1155587
1155587
مرايا

ماليزيا .. بوتقة الحضارات والأديان والتاريخ العريق

13 مارس 2019
13 مارس 2019

تشهد مدنها رواجا سياحيا كبيرا -

تعد ماليزيا بمثابة بوتقة تنصهر فيها مختلف الحضارات والأديان؛ حيث يعيش المسلمون والمسيحيون والهندوس والبوذيون في سلام ووئام، كما تظهر بها آثار الثقافات المختلفة كالعربية والصينية والهندية.

وبحسب ما جاء بتقرير وكالة الأنباء الألمانية فإن دراجات الريكشا تجوب شوارع ماليزيا؛ حيث يجلس فيها الركاب على مقاعد وثيرة، ولكنها غير محمية. ويقوم فاتي، البالغ من العمر 36 عاما ومن أصول صينية، باصطحاب السياح بواسطة دراجة الريكشا لمشاهدة المعالم السياحية بمدينة جورج تاون منذ ثلاث سنوات، ويتحرك بهدوء بين السيارات وفي إشارات المرور وعبر دروب المدينة الماليزية الشهيرة.

وتزهو مدينة جورج تاون بتاريخها العريق، وتعتبر من المواقع الأثرية المدرجة على قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونيسكو، وقد استقر بها البريطانيون بدءا من 1786م، وأطلقوا على عاصمة جزيرة بينانج اسم الملك جورج الثالث.

ومع حلول المساء يمر فاتي بدراجته على دار البلدية وقاعة المدينة وأسوار القلعة وبرج الساعة، وتنتشر في الهواء رائحة البحر المختلطة بروائح الطعام المختلفة من الأكشاك مع عوادم السيارات. ويشاهد السياح في الشارع نفسه الكنيسة الأنجليكانية سان جورج والمعبد الصيني “إلهة الرحمة” والمعبد الهندوسي “سري مها ماريامان” ومسجد “كابتان كيلينج”.

وبينما يصطحب فاتي السياح أمام الواجهات القديمة تتلألأ ناطحة السحاب كومتار في الظلام باللون الأخضر والأزرق والأحمر؛ حيث يعشق الماليزيون التأثيرات الضوئية، كما ينبعث الهواء المكيف من مركز تسوق في الشارع، وهنا انتهت الرحلة مع فاتي بدراجة الريكشا.

بينانج هيل

ولا بد أن يتضمن البرنامج السياحي لمدينة جورج تاون زيارة “بينانج هيل”، وهو عبارة عن جبل يصل ارتفاعه إلى 800 متر، ومع بداية العصر الاستعماري قام البريطانيون ببناء قصر الحاكم ومصحة في هذه المنطقة؛ حيث حاول الأوروبيون علاج أمراض الملايا والكوليرا والجدري في هواء المنطقة الجبلية.

ويتم الصعود إلى قمة بينانج هيل بواسطة قطار جبلي مائل وسط المناظر الطبيعية الخضراء، ويجلس السيد أنس، البالغ من العمر 33 عاما، على المقود، ويقوم بما يصل إلى 100 رحلة في اليوم، ويشاهد السياح في العمق معبد بوذا كيك لوك سي وجسر بينانج على البر الرئيسي، كما تظهر المنتجعات الشاطئية باتو فيرينجي على مسافة بعيدة.

وتشترك مدينة جورج تاون مع إيبوه من خلال فن الهواء الطلق، وتعتبر هذه المدينة بمثابة محطة بينية على الطريق إلى كوالالمبور، علاوة على أنها نقطة انطلاق إلى كاميرون هايلاندز، التي تشتهر بحقول الفراولة ومزارع الشاي، كما تظهر المظلات الملونة في السوق المركزي بمدينة إيبو.

ويدين أكثر من 60% من السكان في ماليزيا بالإسلام، وهو ما يتجلى بوضوح في مدينة جورج تاون، ويلاحظ السياح تسامح المسلمين في ماليزيا؛ حيث تظهر النساء بالحجاب، مع أجواء من البهجة والفرح والبعد عن التعصب، مع استعمال الكحل وأحمر الشفاه، وأضافت نولي رادزي، وزيرة السياحة والبالغة من العمر 43 عاما، قائلة: “نحن نمارس إسلاما معتدلا، وليس متطرفا كما هو الحال في بعض الدول الأخرى”.

وتشتهر العاصمة الماليزية كوالالمبور بالكثير من المعابد والمآذن، إلى جانب الأيقونة المعمارية الحديثة والمتمثلة في برجي بتروناس التوأم بارتفاع 452 مترا، ويصعد السياح حتى جسر السماء Sky Bridge للاستمتاع بإطلالة رائعة من الجسر، الذي يربط بين البرجين في الطابق 86.

الهند الصغيرة

وتشتهر كوالالمبور بالعديد من المناطق السياحية مثل الهند الصغيرة “Little India” والحي الصيني والسوق المركزي والقصر الملكي وساحة ميرديكا ومبنى السلطان عبد الصمد، الذي يرجع إلى عهد الاستعمار البريطاني. وقد رُفع علم ماليزيا المستقلة لأول مرة في عام 1957 على سارية العلم أمام هذا المبنى.

وتندرج مالكا أيضا على قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونيسكو، وتكتمل بها الجولة السياحية في غرب ماليزيا، ومن بقايا الحقبة الاستعمارية البرتغالية بوابة بورتا دي سانتياجو، وهي عبارة عن بوابة الوصول إلى القلعة، التي تم تأسيسها في عام 1511، ويشاهد السياح في داخل قصر المدينة الصيني، والذي يعمل كمتحف اليوم، مزيجا من الأسلوب المعماري الأوروبي والصيني.

وتنتشر التأثيرات المتبادلة في جميع أرجاء ماليزيا؛ حيث تظهر الفوانيس الصينية على كنيسة المسيح الأنجليكانية. ويهيمن المطبخ الهندي والصيني على الأطعمة في ماليزيا.