1154370
1154370
العرب والعالم

واشنطن: التوصل لاتفاق مع كوريا الشمالية لنزع السلاح النووي ممكن

08 مارس 2019
08 مارس 2019

بيونج يانج تعترف للمرة الأولى «بفشل» قمة هانوي -

عواصم - (د ب أ - أ ف ب)- أعربت واشنطن عن اعتقادها بأنّها قادرة على التوصّل إلى «نزع السلاح النووي من كوريا الشماليّة بشكل نهائي وكامل» بحلول نهاية ولاية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وذلك بعد أن أعلن خبراء أمريكيّون أنّ موقعًا لإطلاق الصواريخ كانت بيونج يانج بدأت تفكيكه في إطار تقاربها مع الولايات المتّحدة بات «عملانيّاً» مجدّداً.

واستناداً إلى صور جديدة التقطتها الأربعاء الماضي أقمار صناعيّة، أكّد مركز الدّراسات الاستراتيجيّة والدوليّة وموقع «38 نورث» أنّ موقع سوهي «بات عملانيّاً مجدّداً».

كما ذكر تقرير للموقع أنّه «استناداً إلى الإنشاءات، إضافة إلى النشاط في مناطق أخرى للموقع، يبدو سوهي وقد عاد للوضع العملاني الطبيعي».

نزع نهائي وكامل

وأعلن مسؤول أمريكي طلب عدم كشف هوّيته أنّ بلاده قادرة على نزع نهائي وكامل للسلاح النووي من كوريا الشماليّة بحلول نهاية الولاية الحاليّة لترامب (يناير 2021).

وأكّد المسؤول الأمريكي أنّ واشنطن ستطلب من بيونج يانج «توضيحات» حول أسباب إعادة بناء موقع لإطلاق الصواريخ البعيدة المدى، مشيراً إلى أنّ الإدارة الأمريكية لم تتوصّل حتى الآن إلى «أيّ استنتاج محدّد في شأن ما يجري هناك».

ولدى سؤال ترامب عن موقفه من المعلومات التي تُشير إلى معاودة العمل بالموقع الكوري الشمالي، أجاب بمواربة قائلاً «سنرى، سنبلغكم بعد نحو عام».

من جهته، قال روبرت بالادينو المتحدّث باسم الخارجيّة الأمريكيّة «نحن على استعداد لبدء مفاوضات بنّاءة مع كوريا الشماليّة»، رافضاً التّعليق عمّا إذا كانت هناك اتّصالات بين واشنطن وبيونج يانج منذ فشل قمّة هانوي بين الزعيم الكوري الشمالي كيم يونغ أون وترامب.

وكان مركز الدّراسات الاستراتيجيّة والدوليّة وموقع «38 نورث» أعلنا الأربعاء الماضي وفقاً لصور التقطت مطلع مارس، عن بدء إعادة الإعمار قبل أو مباشرةً بعد قمّة فيتنام التي فشل خلالها ترامب وكيم في التوصّل إلى اتّفاق.

وحذّر ترامب من أنّه «سيشعر بخيبة أمل كبيرة» إزاء كيم في حال تأكّدت تقارير عن أنّ بيونج يانج تعمل على إعادة بناء موقع سوهي.

وكان مستشار الرئيس الأمريكي للأمن القومي جون بولتون حذّر صباح أمس الأول عبر شبكة فوكس نيوز قبل ورود المعلومات الأخيرة، من أنّه سيكون «مخيّباً جداً الذهاب في هذا الاتّجاه»، مضيفاً «سندرس الوضع بتأنّ، بالطبع سنُراقب ما يفعلون»، مشدّداً على أنّ من المبكر جدّاً التوصّل إلى استنتاجات نهائيّة.

وأظهرت صور ملتقطة في 6 مارس الانتهاء من بناء هيكل سكّة حديد لنقل الصواريخ إلى منصّة الإطلاق «وهو ربّما بات الآن عملانيّاً».

وأزيلت رافعات من المنصّة، فيما يظهر تقدّم في عمليّة إعادة بناء الهيكل المساعد لمنصّة اختبار محرّكات الصواريخ.

وفي سبتمبر، أعلن رئيس كوريا الجنوبيّة مون جاي-إن في ختام قمّة مع الزعيم الكوري الشمالي في بيونج يانج أنّ الشمال وافق على «إغلاق دائم» لموقع سوهي لاختبار محرّكات الصواريخ ومنصة إطلاق أخرى.

وكانت منشأة سوهي منصّة أطلقت منها بيونج يانج قمرين صناعيّين في 2012 و2016.

ويعتقد خبراء غربيّون أنّ إطلاق الأقمار الصناعيّة يساعد في فهم تطوير بيونج يانج للصواريخ العابرة للقارّات القادرة على الوصول إلى الولايات المتّحدة.

وتستخدم منشأة سوهي الواقعة على ساحل شمال غرب كوريا الشماليّة، بحسب الرواية الرسميّة، لوضع أقمار صناعية في مدارها، لكن من الممكن تكييف المفاعلات بسهولة لحمل صواريخ باليستية.

وتتهم الأسرة الدولية كوريا الشمالية بإخفاء برامج عسكرية خلف برنامجها الفضائي.

وفي نهاية يناير الفائت، قالت مديرة وكالة الاستخبارات المركزية الأميركيّة (سي آي ايه) جينا هاسبل إنّ كوريا الشمالية لا تزال تطوّر صواريخ طويلة المدى رغم المحادثات مع الولايات المتحدة.

