1154477
1154477
العرب والعالم

أكراد سوريا يرفضون «منطقة آمنة» تخضع لأنقرة ويدعون لنشر قوة دولية

08 مارس 2019
08 مارس 2019

مقاتلو «داعش» يتمسكون بـ «الجيب الأخير».. وتسيير دوريات تركية - روسية بإدلب -

عواصم - عمان - بسام جميدة - وكالات:-

قالت سياسية كردية لرويترز إن السلطات التي يقودها الأكراد في شمال سوريا تريد نشر قوة متعددة الجنسيات على الحدود التركية، وترفض إقامة «منطقة آمنة» كبيرة تأمل تركيا في السيطرة عليها.

وأوضحت فوزة يوسف أن السلطات التي يقودها الأكراد اقترحت الفكرة في محادثات مع مسؤولين أمريكيين، مشيرة إلى أنها شددت على الحاجة لمواصلة الجهود المشتركة ضد تنظيم داعش الذي يوشك على خسارة آخر جيوبه في شرق سوريا.

ويهدف مقترح نشر قوة على الحدود إلى مواجهة مطلب تركيا بإقامة «منطقة آمنة» تحت سيطرتها وهي فكرة تلقى رفضا قاطعا لدى الجماعات الكردية السورية الرئيسية التي تخشى من احتمال إقدام أنقرة على مهاجمة المنطقة.

وأصبحت قضية الترتيبات الأمنية في شمال سوريا موضع تركيز مع الهزيمة الوشيكة لداعش في أجزاء من سوريا انتشرت بها الولايات المتحدة وحلفاؤها لمواجهة المتشددين.

وسارعت السلطات التي يقودها الأكراد، الشريك الرئيسي للولايات المتحدة في سوريا، إلى رسم استراتيجية لحماية منطقتها من تركيا عندما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشكل مفاجئ في ديسمبر اعتزامه سحب كل القوات الأمريكية.

وقالت فوزة إن السلطات التي يقودها الأكراد ترفض فكرة إقامة «منطقة آمنة» كبيرة لأنها ستطوق مدنا وبلدات سورية تقع على الحدود، مشيرة إلى اقتراح ترتيبات بشأن شريط حدودي بدلا من ذلك.

وقالت لرويترز في مقابلة بمدينة القامشلي إن الشريط الحدودي يجب أن يكفل الأمن لكلا الطرفين في ظل وجود قوات دولية لحفظ السلام.

لكن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قال يوم الأربعاء إن حكومته لن تقبل سوى سيطرة تركيا على المنطقة الآمنة.

من جهته، أعلن وزير الدفاع التركي امس انّ تركيا وروسيا ستسيّران دوريات في محافظة إدلب في شمال شرق سوريا في إطار اتفاق توصلتا إليه في سبتمبر الماضي.

ونصّ الاتفاق على إقامة منطقة منزوعة السلاح في إدلب ومحيطها بعمق يتراوح بين 15 و20 كيلومتراً، ما جنّب المنطقة عملية عسكرية واسعة لوّحت دمشق بشنّها. وتقع المنطقة المنزوعة السلاح على خطوط التماس بين قوات الحكومة من جهة وفصائل معارضة وهيئة تحرير الشام ومجموعات أخرى صغيرة من جهة ثانية.

وقال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار امس إن «دوريات روسية تنطلق اليوم (امس) في المنطقة الحدودية بمحيط محافظة إدلب السورية وأخرى للقوات المسلحة التركية في المنطقة منزوعة السلاح».

وقال أكار في مقابلة مع وكالة الأناضول التركية الرسمية إنّ «الدوريات التركية والروسية في محيط إدلب تعدّ خطوة مهمة لحفظ الاستقرار ووقف إطلاق النار»، وأضاف «كان هناك قيود على استخدام المجال الجوي في إدلب وعفرين لكن ذلك تم رفعه بدءا من اليوم (امس)».

وشهدت محافظة إدلب، وهي الوحيدة الخارجة عن سيطرة الحكومة السورية، اقتتالاً داخلياً انتهى في يناير بالتوصل إلى اتفاق لوقف اطلاق النار، أتاح لهيئة تحرير الشام بسط سيطرتها على كامل هذه المنطقة مقابل انسحاب فصائل إسلامية ومعارضة منها.

وشاهد مراسل وكالة فرانس برس صباح امس دورية تركية تضمّ ما يقارب عشر آليات مصفحة بالإضافة إلى سيارة على طريق في المنطقة المنزوعة السلاح في ريف حلب الغربي.

وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان نقلاً عن مصادر موثوقة أنّ القوات التركية تستعدّ لتسيير هذه الدوريات.

وقال إنّ «القوات التركية المتواجدة على الأراضي السورية ضمن نقاط مراقبة منتشرة في حلب وحماة وإدلب وسفوح جبال اللاذقية، تقوم بتحضيرات لتسيير دوريات ضمن مناطق تطبيق اتفاق بوتين - أردوغان».

