1156902
1156902
مرايا

بأشكال وأنواع مميزة - الخط العربي.. تاريخ عريق وفن أصيل

13 مارس 2019
13 مارس 2019

تعتبر اللغة العربية واحدة من أبرز اللغات عالميا، والخط العربي هو ما يميزها ويجعلها فريدة مقارنة باللغات الأخرى، حيث يعتبر الخط العربي فنا في حد ذاته وله العديد من المدارس والأشكال وذو تاريخ عريق.

تعريف الخط العربي

يعرف ابن خلون الخط بشكل عام: (هو رسوم وأشكال حرفية تدل على الكلمات المسموعة الدالة على ما في النفس) بحسب ما جاء بموقع (موضوع)، ويعتبر الخط العربي هو أحد فنون كتابة الكلمات والجمل التي تستخدم حروف اللغة العربية الثمانية والعشرين، وأهم ما ساعد في تصميم الخط العربي هو تشابك حروفها، مما أعطاها مرونة في تشكيلها.

نشأته

وبحسب ما جاء بموقع (كنانة) فإن نشأة الخط العربي تعود إلى أربعة عشر قرنا حيث ظهر 14 نوعا من الخط، سبعة أنواع هي المستخدمة بكثرة ما بين الخطوط الأكاديمية والكلاسيكية· ويجمع علماء العربية أن أصل الخط أخذ من الخط النبطي المأخوذ من الخط الآرامي ثم تطور الخط عبر مدرستين أولهما الكوفية والثانية الحجازية، أما الخط الكوفي فكان يميل إلى اليباس مع القسوة، بينما يمتاز الحجازي بليونته وسهولة كتابته إبان الدعوة الإسلامية وقد بدأ التدوين القرآني في عهد الخلفاء الراشدين، وكان هذا الخط غير منّقط وغير مُهجى، ولم يكن له علامات لبدايات السور ونهاياتها ولا أرقام للآيات الكريمة، وكان لا بد أن يتطور هذا الخط فمر بمراحل عدّة كوضع النقاط على الحروف أولا ووضع التشكيل الخفيف والمصطلحات الضبطية ثم تطور الخط وتشعبت أنواعه بعدها على يد خطاطي العصر الأموي وأولهم “قطبة المحرر” الذي استخرج الأقلام الأربعة واشتق بعضها من بعض، وكان في عصره أكتب الناس على الأرض العربية، وقد بدأ يدخل من التدوين من خلال الزخرفة وإدخال التزيينات والذهب في الآيات القرآنية، وفي العصر العباسي ظهر “ابن مقلة” الوزير المعروف الذي كان خطه مضرب الأمثال في البهاء والجمال، فجوّد الخط ووضع موازين الحروف بأبعاد هندسية حتى وصل هذا الفن إلى مرتبة لا تضاهى، واستمر تطور الخط ووضع القواعد له حتى العصر العثماني على يد مصطفى الراقم الذي سار على نهجه بقية الخطاطين العثمانيين.

أنواع الخط العربي

الخط الكوفي

وهو من أجود الخطوط شكلًا ومنظرًا وتنسيقًا وتنظيمًا، فأشكال الحروف فيه متشابهة، وزاد من حلاوته وجماله أن تزين بالتنقيط، وقد بدأت كتابته من القرن الثاني الهجري، ثم ابتكر الإيرانيون الخط الكوفي الإيراني وهو نوع من الخط الكوفي العباسي تظهر فيه المدات أكثر وضوحا، ثم ظهر الخط الكوفي المزهر وفيه تزدان الحروف بمراوح نخيلية تشبه زخارف التوريق، وشاع استعمال هذا النوع في إيران في عهد السلاجقة، وفي مصر في العهد الفاطمي.

خط النسخ

وضع قواعده الوزير ابن مقلة، وأُطلق عليه النسخ لكثرة استعماله في نسخ الكتب ونقلها، لأنه يساعد الكاتب على السير بقلمه بسرعة أكثر من غيره، ثم كتبت به المصاحف في العصور الوسطى الإسلامية، وامتاز بإيضاح الحروف وإظهار جمالها وروعتها.

الخط المصحفي

كتبت المصاحف بحروف خط الثلث، وبعد العناية والاهتمام به وتجويده سُمي بالمحقق، ثم تطورت الكتابة لتكون على صورة أخرى سميت بالخط المصحفي جمعت بين خط النسخ والثلث.

الخط الديواني

هو الخط الرسمي الذي كان يستخدم في كتاب الدواوين، وكان سرًا من أسرار القصور السلطانية في الخلافة العثمانية، ثم انتشر بعد ذلك، وتوجد في كتابته مذاهب كثيرة، ويمتاز بأنه يكتب على سطر واحد وله مرونة في كتابة جميع حروفه.

الخط الأندلسي - المغربي

مشتق من الخط الكوفي، وكان يسمى خط القيروان نسبة إلى القيروان عاصمة المغرب، ونجده في نسخ القرآن المكتوبة في الأندلس وشمال إفريقيا، ويمتاز هذا الخط باستدارة حروفه استدارة كبيرة، وبمتحف المتروبوليتان عدة أوراق من مصاحف مكتوبة بالخط الأندلسي.

خط الرقعة

يمتاز هذا النوع بأنه يكتب بسرعة وسهولة، وهو من الخطوط المعتادة التي تكتب في معظم الدول العربية، والملاحظ فيه أن جميع حروفه مطموسة عدا الفاء والقاف الوسطية.

الخط الفارسي

يعد من أجمل الخطوط التي لها طابع خاص يتميز به عن غيره، إذ يتميز بالرشاقة في حروفه فتبدو وكأنها تنحدر في اتجاه واحد، وتزيد من جماله الخطوط اللينة والمدورة فيه، لأنها أطوع في الرسم وأكثر مرونة لاسيما إذا رسمت بدقة وأناقة وحسن توزيع، وقد يعمد الخطاط في استعماله إلى الزخرفة للوصول إلى القوة في التعبير بالإفادة من التقويسات والدوائر، فضلا عن رشاقة الرسم، فقد يربط الفنان بين حروف الكلمة الواحدة والكلمتين ليصل إلى تأليف إطار أو خطوط منحنية وملتفة يُظهر فيها عبقريته في الخيال والإبداع.

خط الثلث

من أروع الخطوط منظرًا وجمالًا وأصعبها كتابة وإتقانا، يمتاز عن غيره بكثرة المرونة إذ تتعدد أشكال معظم الحروف فيه؛ لذلك يمكن كتابة جملة واحدة عدة مرات بأشكال مختلفة، ويطمس أحيانا شكل الميم للتجميل، ويقل استعمال هذا النوع في كتابة المصاحف، ويقتصر على العناوين وبعض الآيات والجمل لصعوبة كتابته، ولأنه يأخذ وقتًا طويلًا في الكتابة.