1158454
1158454
عمان اليوم

«المشاريع الاستراتيجية الممولة» ترفد المنظومة البحثية وتربط النتائج بمتطلبات التنمية

12 مارس 2019
12 مارس 2019

المنحة السامية دعمت 95 مشروعا بحثيا لمعالجة قضايا اجتماعية واقتصادية -

تغطية - نوال بنت بدر الصمصامية -

كشف ملتقى المشاريع البحثية الإستراتيجية الممولة من المنحة السامية في نسخته الثالثة أمس تفاصيل التسعة مشاريع البحثية التي ركزت على ستة مجالات متعددة وهي الطاقة والزراعة والسياحة والتأمين والصحة والبنية الأساسية. وقد ركز البحث الأول للباحث الأستاذ الدكتور محمد صلاح الدين خان على صناعة مركبات جديدة من العناصر الانتقالية وتطبيقها كمواد ضوئية إلكترونية.

أما البحث الثاني حول أجهزة مبتكرة ومصغرة لتحديد الكميات الكلية للبوليفينول في الفواكه والعسل العماني للباحث الدكتور حيدر بن أحمد اللواتي.

فيما تطرق البحث الثالث إلى تقييم التَّحورات اللاحقة وجودة الخزانات النفطية الفتاتية للعمر الكمبري الأوسط حتى الأوردوفيشي المبكر للأحواض الرسوبية الداخلية بسلطنة عمان للباحث: الدكتور محمد علي خليفة الغالي.

وفي المجال الزراعي تناول الباحث الدكتور خلدون نصير في البحث الرابع تحقيق التنمية السياحية المستدامة: الدور الإستراتيجي للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة العاملة في قطاع السياحة بسلطنة عمان. أما البحث الخامس للباحث الدكتور خالد بن سعيد العامري تطرق إلى كفاءة سوق التأمين العماني.

أما البحث السادس والمتعلق بالمجال الصحي للباحث: الدكتور المنذر بن عبدالله المعولي تناول دراسة المسببات الوراثية والجينية لأمراض الإعاقة الذهنية في سلطنة عمان، فيما تناول البحث السابع منظومة ميكروبية كهروكيميائية لتحلية المياه من خلال معالجة المياه العادمة المتزامن مع استعادة الموارد الكيميائية وإنتاج الطاقة الكهربائية، للباحث الدكتور محمد عبدالله المأمون.

وعرض الباحث الدكتور محمد شفيق شاهد في البحث الثامن إدارة مرض اصفرار والتفاف أوراق الطماطم المعقد في سلطنة عمان، وفي البحث التاسع للباحث الدكتور عبد الرحيم بن محمد الإسماعيلي تناول البيت المحمي الذي يعمل بماء البحر كحلٍّ للزراعة المستدامة في المناطق المتأثرة بتداخل مياه البحر في سلطنة عمان.

محرك رئيسي للبحوث

وعقب الملتقى الذي نظمته جامعة السلطان قابوس ممثلة في مكتب نائبة رئيس الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي بـقاعة المحاضرات، وذلك تحت رعاية سعادة الشيخ الدكتور هلال بن علي الهنائي أمين عام مجلس البحث العلمي. صرح سعادته قائلا: البحث العلمي أساس المعرفة وأساس الصناعات المتقدمة والمكرمة السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- لدعم البحث العلمي ومن خلال البحوث الإستراتيجية لجامعة السلطان قابوس فإنها أفادت المنظومة البحثية في السلطنة؛ من خلال تركيز وتأهيل الباحثين وربط النتائج والبحوث بمتطلبات التنمية في شتى المجالات لتلقي المعرفة مباشرة من المستفيدين منها، وعلى مدى قرابة 18 عاما من دعم هذه البحوث فقد ساهمت في تحقيق ربط أقوى بين المختبرات وبين المجتمع بشكل عام، وأيضا من خلاله تم تأهيل باحثين ورفع مكانة السلطنة من خلال الإنتاج العلمي للأوراق العلمية المقدمة وبالأخص رفع مكانة جامعة السلطان قابوس في التصنيفات العالمية.

