صحافة

«بريكســــت» يدخـــل مرحــلة الحســـم

11 مارس 2019
11 مارس 2019

دخلت قضية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست) مرحلة حاسمة بعد أن شغلت السياسيين والشارع البريطاني لأكثر من عامين منذ استفتاء يونيو 2016، حيث اجتمع مسؤولون من الجانبين البريطاني والأوروبي في محاولة لكسر الجمود المسيطر على البريكست.

وتفيد التقارير الاعلامية أن الاتحاد الأوروبي قدم عرضا اقترح فيه بقاء ايرلندا الشمالية ضمن السوق الأوروبية وحدها دون باقي المملكة المتحدة، وهو ما رفضته بريطانيا بهدف تجنب محاولة اقامة حدود فعلية بين أيرلندا الشمالية وجمهورية أيرلندا. صحيفة «ديلي تلجراف» نشرت تقرير بعنوان «بارنييه يترك تريزا ماي تواجه مهانة بسبب البريكست» جاء فيه ​​أن آمال اللحظة الأخيرة لتريزا ماي في حدوث انفراج قد تحطمت بعد انهيار كامل للثقة بين لندن وبروكسل. حيث اتهم ميشيل بارنييه، مفاوض الاتحاد الأوروبي، تيريزا ماي باللجوء إلى «لعبة إلقاء اللوم». بينما ترى صحيفة «آي» أن رفض تريزا ماي عرض بارنييه بتقديم تنازلات تكون رفضت «غصن الزيتون» الذي قدمه بارنييه.

لذلك وجهت ماي تحذيرا لنواب البرلمان قبل التصويت الحاسم اليوم الثلاثاء ١٢ مارس من أن إعادة مجلس العموم رفض دعم صفقتها حول «بريكست» سيجعل تطور الأحداث غير قابل للتنبؤ، فربما لن تخرج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي على مدار أشهر، وربما ستخرج دون ضمانات يوفرها الاتفاق، بل وربما لن تخرج أبدا.

صحيفة «صنداي إكسبريس» نشرت مقالا كتبه النائب المحافظ جاكوب ريس موج، المؤيد بشدة للخروج من الاتحاد بعنوان: «الصفقة الفاسدة تعني أننا لن نترك الاتحاد الأوروبي أبداً». أما صحيفة «صنداي تلجراف» فقد ذكرت أن استطلاعا للرأي أجرته مجموعة مؤيدة لمغادرة الاتحاد الأوروبي، اظهر أن 44% من البريطانيين يعتقدون أن على بريطانيا الخروج من دون اتفاق إذا رفض الاتحاد الأوروبي تقديم أي تنازلات أخرى.

بينما كشف استطلاع أجراه مركز «بي ام جي» للأبحاث لصالح صحيفة «الاندبندنت» أن 52% من المشاركين في الاستطلاع يرون أن أرجاء عملية الانسحاب من الاتحاد لا ينبغي أن تستمر لفترة أطول من 6 أشهر اذا لزم الأمر. و17% يؤيدون فكرة الأرجاء الطويل للبريكست في حال رفض مجلس العموم خطة ماي للبريكست.

ونقلت صحيفة «فايننشال تايمز» ما كتبه ميشال بارنييه، كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي، في تغريدة عبر «تويتر» قال فيها: «إثر اجتماع مع سفراء الدول الـ27 في بروكسل، يتعهد الاتحاد الأوروبي بإعطاء المملكة المتحدة إمكانية مغادرة المنطقة الجمركية الموحدة بشكل أحادي»، موضحا أن «المملكة المتحدة لن تضطر إلى الانخراط في اتحاد جمركي ضد إرادتها». وقال متحدث باسم الاتحاد ان بارنييه كان يقصد الكلام عن «بريطانيا وليس المملكة المتحدة». وقالت الصحيفة ان «المنطقة الجمركية الموحدة» بين الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة، هي أحد العناصر الأساسية في اتفاق البريكست لضمان ألا تكون هناك عودة إلى حدود فعلية بين إيرلندا، وأيرلندا الشمالية بعد البريكست. وإذا خرجت بريطانيا بشكل أحادي، حسب عرض بارنييه، «فإن العناصر الأخرى في شبكة الأمان (باكستوب) يجب أن تبقى لتجنب حدود مشددة»، ما يعني أنه لن يكون بإمكان إيرلندا الشمالية الانسحاب من الاتحاد الجمركي الذي يشكله «باكستوب» في حال قررت لندن تفعيل «الخيار الجدي» الذي اقترحه الأوروبيون.

ويرى سياسيون بريطانيون ان «شبكة الأمان Back Stop» هي بمثابة «فخ» لإبقاء بريطانيا مرتبطة إلى ما لا نهاية بالاتحاد الأوروبي.