1158508
1158508
المنوعات

الليلة السلطنة «ضيف خاص» في معرض باريس بشعار «السلام في الكتب المفتوحة»

13 مارس 2019
13 مارس 2019

على وقع أنغام الأوركسترا السمفونية العمانية.. وحكايات التاريخ الطويل -

باريـــــس :عاصم الشيدي -

الليلة عند الساعة السادسة والنصف من مساء مدينة النور والثقافة باريس ستعزف الأوركسترا السمفونية العمانية معزوفة السلام، التي سيلتفت لها العالم ويصيخ لعذوبتها وتناغم آلاتها السمع.. ورويدا رويدا ستفتح الكتب العمانية صفحاتها على تاريخ حضارة كبيرة ممتدة لمئات القرون في عمق الثقافة الإنسانية وسيملأ ذلك التاريخ معرض باريس الدولي للكتاب، ويشغله لخمسة أيام كاملة بحكايات الشرق وسحره العذب حين تحضر عُمان بكل تفاصيل ثقافتها وحضارتها ضيفًا خاصًا على معرض باريس الدولي للكتاب الذي يعتبر واحدًا من أهم معارض الكتب في العالم.

ستكون ثيمة السلام وفق النهج العماني المعلم الأبرز والضيف الملفت الذي يستحق أن يسمع ويرى، وهو القادم من عمق المشرق العربي بتنوع ثقافته وأصالتها وإرث حضاري غني بكل المفردات.

وتفتتح السلطنة الليلة مشاركتها «ضيفًا خاصًا» على المعرض بتدشين الركن العماني الذي يقام على مساحة تزيد على 300 متر مربع في قلب المعرض الدولي وتحت عنوان بارز محملا بالدلالات الثقافية والسياسية «السلام من خلال الكتب المفتوحة» وستحضر ثيمة السلام بكثرة في المشاركة العمانية في المعرض سواء من خلال المعروضات أو حتى من خلال الفعاليات والحوارات المصاحبة. ويستمر المعرض حتى الثامن عشر من الشهر الجاري.

ويرأس وفد السلطنة في المعرض معالي الدكتور عبدالمنعم بن منصور الحسني وزير الإعلام، وبمشاركة وحضور عدد من أصحاب المعالي وأصحاب السعادة وجمع من المثقفين والأدباء والناشرين.

واعتبر معرض باريس الدولي للكتاب اختيار السلطنة كضيف خاص عليه بأنه «تتويج لتاريخ طويل من التبادلات الثقافية بين عمان وفرنسا، والاعتراف بالدور الرائد للكتاب العماني في المشهد الثقافي الإقليمي» وفق ما جاء على موقع المعرض على شبكة المعلومات الدولية.

موضحًا أن «مشاركة عُمان المعروفة بتفتحها، وتنوعها الثقافي، وتاريخها الألفي، وعيشها معا على أساس نموذج للديمقراطية التشاركية والشاملة والهادئة، ستسمح للزوار الفرنسيين والأوروبيين باستكشاف سحر هذا البلد».

وتشارك السلطنة بجناح متكامل للمفردات الثقافية والحضارية العمانية بدءًا بالمخطوطات القديمة التي تمثل جانبًا مهمًا من جوانب الإرث الحضاري العماني وليس انتهاء بأكثر من 190 عنوانا في مختلف العلوم والفنون الإنسانية بعضها باللغة الإنجليزية إضافة إلى 37 عنوانًا مترجمًا للغة الفرنسية. كما تحضر الفنون الموسيقية في جناح السلطنة من خلال مشاركة الأوركسترا السمفونية العمانية التي ستعطي مشاركة السلطنة طابعا مميزا وتخاطب الفرنسيين بلغة يتقنونها عبر وسيط الموسيقى وأنغامها العذبة. كما تحضر الفنون التشكيلية واللوحات الضوئية لتعطي ملمحًا من ملامح تطور الفنون في السلطنة وإمكانيات الفنان والمبدع العماني. كما ستحضر المشغولات اليدوية العمانية باعتبارها ملمحًا آخر من ملامح التطور الحضاري العماني عبر سياقات الزمن.

إضافة إلى ذلك ستكون هناك ندوات ثقافية وفكرية وأمسيات شعرية وندوات حوارية سياسية تستقصي تاريخ العلاقات العمانية الفرنسية.