من جهة ثانية، يتشبث تنظيم داعش بالدفاع عن آخر بقعة يسيطر عليها في بلدة الباغوز على ضفاف نهر الفرات في شرق سوريا امس، في مواجهة هجوم قوات سوريا الديمقراطية المصممة على القضاء على ما تبقى من «خلافة» أعلنها أبو بكر البغدادي قبل أربع سنوات وتقلصت الى بضع مئات من الكيلومترات المربعة.

وخرج في الأيام الأخيرة آلاف الرجال والنساء والأطفال من منطقة سيطرة التنظيم، بعد أن أبطأت قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من التحالف الدولي بقيادة واشنطن، وتيرة عملياتها منذ ليل الأحد إفساحاً في المجال لخروج المدنيين. إلا أن هناك من لا يزال رافضا للاستسلام ومتمسكا بالقتال.

وأظهرت مقاطع فيديو حصلت عليها وكالة فرانس برس عليها من مجموعة «فري بورما راينجرز»، وهي منظمة إغاثة أمريكية غير حكومية، مشاهد للمخيم الذي يقبع فيه المتشددون في الباغوز، ويمكن رؤية قطعة من الأرض على الضفة الشرقية لنهر الفرات يتحرك ضمنها أشخاص وسط عدد هائل من السيارات والشاحنات الصغيرة. كما يوجد أبنية متواضعة معظمها من دون سقف، وخيم مستحدثة ببطانيات ملونة.

وتطوق قوات سوريا الديمقراطية الباغوز من جهتي الشمال والغرب، فيما تتواجد قوات الحكومة السورية جنوباً على الضفة الغربية للفرات، والقوات العراقية وفصائل الحشد الشعبي شرقا على الجهة المقابلة من الحدود. ويمكن في أشرطة الفيديو أيضا رؤية أشخاص يتحركون وسط المساكن العشوائية سيراً على الأقدام أو على دراجات نارية، وبقرة سوداء اللون على رقعة عشب يابس. وعلى بعد بضعة أمتار من النهر حيث نبتت طبقة كثيفة من القصب، جلس عدد من الأشخاص خلف جدار بُني بأحجار إسمنتية.

وتنتظر قوات سوريا الديمقراطية إجلاء جميع المدنيين لاستئناف معركتها التي من شأنها التمهيد لإعلان انتهاء «الخلافة».

ومنذ الأحد، خرج أكثر من سبعة آلاف شخص، وفق ما أفادت قوات سوريا الديمقراطية الخميس.

عند نقطة الفرز التابعة قوات سوريا الديمقراطية قرب الباغوز، شاهد صحفي في وكالة فرانس برس امس الاول عددا من الخارجين من البلدة يخضعون لعمليات تفتيش واستجواب. وسط الصحراء، وقفت نساء منقبات في طوابير طويلة يحملن أكياساً وحقائب، بانتظار تفتيشهنّ. فيما جلست أخريات في مجموعات على بطانيات وسط الغبار والتراب وإلى جانبهن أطفال من جميع الأعمار بدت أجسادهم نحيفة ومتسخة، كان بعضهم يبكي ويصرخ.

ويتمّ نقل النساء والأطفال إلى مخيمات في شمال شرق سوريا أبرزها مخيم الهول، بينما يُرسل الرجال المشتبه بأنهم متشددون إلى مراكز اعتقال.

وفي شأن منفصل، رفضت الخارجية السورية تقرير بعثة تقصي الحقائق التابعة لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية حول استخدام موادٍ كيماوية سامة في دوما العام الماضي واعتبرته تحريفاً فاضحاً للحقائق.

الوزارة قالت إن التقرير تجاهل أقوال الشهود بأن ما جرى كان مسرحية قامت بها المجموعات المسلحة، مضيفة أن انعدام مهنية معدي التقرير سهّل على الخبراء السوريين كشف التضليل الذي استخدمه المحققون في جوانب عديدة.

وطالبت الدول الأعضاء في منظمة حظر الأسلحة الكيماوية بفضح مثل هذه التقارير وعدم التعامل معها.

وفي شهر أبريل كان رئيس مركز المصالحة الروسي اللواء يوري يفتوشينكو نفى التصريحات التي تفيد بأن القوات السورية تستخدم الأسلحة الكيماوية في مدينة دوما، وأعلن أن بعض الدول الغربية تستخدم هذه المزاعم لعرقلة انسحاب مسلحي جيش الإسلام من المدينة السورية. وفي الشهر نفسه أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن فريقها في دوما عثر على مختبرات للمسلحين لتصنيع السلاح الكيميائي، مشيرةً إلى عثوره على مكوّنات لإنتاج غاز الخردل وبالون مع الكلور في هذه المختبرات.