1156577
1156577
العرب والعالم

«قسد» تنهي مهلة استسلام «داعش» وتتوعدها بالهجوم «في أي لحظة»

10 مارس 2019
10 مارس 2019

الأمم المتحدة تواصل جمع أدلة على فظائع مرتكبة في سوريا -

دمشق- «عمان» - بسام جميدة- وكالات:-

تراجعت وتيرة إجلاء المدنيين من جيب تنظيم (داعش) في شرق سوريا، فيما لا يزال هجوم قوات سوريا الديموقراطية (قسد) الأخير نحو البقعة المحاصرة معلقًا، وفق ما أوضح متحدث باسمها وفريق وكالة فرانس برس.

وأطلقت قوات سوريا الديموقراطية مطلع الشهر الحالي هجومها ضد مقاتلي التنظيم المحاصرين في بلدة الباغوز بعد عمليات إجلاء استمرت أسبوعين. إلا أنها علقته بعد يومين إفساحًا في المجال أمام الراغبين مجدداً بالخروج. وخرج منذ ذلك الحين آلاف الرجال والنساء والأطفال من منطقة سيطرة التنظيم.

وقال مدير المكتب الإعلامي لقوات سوريا الديموقراطية مصطفى بالي لوكالة فرانس برس أمس إن «نحو مائة شخص خرجوا -السبت- « بعد توقف يوم الجمعة. ومن بين الخارجين وفق بالي «ثلاثة إيغور صينيين وثلاث نساء مغربيات».

ويمنع التنظيم من تبقى من المحاصرين داخل جيبه الذي بات عبارة عن مخيم عشوائي وأراض زراعية في محيطه، من الخروج وفق بالي، الذي أفاد عن دخول عدد من الشاحنات بانتظار أن تخرج محملة بمزيد من الأشخاص.

ويعد عدد الخارجين السبت ضئيلًا جدًا مقارنة بآلاف الرجال والنساء والأطفال الذين تدفقوا في شاحنات أقلتهم إلى مناطق سيطرة قوات سوريا الديموقراطية خلال الأيام الماضية.

ولا تملك قوات سوريا الديموقراطية تصورًا واضحًا عن عدد المدنيين والمقاتلين الموجودين في البقعة المحاصرة، بعدما فاق السيل البشري الذي خرج من داخل هذه البلدة النائية توقعاتها.

وتكرر قوات سوريا الديموقراطية أنها تنتظر اكتمال خروج المدنيين لتشن هجومًا جديدًا تأمل أن يكون الأخير، من دون أن تحدد مهلة زمنية لذلك.

وقال الخبير في الشأن الكردي موتلو جيفير أوغلو الموجود في شرق سوريا لفرانس برس: إن تنظيم داعش هو الجهة المستفيدة من إطالة أمد العملية.

ويوضح أن التنظيم هو «من يحدد عدد الخارجين أساسًا، ويستفيد من التغطية الإعلامية حول مدى تشبثه» بآخر البقع تحت سيطرته، معربًا عن اعتقاده بأنه «غالبًا يحضر لشيء ما، لكن ليس معروفًا ما هو».

في غضون ذلك، اتهمت وزارة الدفاع الروسية القوات الأمريكية بمنع الحافلات التي أعدتها روسيا وسوريا من الوصول إلى مخيم الركبان لإجلاء النازحين السوريين منه.

وقال مدير مركز حميميم لمصالحة الأطراف المتناحرة في سوريا والتابع لوزارة الدفاع الروسية، اللواء فيكتور كوبتشيشين، في بيان صدر عنه مساء السبت: إن الجانبين الروسي والسوري نظما، بهدف منع وقوع كارثة إنسانية في مخيم الركبان بمنطقة التنف جنوب البلاد ولإجلاء النازحين منه بشكل آمن وطوعي إلى أماكن إقامتهم.

وشدد كوبتشيشين على أن الحكومة السورية ضمنت أمن النازحين الذي يرغبون في الاستفادة من هذه الفرصة وطبقت نظاما مسهلا لإعادة وثائقهم.