- «تحدّ» -

وأنهى ترامب وكيم قمّة في هانوي في 28 فبراير بدون اتّفاق أو حتّى بيان مشترك.

وكان ترامب صرّح في مؤتمر صحفي قبيل مغادرته هانوي، «يجب في بعض الأحيان المغادرة، وهذا أحدها».

وبحسب خبراء موقع «38 نورث»، تمت إعادة بناء هذه المنشأة التي تضمّ منصّة إطلاق وموقع لتجربة محركات الصواريخ، «بوتيرة سريعة».

وقال الخبيران في مركز الدّراسات الاستراتيجيّة والدوليّة جوزيف بيرموديز وفيكتور شا إنّ ذلك «يثبت أنّ كوريا الشمالية يمكنها تغيير كلّ الخطوات التي اتّخذتها لتفكيك برنامجها لأسلحة الدمار الشامل بسرعة وبلا تردّد».

وتابعا «إنّه تحدّ لهدف واشنطن نزع الأسلحة النووية نهائيّاً وبصورة يمكن التحقّق منها».

وقال الخبيران إنّ «تصرّفات كوريا الشماليّة تعتبر تحدّياً لاستراتيجيّة الرئيس الدبلوماسيّة وتظهر كيديّة كوريا الشمالية بعد رفض ترامب رفع العقوبات الاقتصاديّة خلال مباحثات هانوي».

واعتبرا أنّ النشاط الكوري الشمالي استمرّ رغم حديث ترامب التصالحي تجاه كيم بعد انتهاء القمة في هانوي، وقرار واشنطن إلغاء مناورتين عسكريّتين رئيسيّتين مع كوريا الجنوبية.

والأحد، اتّفقت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية على استبدال المناورتين وهما «كي ريزولف» و«فاول إيغل» بتدريبات «دونغ ماينغ» (تحالف) التي انطلقت هذا الأسبوع.

وتمّ تغيير التمرينات لتهدئة التوتّر مع كوريا الشمالية بعد الانفراج الكبير الذي طرأ على العلاقات منذ مطلع العام الماضي.

والإثنين الماضي أعرب وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو عن «أمله» في معاودة الحوار مع كوريا الشمالية «في الأسابيع المقبلة» بعد فشل قمة هانوي، مقرّاً في الوقت نفسه بعدم الحصول على «أيّ التزام» من بيونج يانج.

اعتراف بالفشل

في السياق اعترف الإعلام الرسمي لكوريا الشمالية أمس للمرة الأولى بفشل القمة التي جمعت بين الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون والرئيس الأمريكي دونالد ترامب في هانوي، وانتهت بشكل مفاجئ الأسبوع الماضي بدون اتفاق.

وكان يتوقع أن يستند هذا اللقاء الى نتائج اللقاء التاريخي الأول بين الرجلين في سنغافورة العام الماضي، لكنه انتهى بدون أي اتفاق حول تخلي كوريا الشمالية عن برنامجها النووي مقابل رفع العقوبات عنها.

ولم تثر وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية مسألة فشل القمة حتى أمس.

وفي افتتاحية نشرت أمس كتبت الوكالة «الرأي العام في الوطن وفي الخارج ... يشعر بالأسف، ويلقي باللوم على الولايات المتحدة في هذه القمة التي انتهت بدون اتفاق».

وبعد القمة التي انتهت بشكل مفاجئ، حمّل كل طرف الآخر مسؤولية فشل القمّة.

ولكن مباشرة بعد القمة قال الإعلام الكوري الشمالي إن بيونج يانج وواشنطن اتفقتا على مواصلة المحادثات «البناءة» حول نزع السلاح النووي.

وفي اليوم التالي، نشرت صحيفة رودونغ سيمون الكورية الشمالية على صفحتها الأولى صورة لمصافحة كيم وترامب.

مثول أمام المحكمة

على صعيد مختلف قال الادعاء العام ومحامون في ماليزيا أمس إن المرأتين المشتبه بهما في ارتكاب جريمة قتل الأخ غير الشقيق لزعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون ستمثلان أمام المحكمة، لأول مرة، عندما تستأنف المحاكمة في ماليزيا بعد غد.

وتحاكم الفيتنامية دوان ثن هوونج، 30 عاما، والإندونيسية سيتي عايشة، 27 عاما، في جريمة قتل كيم جونج نام، بمطار العاصمة الماليزية كوالالمبور في فبراير عام2017. وأظهرت كاميرات المراقبة المتهمتين وهما تلقيان مادة تبين لاحقا أنها «في.إكس»، المسممة للأعصاب، على وجه كيم الذي فارق الحياة بعد فترة قصيرة من رشقه بالمادة. وتمكنت الاثنتان من الفرار من موقع الحادث آنذاك.

واستدعت الجريمة ذكريات عمليات التصفية التي كانت تتم خلال حقبة الحرب الباردة باستخدام مواد كيميائية قاتلة، وقد أثار الحادث صدمة في الجرأة التي تم بها في مكان عام.

وتقرر استئناف المحاكمة التي بدأت في أكتوبر عام 2017، بعدما وجد قاض دليلا كافيا على أن المتهمتين كانتا جزءا من «مؤامرة متقنة» مع آخرين لا يزالون مطلقي السراح .