ومن جانبها أكدت الدكتورة رحمة بنت إبراهيم المحروقية نائبة رئيس الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي بأن منحة المكرمة السامية للبحوث الإستراتيجية محركًا رئيسيا للبحوث المبتكرة عالية التأثير في جامعة السلطان قابوس وفي السلطنة، ومنذ تأسيسها في عام 2001م، بكرم وحكمة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد، قدمت المنحة دعمًا لحوالي 95 مشروعًا بحثيًا واسع النطاق لمعالجة قضايا العالم الحقيقي في التنمية الاجتماعية والاقتصادية المستدامة، وتضع المشاريع التي تدعمها منحة المكرمة السامية للبحوث الإستراتيجية أهداف التنمية الإستراتيجية للبلد أساسًا لها، وتجرى البحوث التي تمولها من أجل التحسين الاجتماعي والثقافي والاقتصادي للسلطنة ولشعبها. وتظل السلطنة ملتزمة بالتنوع الاقتصادي، وتوليد المعرفة، وتنمية رأس المال البشري عبر المجالات الإستراتيجية في سعيها لتحقيق التنمية المستدامة، حيث يتم اختيار المشاريع التي تمولها منحة المكرمة السامية للبحوث الإستراتيجية لطابعها المبتكر والمتعدد التخصصات وقدرتها على المساهمة في تحقيق أهداف التنمية الإستراتيجية طويلة المدى، وتتمثل أحد الأهداف الرئيسية للمنحة في دعم المشاريع ذات الإمكانات العالية لتوليد المعرفة المبتكرة، والمنتجات، والخدمات التي تنتج عنها فوائد اجتماعية واقتصادية كبيرة للسلطنة. حيث يُطلب من الباحثين تقديم تفاصيل عن النتائج المبتكرة لمشاريعهم، والفوائد المباشرة التي تعود بها على المجتمع العماني الآن وفي المستقبل، كجزء من الإجراءات الحازمة لتقييم المقترحات.

تعزيز السمعة الأكاديمية

وأردفت المحروقية قائلة: كما يشير هذا الوصف، فإن المشاريع البحثية الممولة من منحة المكرمة السامية تلعب دورا هاما في تعزيز البنية الأساسية للبحث العلمي والابتكار، وفي بناء القدرات في الجامعة وجميع أنحاء السلطنة، غالبًا ما تقف المعرفة الناتجة عن هذه المشاريع على أبرز التطورات في المفاهيم النظرية والنهج العملي في مختلف المجالات، ونتيجة لذلك، فإنها لا تسهم في الإنتاج الإبداعي للجامعة من حيث الأوراق البحثية، وبراءات الاختراع، والتراخيص فحسب، بل إنها تساعد أيضًا في توفير نواة لمراكز التميز في الجامعة في المجالات الإستراتيجية - كما يتضح من خلال المراكز البحثية الأربعة عشر في الجامعة والعدد المتزايد من الكراسي البحثية - إضافة إلى التطور الحاصل في برامج البكالوريوس والدراسات العليا.

وأضافت: فإن تطور البنية الأساسية للبحث العلمي في الجامعة يساعد على بناء سمعة جامعة السلطان قابوس المحلية والدولية، ومن خلال زيادة عدد الاقتباسات لكل باحث وأكاديمي، وطلبات براءات الاختراع، وتطوير البرامج الأكاديمية التي تجذب عددا متزايدا من الطلبة المحليين والدوليين، وبناء الشبكات المهنية محليا وعالميا، وتعزيز السمعة الأكاديمية لجامعة السلطان قابوس بين الباحثين في جميع أنحاء العالم، فإن انخراط الباحثين في الجامعة في المشاريع البحثية الإستراتيجية الممولة من منحة المكرمة السامية يسهم بشكل كبير في رفع التصنيف العالمي للجامعة.

