صحافة

الرسالة :باب الرحمة الى أين ؟

14 مارس 2019
14 مارس 2019

في زاوية مقالات كتب ناصر ناصر مقالا بعنوان : باب الرحمة الى أين ؟جاء فيه:

ما زال الشعب الفلسطيني بكل قواه الحية وتحديدا في مدينة القدس يصر على استمرار فتح باب الرحمة ، الذي اغلق ظلما وعدوانا بقرار من شرطة الاحتلال في عام 2003 ، بحجة ظن الاحتلال بأنه من خلالها سيضعف جبهة المعارضة الفلسطينية والعربية، وهي حمايته من نشاطات حماس في المسجد الأقصى فالفلسطينيون يصرون على سيادتهم على حقهم في مسجدهم من حيث الصلاة وحرية الوصول وترميمه وإصلاحه ان لزم ، دون تهديد بإصدار أوامر من المحاكم أو شرطة الاحتلال اللاشرعية ، فأين ستتجه الأمور ؟

ان احتمالية قبول الفلسطينيين وإخوانهم الأردنيين بالعرض الإسرائيلي الذي يقوده رئيس مجلس الأمن القومي مئير بن شابات ، وهو إغلاق المسجد اولا لفترة محدودة ثم السماح للأوقاف بترميمه لفترة طويلة ، دون السماح بالصلاة مما يعني إغلاق المسجد بحجة الترميم ، هو احتمال بعيد المنال ، اعتمادا على الحق الطبيعي للمسلمين بالصلاة في مساجدهم وتحديدا المسجد الأقصى المبارك حيث مصلى الرحمة الملاصق لباب الرحمة في الجدار الشرقي من المسجد الأقصى ، هو جزء لا يتجزأ من المسجد الأقصى المبارك .

ان تهديدات اسرائيل المرتبكة باستصدار قرار من المحكمة الاسرائيلية بإخلاء مصلى باب الرحمة خلال مدة اسبوع لا تخيف المصلين ، ولا عموم الشعب الفلسطيني المصر على حقوقه ، وصاحب التجربة الواسعة في الدفاع عن مقدساته أمام عنجهية الاحتلال ، إضافة الى ذلك فيبدو ان حكومة اسرائيل التي تدرك حساسية الامر تتوانى عن تقديم طلب رسمي للقضاء ، مما يعني ان مهلة الاسبوع لم تبدأ بعد فهي تريد بهذا اعطاء فرصة اكبر لإغلاق المصلى بالحوار والتهديد ، والتلاعب بالمصطلحات .

لا بد من الاشارة الى ان « اتفاقية السلام » بين الأردن ودولة الاحتلال تعطي للأوقاف الأردنية السيادة الدينية داخل المسجد الأقصى ، وما تقوم به اسرائيل حاليا إنما هو محاولة لزيادة تدخلها وتعزيز زحفها نحو رسم أمر واقع جديد ، فالمسجد الاقصى هو أحد المعاقل الأخيرة والرموز الرابضة في مدينة القدس ، أو ما تسميه اسرائيل بالحوض المقدس ،والذي بدأت فعليا في السيطرة عليه منذ عشرات السنين .