وكانت وزارة الإعلام قد أعلنت في مسقط وباريس تفاصيل البرنامج الثقافي المصاحب لمشاركتها في المعرض والمتمثل في أكثر من 20 فعالية ثقافية.

وتبدأ الفعاليات الثقافية المصاحبة غدًا بمحاضرة بعنوان «اللغة العربية واللغة الفرنسية التأثير والتأثر» يقدمها الباحث حسن الرمضاني، تتبعها محاضرة بعنوان «الطفولة وتربيتها ورعايتها في عُمان» يشارك فيها الدكتور عامر العيسري والوزير الفرنسي السابق بيار جوكس.

وبعد ظهر الغد تقام ندوة بعنوان «كيف تكون السينما في خدمة الآثار: علم التنقيب في السلطنة بين الحماية والتحديات» ويعرض خلال ذلك فيديو مستمد من فيلم «عمان كنز مضمار» يتحدث في الندوة البروفيسور غييوم جرنيز من جامعة السوربون وبلانش غيشو رئيسة جمعية منتجي السينما والتلفزيون وهي منتجة الفيلم «عمان كنز مضمار».

ومن بين الفعاليات الثقافية البارزة التي ستقام غدًا، وتعتبر من بين أهم الفعاليات ندوة احتفائية بمناسبة مرور ربع قرن على صدور العدد الأول من مجلة نزوى. ويشارك في الندوة رئيس تحريرها الشاعر سيف الرحبي الذي عاش جزءًا من حياته في مدينة باريس، كما تشارك في الندوة منسقة التحرير هدى الجهورية إضافة إلى الدكتور عيسى مخلوف والدكتور الهواري غزالي. ويشهد اليوم الأول من أيام الفعاليات المصاحبة تنظيم أمسية شعرية تشارك فيها الشاعر شميسة النعمانية وفاطمة بنت إحسان اللواتية والشاعر حسن المطروشي. كما يشهد هذا اليوم تنظيم عدد من حفلات التوقيع على مجموعة من الكتب العمانية بحضور مؤلفيها. وحفلات التوقيع في معارض الكتب الدولية تلقى إقبالًا كبيرًا ورواجًا منقطع النضير وفرصة لالتقاء القارئ بمؤلف الكتاب الذي يعجبه، وتكون فرصة لفتح حوارات حول الكتب وعالمها الواسع.

وتقام غدا ندوة حوارية حول «العلاقات العمانية الفرنسية بين الأمس والغد» يشارك فيها معالي السيد بدر بن حمد البوسعيدي أمين عام وزارة الخارجية والوزير الفرنسي السابق هيرفي دوشاريت وجان ماري بوكل رئيس جمعية الصداقة مع دول الخليج في مجلس الشيوخ، ورونو سالان سفير فرنسا في السلطنة والمؤرخ إكزافييه بيجان بيللوكوك والباحث مارك لافيرنيي.

وفي فترة ما بعد الظهر من اليوم نفسه تقام احتفالية بكتاب «كاتب في جبال سلطنة عمان» للرحالة والكاتب الفرنسي جان كريستوف روفان. كما تقام محاضرة بعنوان «تنوع الشعر والأدب في عمان وتطوره» يقدمها الشاعر سعيد الصقلاوي رئيس جمعية الكتاب والأدباء في السلطنة.

فيما تقدم الباحثة الدكتورة عائشة الدرمكية محاضرة بعنوان «مرتكزات الثقافة وقيم المعرفة في عمان». وفي صباح الأحد يقدم محمد بن سليمان الكندي رئيس جمعية السينما والمسرح العمانية محاضرة بعنوان «التحولات في إنتاج الأفلام الوثائقية القصيرة في سلطنة عمان»، كما تقام ندوة بعنوان «سلطنة عمان: حين تلتقي السياحة مع الثقافة» تشارك فيها مديرة المكتب السياحي العماني في فرنسا رانيا خضر وروكيو جوليفي المديرة العامة لمكتب الطيران العماني في فرنسا وميشال إيف لابي أحد رواد السياحة في السلطنة وآن دو فانديير، وهي فنانة فوتوجرافية والرسامة جيرالدين غارسون. كما تقدم الكاتبة ميشيل بارو هيتيي والمصور ميشال هيتيي والروائية فابيين هربان محاضرة بعنوان «اكتشاف التاريخ سيرًا على طريق عمان».

