1149604
1149604
عمان اليوم

د. فوزي المراياتي: اللغة أداة لتبادل الأصول غير المادية في اقتصاد الدول

08 مارس 2019
08 مارس 2019

في محاضرة بمجلس الدولة حول اللغة العربية وصناعة المعرفة -

نظم مجلس الدولة محاضرة بعنوان «اللغة العربية وصناعة المعرفة» قدمها الدكتور محمد فوزي المراياتي الخبير ببرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وذلك بقاعة النهضة بمجلس عمان.

وألقى المكرم الشيخ محمد بن عبدالله الحارثي رئيس اللجنة الاقتصادية بالمجلس كلمة أوضح فيها أن الاقتصاد لا ينظر إلى اللغة على أنها مجرد موروث ثقافي أو حضاري يجب المحافظة عليه، بل تقوم اللغة بدورين أساسيين في الاقتصاد حيث تعتبر أداة في عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية وهي كذلك صناعة وسلعة يمكن في حالة استغلالها الاستغلال الصحيح أن تساهم في عملية التنمية، مشيرا إلى أنه يمكن اعتبار اللغة العربية أحد أهم مصادر التنويع الاقتصادي، ويمكن أن تكون من القطاعات الرائدة في السلطنة التي توفر الكثير من فرص العمل في حالة وجود مبادرات لدعم صناعات اللغة واعتماد التشريعات المنظمة لذلك، لافتا إلى عدم وجود استراتيجية لاستغلال اللغة العربية في الوقت الحاضر.

وبين في هذا الصدد أن الصناعات الإبداعية والثقافية والتي ترتكز على اللغة الوطنية مكنت الكثير من الدول من تنويع اقتصادها، وزيادة نسبة صادراتها وتوفير الكثير من فرص العمل. عقب ذلك استهل الدكتور فوزي المراياتي المحاضرة باستعراض محاورها ومنها: دور اللغة الاقتصادي والاجتماعي والسياسي، واللغة والاقتصاد، والأصول في الاقتصاد (مادية وغير مادية)، وصناعة المعرفة، وبيئة المنظومة اللغوية الوطنية، ومقارنات دولية، وقضايا اللغة العربية وصناعة المعرفة، بالإضافة إلى تناول حلول ومبادرات السياسة اللغوية (التشريعات والخطط التنفيذية والتمويل). وفيما يتعلق بمحور اللغة والاقتصاد بيّن أن اللغة قطاع اقتصادي ينمو بسرعة حيث تشكل الصناعات والخدمات المعرفية قطاعا اقتصاديا متناميا سريعا مع التوجه نحو المجتمع المعرفي، وأن الصناعة المعرفية أساسها اللغة باعتبار أنها أساس الأصول غير المادية، والصناعات الإبداعية، والصناعات الثقافية.

واعتبر أن اللغة أداة اقتصادية أساسية شأنها في ذلك شأن النقد ، شارحا أن اللغة تقوم بدور أداة لتبادل الأصول غير المادية في اقتصاد الدول يوازي النقد في تبادل الأصول المادية، وأن رسم السياسة اللغوية يشابه تماما رسم السياسة النقدية، وأن الثروة المعرفية للدول كالثروة النقدية ووعاؤها اللغة الوطنية.

وقال إن الاقتصاد يضم أصولا مادية وأخرى غير مادية ، مبينا أن الأصول المادية تشمل رأس المال المادي، والسلع والخدمات المادية بينما الأصول غير المادية تضم المعرفة وصناعاتها ورأس المال الفكري في المجالات الاجتماعية والبشرية والمؤسسية وهي أصول في تنام مستمر.

وتطرق المحاضر إلى وظيفة اللغة كأداة في التنمية الاقتصادية، كما اعتبر أن اللغة العلمية والتكنولوجية تكافئ المال اقتصاديا حيث إنها تتيح تبادل المعلومات المنتجة. وأشار إلى أن تراكم المعرفة باللغة الوطنية يساوي تراكم الأصول غير المادية، متطرقا إلى صناعة المعرفة والاقتصاد القائم عليها. وأورد الدكتور المراياتي في ختام محاضرته مقارنات بين عدد من الدول في استثمار الأصول غير المادية. وجرت خلال المحاضرة التي شهدها عدد من المكرمين وأصحاب السعادة أعضاء مجلسي الدولة والشورى، مداخلات من الحضور حول موضوعها.