة أجواء شتوية ذات نسمات باردة وقطرات المطر.

تنوعت الحملة في شاطئ السوادي، بداية بحملة النظافة التي شارك فيها مجموعة كبيرة من الأطفال، مرورا بالمسرح الذي ضم فقرات توعوية متنوعة، وكذلك أركان أخرى مثل ركن التوعية، وركن إعادة استخدام المخلفات، وركن السينما المصغرة، وألعاب التحدي المختلفة المقترنة بهدايا تشجيعية للأطفال.

توعية وغرامات

وللمزيد من تفاصيل الحملة، التقت «عمان» بعدد من المعنيين في شركة «بيئة»، ومنهم عصام بن يحيى الشرجي مدير شؤون الشركة الذي قال: «شركة بيئة أطلقت الحملة بهدف تسليط الضوء على مشكلة رمي المخلفات بطريقة عشوائية، الظاهرة تخص السلطنة ككل، وتمسنا نحن كمجتمع، وكذلك من الناحية السياحية، فللأسف الظاهرة منتشرة كثيرا في الأماكن السياحية مثل الشواطئ، والأودية، وبعض المواقع الأثرية والحدائق، وكل تلك الأماكن تعتبر مواقع جذب سياحية، وبالتالي سيؤثر ذلك على سمعة البلد، والواجهة الثقافية والحضارية لها، والتأثير مباشر على القطاع السياحي والذي يعوّل عليه الكثير في رفد ميزانية الدولة باعتباره رافدا مهما في التنويع الاقتصادي».

وأضاف الشرجي: «ظاهرة رمي المخلفات بشكل عشوائي وخارج الحاويات المخصصة لها مشكلة حقيقية، وهناك ثغرة في عدم التزام أفراد المجتمع بمسؤولية الحفاظ على نظافة المواقع التي يرتادونها بالرغم من توفر حاويات في أغلب المناطق وأيضا وجود لوائح تنفيذية وغرامات على المخالفين ولكن ما زالت هذه الظاهرة منتشرة. تم تطبيق لوائح تنفيذية من بعض الجهات المعنية، مثلا بلدية مسقط، وبلدية ظفار، ووزارة البلديات الإقليمية وموارد المياه والتي تفرض غرامات على المخالفين ولكن هنالك ضرورة لتكثيف الرقابة في أماكن الجذب السياحي. ونعمل في شركة بيئة على تفعيل الجانب التوعوي وتسليط الضوء على خدمات الشركة والتأكيد على أن المحافظة على الممتلكات العامة والنظافة مسؤولية الجميع، وكذلك علينا تعزيز خدماتنا في هذه المناطق».

وتابع: «إطار عمل شركة بيئة يقتصر على المناطق السكنية فقط، اما المناطق السياحية و الأماكن العامة تُعنى بها جهات أخرى وهي وزارة البلديات الإقليمية وموارد المياه، وبلدية مسقط، وبلدية ظفار، وبلدية صحار».

واختتم حديثه قائلا: «بيت القصيد هو، أنه في غياب تشريعات معينة وفي غياب تنفيذ أو تطبيق بعض الغرامات، فإن جهود التوعية لن تؤتي ثمارها بالشكل المطلوب».

عمان تستاهل

ومن جانبه قال خميس بن مرهون السيابي رئيس دائرة العمليات في شركة «بيئة»: «الحملة اليوم تحط رحالها في شاطئ السوادي، وذلك استكمالا لسلسلة الحملات التوعوية التي تقوم بها الشركة وأطلقت عليها حملة (عمان تستاهل)، وتهدف بشكل رئيسي إلى رفع مستوى التوعية للتصدي لظاهرة الرمي العشوائي للمخلفات في الأماكن عامة والسياحية خصوصا، وأن نعزز في نفوس الأطفال، وهم الفئة الأكبر من المستهدفين من حملاتنا التوعوية، لزرع روح الرقابة الذاتية في نفوسهم».

وتابع: «الفعاليات الموجودة في محطة المصنعة متنوعة، بداية بتنظيف الشاطئ، وهناك أركان متعددة منها إعادة استخدام النفايات من البلاستيك والأوراق، إضافة إلى بعض الألعاب والعروض التوعوية من خلال السينما المصغرة، وكل كذلك مقترن بهدايا رمزية للأطفال وحلقات عمل تطبيقية».

2040

أما المهندس محمد بن أحمد المعمري مدير إقليمي بشركة بيئة، فقد قال: «بدأنا محطتنا الخامسة بموقع (خبة الجعدان) من خلال مسابقة تحد بين فريقين للسيارات، وكانت المسابقة تستهدف الشباب بشكل أساسي، وحصل الفريق الفائز على جوائز تشجيعية، وكانت المسابقة عبارة عن تجميع أكبر كم من المخلفات، بالإضافة إلى توزيع منشورات توعوية وأكياس قمامة للزوار هناك، وتعريفهم بصناديق القمامة التي تم إضافتها مؤخرا في الموقع، والموقع الثاني شاطئ السوادي بولاية بركاء».

وأضاف المعمري: «تهدف الشركة من خلال خطتها المستقبلية 2040 إلى تنشئة جيل واعٍ لا يحافظ فقط على رمي المخلفات في الأماكن المخصصة، بل كذلك إلى قلة إنتاج المخلفات، لأن الفرد حاليا ينتج ما متوسطه 1.2 كيلوجرام من المخلفات يوميا، بالتالي يجب تقليل هذا المعدل من خلال إعادة استخدام المخلفات، وكذلك انتقاء المشتريات بعناية، وتقليلها».

وفيما يخص المرحلة القادمة من الحملة قال: «اليوم نحن نختتم المحطة الخامسة من الحملة، وبإذن الله ستكون المرحلة القادمة في محافظة جنوب الشرقية بولاية صور ونيابة الأشخرة، على أمل أن تنتهي مختلف الإجراءات لنحط رحالنا هناك، وبعد ذلك محافظة الداخلية، ثم الظاهرة، وفي رمضان ستتوقف الحملة وبعدها نستعد للمشاركة في مهرجان صلالة».

تفاعل مبشر

ختامًا قال المازن بن سالم الحسني ضابط توعية مجتمعية في شركة بيئة: «أقوم بدور الضابط التوعوي، وفي تلك الفعاليات المفتوحة نستهدف الأطفال في أركان متنوعة، ومنها هذا الركن والذي نحاول من خلالها إيصال فكرة إلى الأطفال أنه من الممكن استغلال المخلفات البلاستيكية بأشياء مفيدة وألعاب متنوعة، مثلا من الممكن - كما قمنا بتطبيقه اليوم - استغلال عُلب المشروبات البلاستيكية بصناعة أوعية للزراعة، وكذلك من خلال الرسم عليها وتطعيمها بالألوان». وتابع: «ما لمسته في الحقيقة تجاوبا كبيرا من الأطفال، وهذا واضح جدا من خلال الأفواج التي تقف في طوابير للمشاركة، ما أن ننتهي من مجموعة من الأطفال، حتى يمتلئ الركن بسرعة، وتشاهد في الأطفال روح الحماس، والتعلم، والتفاعل من محتوى الفكرة والهدف منها وأهمية الحفاظ على البيئة من تلك المخلفات.