وفي يوم الاثنين يقدم الدكتور محمد بن مبارك العريمي رئيس جمعية الصحفيين العمانية محاضرة بعنوان «الإعلام العماني ودوره التنويري»، فيما يقدم محمد بن عبدالله البرومي محاضرة بعنوان «فوائد اللبان العماني»، ويقدم الدكتور أحمد البوسعيدي رئيس جمعية التصوير الضوئي محاضرة بعنوان «التصوير الضوئي العماني من خلال كتاب إنجازات»، وتختتم الفعاليات بمحاضرة عن فيلم «عمان للمغامرة عنوان» يقدمها الدكتور خالد عبدالملك وجيروم ياشكين.

وإضافة إلى الندوات والمحاضرات والأمسيات الشعرية فإن للأوركسترا السمفونية العمانية برنامج مشاركة حافل في باريس حيث يبدأ برنامجها بفقرات تقدمها في حفل افتتاح المعرض مساء اليوم، وتشارك غدا في حفل العشاء الرسمي الذي ينظمه وزير الإعلام بمناسبة مشاركة السلطنة في المحفل الدولي، وتعود الأوركسترا مساء السبت للعزف داخل جناح السلطنة بالمعرض ومساء الأحد ستكون ضيفًا خاصًا على معهد العالم العربي في باريس.

كما ستقدم فرقة «أنغام عمانية تجوب العالم» مقطوعات موسيقية في حفل العشاء الرسمي وفي متحف مارموتان مونيه، وفي جناح المعرض مساء يوم السبت ويوم الأحد في معهد العالم العربي برفقة الأوركسترا السمفونية العمانية في «الأوديتوريوم».

يذكر أن اختيار السلطنة ضيفًا خاصًا على معرض باريس للكتاب اعترافا من هذا المعرض العريق القفزة النوعية التي تحققها السلطنة في مختلف المجالات الثقافية والسمعة الطيبة للسلطنة في مختلف المجالات وخاصة في ما يتعلق بالسياسة الخارجية المتوازنة القائمة على احترام الآخر واحترام خيارته وعدم التدخل في شؤونه.

 

ماذا قال موقع المعرض عن السلطنة ؟

قال موقع معرض باريس الدولي للكتاب في المساحة التي خصصها عن السلطنة: إن المؤسسات الثقافية في عُمان «عملت بجد على مدى السنوات الماضية لتسليط الضوء على الوضع الثقافي للسلطنة و«الكنوز الثقافية» الخاصة بها من منظور محلي وعالمي، وكذلك تنظيم فعاليات أخرى تهدف إلى تطوير المنتج الفني والأدبي والفكري للسلطنة، وتنفيذ خطط وبرامج لتعزيز المبدعين والموهوبين من الشباب، ونشر كتاباتهم».

واشتمل الموقع على استعراض لتاريخ العلاقات العمانية الفرنسية خلال عهد السلطان فيصل بن تركي، وتم توثيق العمق التاريخي للعلاقات بين السلطنة وفرنسا من قبل العديد من الكتب منذ أوائل القرن السابع عشر. كما استعرض الموقع تفاصيل رسالة بعثها نابليون بونابرت إلى سيد سلطان بن أحمد البوسعيدي بتاريخ 25 يناير 1799، يقول فيها: «أنا أكتب هذه الرسالة لأعلمكم بشيء عرفتموه بالفعل- حقيقة أن الجيش الفرنسي وصل إلى مصر. وبما أنك كنت دائمًا صديقًا لنا، أود أن أؤكد لك رغبتي في حماية جميع السفن العمانية، وأن السفن العمانية ستتمتع بحمايتنا إذا وصلت إلى السويس».

وتتمتع السلطنة بعلاقات تاريخية طيبة مع فرنسا توجت حديثًا بالكثير من الاتفاقيات للتعاون في المجالات الثقافية والتعليمية والصحية. وتتعاون السلطنة والجمهورية الفرنسية كثيرًا في مجالات التنقيب عن الآثار ومجالات المتاحف وتنظيمها وتبادل المحتويات المتحفية.

وينتظر أن تسجل هذه المشاركة تعريفًا دقيقًا بالسلطنة وبتاريخها وثقافتها في واحد من أهم المحافل الدولية الثقافية خاصة أن المعرض يعتبر أهم قبلة في أوروبا للباحثين والمثقفين والكتّاب وصناع الكتاب والنشر في العالم.