ومنذ تأسيسها في عام 2001م، قامت منحة المكرمة السامية للبحوث الإستراتيجية بتمويل 95 مشروعا بحثيا، منها 23 مشروعاً أجراها باحثون بكلية العلوم الزراعية والبحرية، و18 في كلية العلوم، و15 في كلية الطب والعلوم الصحية، و11 في كلية التربية، و9 في كلية الآداب والعلوم الاجتماعية، يلي ذلك 8 مشاريع بحثية أجريت في كلية الهندسة، 7 في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، 1 في كلية التمريض، و3 مشاريع أجرتها المراكز البحثية المختلفة في الجامعة.

وأشارت المحروقية إلى أنه في عام 2018م، مولت منحة المكرمة السامية للبحوث الإستراتيجية ستة مشاريع بحثية، منها مشروعان بحثيان لكل من كلية العلوم وكلية التربية، إضافة إلى مشروع بحثي واحد لكل من كلية الطب والعلوم الصحية وكلية العلوم الزراعية والبحرية.

وبالنظر إلى توزيع جوائز منحة المكرمة السامية للبحوث الإستراتيجية عبر كليات الجامعة ومراكزها منذ إنشائها، فإنه ليس من المستغرب أن المشاريع التي تدعمها المنحة تغطي مجموعة متنوعة من المجالات الإستراتيجية، وتشمل هذه المجالات الاستدامة والقيمة المضافة في الزراعة وصيد الأسماك، والتخفيف من الأمراض النباتية والحيوانية، والصحة العامة، واستغلال الموارد الهيدروكربونية والمعادن والموارد المتجددة، والسياحة المستدامة، وكفاءة الخدمات المالية للبلد، وتطوير وتأمين أساس البنية الأساسية للسلطنة، بما في ذلك الإنترنت والكهرباء والمياه، والتنويع الاقتصادي، وتشجيع الشركات الصغيرة والمتوسطة، وتعزيز نظام التعليم في البلد، وحماية بيئته وغيرها. وتطرق الباحثون إلى أهدافهم البحثية، والتقدم الذي تم إحرازه نحو تحقيق هذه الأهداف، والمعرفة المبتكرة، والعمليات والمنتجات التي نشأت من دراساتهم، بالإضافة إلى كيفية تأثير هذه المشاريع على السلطنة اجتماعيا واقتصاديا، بما في ذلك المساهمة التي تقدمها نحو انتقال البلد إلى مجتمع قائم على المعرفة، قائم على الأفكار الذهنية المبتكرة لدى شعبه ومهارات القرن الحادي والعشرين. ومن خلال مساهمتهم في خطط التنمية الإستراتيجية للسلطنة، تستمر المشروعات التي تدعمها منحة المكرمة السامية للبحوث الإستراتيجية في لعب دور مهم في التقدم الاجتماعي والاقتصادي للبلد.

نتائج متقدمة للباحثين

وذكر الباحث الرئيس الدكتور حيدر بن أحمد اللواتي، بقسم الكيمياء في كلية العلوم، نتائج دراسة بعنوان «أجهزة مبتكرة ومصغرة لتحديد الكميات الكلية للبوليفينول في الفواكه والعسل العماني» والذي توصل إلى أن إنتاج دبس التمر العماني قد يكون مجديًا من الناحية الصحية والاقتصادية، كما أن بيع العسل دون تحويله إلى دبس العسل له فوائد أكبر ويكون مجديًا أكثر من الناحية الاقتصادية أيضًا. كذلك دراسة «تقييم التَّحورات اللاحقة وجودة الخزانات النفطية الفتاتية للعمر الكمبري الأوسط حتى الأوردوفيشي المبكر للأحواض الرسوبية الداخلية بسلطنة عمان»، للباحث الرئيس الدكتور محمد علي خليفة الغالي من كلية العلوم، قسم علوم الأرض، ومركز أبحاث علوم الأرض بالجامعة، إذ استنتج أن الأحجار الرملية للوحدة الوسطى والعليا لتكوين أمين والوحدة الوسطى لتكوين مقراط وتكوين البشائر وتكوين بارك ذات إمكانيات فعالة كخزانات نفطية جيدة؛ وذلك بسبب انتشارها الأفقي والرأسي.

