oman-logo-new
oman-logo-new
كلمة عمان

عن المنجز السياحي والتحديات

10 مارس 2019
10 مارس 2019

خلال الأيام السابقة حققت السلطنة العديد من المنجزات في إطار القطاع السياحي، ولعل من أبرزها حصولها على جائزة أفضل وجهة في السياحة الثقافية والتراثية لعام 2019م من رابطة كتاب السفر في المحيط الهادي أحد الاتحادات الرسمية الأعضاء في منظمة السياحة العالمية.

هذه الجوائز والمنجزات تشكل دافعية نحو المضي إلى الأمام في البرامج والخطط الهادفة إلى تطوير القطاع السياحي، وغيره من القطاعات ذات الصلة، باعتبار أن السياحة لا يمكن أن تعمل وحدها كحقل منفصل، إذ لا بد من التكاملية بينها والعديد من المجالات الأخرى، بما يخدم المنفعة العامة.

إن السياحة وخلال العهد الزاهر استطاعت أن تقطع أشواطا ملحوظة وقد كان لإنشاء وزارة السياحة دور في ذلك من حيث تنظيم العمل السياحي ونقله إلى آفاق جديدة، بحيث يصبح قطاعا واعدا ومستقبليا، كذلك لا يمكن أن ننسى الجهود المبذولة من الجهات الحكومية الأخرى التي تقوم على تهيئة البنيات الأساسية واللوجستيات التي تخدم في تطوير وترقية هذا القطاع.

فالطرق والجسور والمرافق الثقافية السياحية والأسواق وغيرها من المنشآت كل ذلك يخدم الإطار السياحي العام، من خلال ما تقوم به الجهة أو الوزارة المعنية، ما يعني أن مهمة تطوير السياحة مثلها كأي قطاع وطني آخر تصبح مسؤولية جماعية وعملا تشاركيا، فالأوطان تنهض من خلال التعاون والتكافل بين الجميع.

ولعل ما تحقق وما سيتحقق يتطلب منا العمل على بسط المزيد من الأفكار التي تساعد في تلمس الآفاق المستقبلية بشكل أفضل، من حيث نقل القطاع السياحي إلى مراق أكثر جدارة به، فالسلطنة غنية في هذا الإطار وهو ما لا يحتاج إلى تأكيد ويشهد به الكل في الداخل والخارج.

إن الحديث عن التنويع الاقتصادي الذي تمثل السياحة أحد محاوره، لا يمكن أن ينجز بالشكل المأمول ما لم يتم تعضيد هذه النظرة الشاملة المطلوبة في تكاملية القطاعات كما جرت الإشارة سابقا، حيث إن العالم المعاصر بات ينظر إلى الحقول الاقتصادية والداعمة للنماء وفق مناظير متحدة بعيدا عن تجزئة القطاعات وفصلها عن بعضها البعض.

أيضا تأتي جوانب التثقيف والتوعية الاجتماعية، لاسيما للنشء والمجتمعات المحلية بأن الطريق إلى المستقبل سواء في السياحة أو غيرها من القطاعات، يجب أن يقوم على قبول التحديات والقدرة على التكيف مع المتغيرات، وفي سبيل ذلك يجب أن تتم موازنة دقيقة بالحفاظ على القيم والتقاليد العمانية العريقة وفي الوقت نفسه العمل على إحداث النقلة المطلوبة إلى الحداثة والعصر بالاستفادة من كافة الإمكانيات الحديثة والتقنيات التي تمكن من تحقيق الأفضل دوما.

إن بناء الأوطان هو عمل تراكمي ومدروس وفيه من التحديات بقدر ما فيه من المنجزات، ويبقى أن أي منجز أو مكتسب هو مدعاة للفخر وفي الوقت ذاته يحملنا المسؤولية المضاعفة بأن نسير إلى ما هو أرقى وأعظم فائدة للجميع.