lama
lama
أعمدة

ذات: ماذا تريد؟

13 مارس 2019
13 مارس 2019

لمى دعدوش -

[email protected] -

ماذا تريد؟ سؤال سهل صعب، وضيق واسع، وبعيد قريب، وسطحي عميق في وقت واحد. تجد فيه كل المتناقضات ولكن انظر له بعين محللة وثاقبة إن أردت جوابا شافيا، فهو كالزئبق الذي يتطاير ولا تلحقه ولا تمسك به، قد تسأله لنفسك وقد تجد نفسك في مواجهة حقيقية معها بمفردك أو مع الناس، لا يهم.. المهم هو هل أنت قادر على الإجابة؟ هل أنت قادر على المواجهة؟ هل وجدت قرارك واضحا أمام عينيك؟ هل حددت ما تريد، ولماذا تريد، وكيف تريد، وأين تريد؟

ولعل أغلب مشكلات الناس الأسرية والتربوية والزوجية والعاطفية والمادية والعلمية والروحية هي في إطار سؤال قد يظنه الناس سهلا أو بسيطا، ولكنهم في الحقيقية قد يقضون الساعات بين طيات الورق يقتطعون ويكتبون ويمسحون بغية أن يستطيعوا معرفة هذا السر الكبير الذي اعتادوا في حياتهم على عدم معرفته أو بهتان صورته وضباب ألوانه.

قل لي بربك ماذا تريد؟ الكثير من الأفكار والمشاعر المختلطة المرتبطة وغير المرتبطة ستقفز في وجهك الآن لتخبرك عن حقيقة كامنة هناك في زاوية من زوايا فكرك وقلبك، تطرق بابك يوما لتوقظك على إرادة مفاجئة لشيء ما دون أي سابق تخطيط ولا تبيان، فتجد نفسك إما متحمسا مستجيبا راكضا لإرضاء نفسك، أو قد تجد نفسك راكدا بطيئا لا ترغب بشيء ونفسك لا تهوى. هذا التناقض النفسي السلوكي يأتي من شعورك الداخلي بالتشتت وفقدان البوصلة .

لا بد ان تجارب الماضي قد خطت بعلاماتها في حاضرك، إلا أنك أنت الآن هنا في واقع وحاضر آني يدفعك للتفكير في الآن ويجذبك بشدة إلى التفكير بقوة في “ماذا عن الآن”؟ ان التفكير في إطار الآن والتوجه نحو المطلوب مهما كان نوعه وإطاره يستدعيك بقوة من حال الماضي الى قوة الحاضر وروعة حضوره الآني الحالي في حياتك، لتشعر أنك بتركيزك على الآن واليوم وبتركيزك على “ماذا تريد “ بدلا من كيف حصل ذلك؟ و لماذا حصل ذلك؟ انت تفتح لنفسك أبواب تفكير وعمل ونجاح وتغيير .

عندما تخفف من أهمية لماذا؟ وتركز بشكل عال على كيف أحقق كذا؟ ثم ماذا أفعل لأحقق كذا، تكون قد انتقلت من دائرة المشكلة إلى دائرة الحل، ومن دائرة التشتت إلى دائرة التركيز، ومن دائرة الضعف إلى دائرة القوة.

عندما تعلم ماذا تريد؟ وكيف تريد كذا؟ ومتى تريد كذا؟ وأين تريد كذا؟ تكون قد وضعت دعائم لقوتك وإنجازك وعطائك ونجاحك، تكون قد أمسكت بيدك في طريق واضح معبد واسع الخيارات وكثير الخيرات، فقط عندما تعلم ماذا تريد؟