وأضاف مدير مركز حميميم: «على الرغم من ذلك، إلا أن خروج النازحين من مخيم الركبان لا يزال معقدا، حيث يمنع الجانب الأمريكي الحافلات لإجلاء النازحين ويرفض ضمان أمن تحركات القافلات الإنسانية في داخل المنطقة حول قاعدتها في التنف والتي يبلغ نصف قطرها 55 كيلومترًا».

وفي السياق، أكد المفوض السامي لشؤون اللاجئين بالأمم المتحدة فيليبو جراندي أنه يتعين أن يكون للمفوضية وجود أكبر داخل سوريا لمتابعة اللاجئين ومساعدتهم على العودة من الخارج وكذلك النازحين داخل الدولة التي تعاني من الحرب.

وقال جراندي في تصريحات من بيروت «من المهم أن يكون لمنظمات مثل المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة وجود في مناطق العودة وأن تتمكن من متابعة العودة والتواصل مع العائدين ومساعدتهم في معالجة بعض المشكلات التي يواجهونها».

وأضاف: «بدون ذلك الوجود سيكون عنصر الثقة مفقودًا في عودة الأشخاص»، لافتًا لوجود «تحديات كبيرة» تمنع الناس من العودة إلى ديارهم بما في ذلك القضايا الأمنية والقانونية والإدارية، مؤكدًا وجود تواصل مع الحكومة السورية وروسيا بهذا الشأن.

وقال جراندي الذي توجه إلى لبنان بعد أن أمضى ثلاثة أيام في سوريا إنه نقل «رسالة قوية للغاية» بشأن تواصل المفوضية مع الحكومة السورية في دمشق، ولفت بالقول: «نحن موجودون في بعض المناطق. أنا نفسي تمكنت من الذهاب إلى حمص وحماة الأسبوع الماضي لم يكن الأمر معقدًا. بالنسبة لمناطق أخرى مثل ريف دمشق فإن الحصول على تصريح لدخولها أمر أكثر صعوبة».

إلى ذلك، أفادت صحيفةُ «وول ستريت جورنال» بأن الحلفاءَ الأوروبيين الرئيسيين للولايات المتحدة الأمريكية، لم يتجاوبوا مع مطلبِها لتأكيدِ التزامهم بالخطةِ الأمريكية الجديدة حول سوريا.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين في إدارةِ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قولهم إن حلفاءَ واشنطن في القارةِ العجوز لم يلتزموا بإرسالِ قواتٍ إلى شمالِ شرقي سوريا لـ«ضمانِ استقرارِ» المنطقة.

وذكر المسؤولون أن واشنطن تعتزم إجراء مشاورات مع كبار القادة العسكريين والسياسيين لحلفائها الأوروبيين الأسبوع المقبل، معربين عن ثقتهم في أن يكون الأوروبيون جزءًا من «حملة استعادة الاستقرار» في سوريا.

ورفض مسؤولون في بريطانيا وفرنسا وألمانيا، التعليق على الموضوع للصحيفة، فيما قال مسؤولون أوروبيون آخرون إنه لم يتم إطلاعهم بعد على أي خطط أمريكية محددة بشأن ضمان الأمن في شرق سوريا بعد استئصال تنظيم «داعش» هناك.

واعتبرت الصحيفة الأمريكية أن هذا الأمر يعكس الصعوبات التي تواجهها إدارة ترامب في إعداد خطة جديدة للمنطقة الخاضعة لسيطرة الولايات المتحدة وحلفائها الإقليميين والدوليين، بعد قرار الرئيس الأمريكي في ديسمبر الماضي سحب القوات الأمريكية من سوريا.