كما استعرض الباحث الرئيس الدكتور خلدون نصير من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، قسم التسويق دراسة بعنوان «تحقيق التنمية السياحية المستدامة: الدور الاستراتيجي للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة العاملة في قطاع السياحة بسلطنة عمان» تهدف إلى بحث موضوع الطلب على السياحة، ودور المشاريع الصغيرة والمتوسطة في قطاع الفندقة والسياحة بسلطنة عمان.

فيما استعرض الباحث الرئيس الدكتور خالد بن سعيد العامري من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، قسم إدارة العمليات والإحصاء التجاري، بحثه بعنوان «كفاءة سوق التأمين العماني» الذي يركز على جوانب مختلفة تهدف إلى قياس الأداء والتطورات في صناعة التأمين بسلطنة عمان. وتحدث الباحث الرئيس الدكتور المنذر بن عبدالله المعولي من كلية الطب والعلوم الصحية، قسم علم الوراثة، عن «دراسة المسببات الوراثية والجينية لأمراض الإعاقة الذهنية في سلطنة عمان» التي تتلخص أهدافها في إنشاء قاعدة بيانات للمرضى المصابين بمتلازمات الإعاقة الذهنية، وتفصيل الأعراض السريرية بشكل دقيق، كذلك استخدام طريقة سريعة لتحديد الطفرات الجينية بتكنولوجيا جديدة اخترعت قبل عدة سنوات وأصبحت الآن متاحة للجميع، وتحديد الجينات التي قد تكون مسببة لمرض معين لدراستها بشكل مفصل في المختبرات البحثية في الجامعة.

وقد قدم الباحث الرئيس الدكتور محمد عبدالله المأمون من كلية الهندسة، قسم الهندسة المدنية والمعمارية في دراسته «منظومة ميكروبية كهروكيميائية لتحلية المياه من خلال معالجة المياه العادمة المتزامن مع استعادة الموارد الكيميائية وإنتاج الطاقة الكهربائية»، بدراسة جدوى دمج وتكامل تحلية المياه في خلية تحلية ميكروبية ذات تكلفة منخفضة ومتزامنة مع إزالة المواد العضوية من المياه العادمة وتقليل الأملاح من مياه البحر واستعادة مواد كيميائية (حمضية وقاعدية)، وإنتاج طاقة كهربائية منها. كما سعى الباحث الرئيس الدكتور محمد شفيق شاهد من كلية العلوم الزراعية والبحرية، قسم علوم المحاصيل، في دراسته بعنوان «إدارة مرض اصفرار والتفاف أوراق الطماطم المعقد في سلطنة عمان» إلى دراسة سلالات فيروسية غير معروفة، وقياس حجم المشكلة في مناطق مختلفة، إضافة إلى تطوير بادئات كشف عالمية لفحص وتقييم أصناف الطماطم، كذلك سعى إلى اختبار الطماطم المعدلة وراثيًّا ضد فيروسات تصيب أنواعا مختلفة منها. وعن «البيت المحمي الذي يعمل بماء البحر كحل للزراعة المستدامة في المناطق المتأثرة بتداخل مياه البحر في سلطنة عمان» يحاول الباحث الرئيس الدكتور عبد الرحيم بن محمد الإسماعيلي من كلية العلوم الزراعية والبحرية، قسم التربة والمياه والهندسة الزراعية، وفريقه إعادة تشغيل البيت المحمي التابع للجامعة الذي تم بناؤه في عام 2004م في محطة الحيل بكامل كفاءته وطاقته الاستيعابية وإجراء المزيد من الأبحاث الهادفة إلى رفع كفاءته.