oman-logo-new
oman-logo-new
كلمة عمان

آفاق ملتقى رواد الأعمال الأول

11 مارس 2019
11 مارس 2019

يظل النظر إلى ريادة الأعمال في منظومات الاقتصاد الحديث مسألة مركزية وهو ما تضعه سياسة السلطنة المستقبلية في الاعتبار.

من هنا تأتي أهمية ملتقى رواد الأعمال الأول لعام ٢٠١٩ الذي يناقش خارطة منظومة ريادة الأعمال في السلطنة ويضيء الطريق في هذا المجال الحيوي الذي ينتظر منه الكثير ويعول عليه في تعزيز بنى النظرة غير التقليدية للاقتصاد أو ما يعرف بالاقتصاديات الجديدة، التي تقوم على تشجيع الشباب والمنتجين الناشئين وتعزيز قيمة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ورفد الأفكار الإبداعية والابتكار وغيرها من المفاهيم والمفردات المتعلقة بهذا الجانب.

خلال السنوات الأخيرة فقد اندفعت ريادة الأعمال في السلطنة بخطى ملموسة ومدروسة ترتبت عن سياسة الحكومة التي تسعى إلى رفد هذا المجال؛ بالإضافة إلى جهود الجيل الصاعد من الشباب الراغبين في بناء مشاريعهم الخاصة وفي الوقت نفسه إنشاء أفكار ابتكارية تستفيد من معطيات العصر وتضع في الاعتبار أيضا المقومات المحلية التي تتمتع بها البيئة العمانية من حرف وصناعات ومنتجات وغيرها.

إن صناعة الاقتصاد الجديد تقوم على الابتكار كما هو معلوم في المقام الأول، فالإبداع هو الذي يفتح الباب إلى توسيع الفرص الإنتاجية والصناعية والتجارية، ويختصر الطريق إلى الاستفادة من الأفكار الخلاقة بما يجعلها سلعا تنعكس بالفائدة على الجميع من حيث المردود المادي وقبل ذلك تحريك بيئة الإنتاج ومجتمعات الابتكار، التي تتطلب التثاقف والحركية التي تتيح التفاعل الإيجابي والحر، بعقول وثابة نحو استخلاص الجديد والمثمر بالتقاطع مع المتغيرات والمستجدات على المستويات العالمية، فالصناعة اليوم أي كان حجمها، هي جزء من محيط عالمي متحرك وكبير يجب التفاعل معه والأخذ منه بالإيجابية وبذكاء يمكن من اقتناص المستقبل المرتجى.

يبقى القول إن ريادة الأعمال في السلطنة لا تزال مجالا خصبا وهو يشهد نموا مطردا حيث يتطلب المزيد من التطوير والتحديث، استنادا على المستجد في العالم، ومن هنا تأتي أهمية المشروعات المطروحة في هذا الإطار من تطوير المنظومة بشكل عام وتحديثها المستمر عبر دراسة شاملة لسوق العمل ووضعية ريادة الأعمال داخل هذا السوق، بما يرسخ المفاهيم ويجعلها جزءا من العقل الجمعي في الاقتصاد المحلي.

ولابد أن أي أفكار جديدة تتطلب بعضا من الوقت حتى تصبح ملموسة وواقعية بحيث تؤمن بها شريحة كبيرة من الناس وتأخذ بها، وهذا هو دأب المجتمع الإنساني إذ إن التغيير والإصلاح والإضافات تتطلب الصبر والإرادة والدراسة المنهجية وانتظار الثمرات مع الزمن دون عجلة.

ويشار إلى ما يتطلبه مجال ريادة الأعمال من دعم يلازمه من قبل المؤسسات والشركات الكبيرة التي لها فرص حيّة يمكن أن توفرها في التأهيل والتدريب والقيادة والدعم المالي وغيرها من أشكال التهيئة لهذا القطاع ليكون رائدا بحق في المستقبل القريب، بحيث يشكل عصب الاقتصاد الوطني ذات يوم من الأيام بالترادف مع المؤسسات والشركات الصغيرة والمتوسطة.

أخيرا فإن أي غرس ينتظر منّا الاشتغال عليه، ولابد أن الثمرة سوف تأتي ذات يوم ويبقى العمل ثم الاجتهاد المستمر مع المراجعات الضرورية للتجربة وسبل مواجهة التحديات.