وعلى الرغم من تراجع واشنطن عن خططها الأصلية وموافقتها على إبقاء المئات من جنودها في سوريا، إلا أن الولايات المتحدة تحاول وضع خطة تعتمد على التوافق مع الحلفاء الأوروبيين و«قوات سوريا الديمقراطية» ذات الغالبية الكردية وتركيا، التي تعتبر «وحدات حماية الشعب» الكردية (العمود الفقري لهذه القوات) تنظيمًا إرهابيًا.

وازداد مدى حاجة إدارة ترامب إلى خطة جديدة بعد أن كشف مسؤولون رفيعو المستوى في البنتاغون الجمعة عن وجود نحو خمسة آلاف «داعشي» محتجزين لدى «قوات سوريا الديمقراطية»، ونحو 20% منهم مسلحون أجانب والآخرون من سوريا والعراق.

وفي تقرير بثته وكالة رويترز من شرق سوريا أفادت أنه على ثغور آخر جيب لتنظيم داعش في شرق سوريا، شوهد مقاتلون ملثمون مسلحون ببنادق ضمن المتشددين الأشد بأسًا والمستعدين فيما يبدو للقتال حتى الموت.

وتظهر لقطات لتلفزيون رويترز للخط الأمامي الذي يسيطر عليه تنظيم داعش متشددين مسلحين، لا يظهر من معظمهم سوى أعينهم، ويشرفون على عمليات الإجلاء من أراض زراعية تتناثر فيها سيارات ومبان قليلة.

وتقول قوات سوريا الديمقراطية: إن المقاتلين الباقين في مواقعهم وسط موجات الإجلاء هم أشد المقاتلين الأجانب بأسا وتطلب حكومات دول مختلفة تسلمهم وسيقاتلون حتى الموت على الأرجح.

في السياق، تُواصل هيئة تابعة للأمم المتحدة منذ أبريل 2018 جمع أدلّة على فظائع ارتُكبت على مدى السنوات الثماني المنصرمة في سوريا، بهدف تسهيل الأحكام المحتملة التي قد تصدر في المستقبل بحقّ المسؤولين عنها.

وفي تقرير بُعث إلى الجمعيّة العامّة للأمم المتّحدة ونُشر السبت، تقول: «الآليّة الدوليّة المكلّفة تسهيل التحقيقات في شأن أخطر الانتهاكات للقانون الدولي المُرتكبة في سوريا منذ مارس 2011» إنّها فتحت ملفّين في أواخر عام 2018. ولم يتمّ إعطاء أيّ تفاصيل تتعلّق بالملفّين.

وأشارت الآليّة، التي تؤكّد أنّها مستقلّة ومحايدة، إلى أنّها لم تتلقّ بعد أيّ بلاغات استلام أو ردود من السلطات السوريّة على طلباتها للحصول على معلومات.

وتتمثّل مهمّة الآليّة، التي يدعمها فريق من 30 اختصاصيًا في مجال العدالة الجنائيّة، في إنشاء سجلّ مركزي للمعلومات والأدلة المتعلّقة بالجرائم المرتكبة، على أن يلي ذلك إجراء تحليلات وتحقيقات. وأقرّت الآليّة في تقريها بأنّها لا تتوقّع استنتاجات في مستقبل قريب. وحتّى الآن، حصلت الآليّة على أكثر من مليون وثيقة، بما في ذلك مستندات وصور فوتوغرافيّة ومقاطع فيديو وصور ملتقطة بالأقمار الاصطناعيّة وتصريحات لضحايا وشهود، بحسب ما جاء في التقرير الذي سيُقدّم رسميًا في 23 أبريل إلى الجمعية العامة.

ولفت التقرير إلى أنّ الأدلّة التي جمعتها الآليّة تمّ تخزينها في نظام حديث لإدارة المعلومات لم يُستخدم قبلَ ذلك في الأمم المتحدة.

ميدانيا، أفاد مصدر عسكري بأن الفصائل المسلحة استهدفت بلدة مصياف في ريف حماة بقذائف الهاون والصواريخ، أمس.

وأوضح المصدر أن الفصائل المسلحة أطلقت 6 صواريخ جراد على ريف مصياف.