صحافة

الاستقلال: ترامب إلى العزل.. ونتانياهو إلى السجن؟

07 مارس 2019
07 مارس 2019

في زاوية أقلام وآراء كتب عباس ضاهر مقالا بعنوان: ترامب إلى العزل.. ونتانياهو إلى السجن؟، جاء فيه:

تزايدت المؤشرات الأمريكية التي توحي بأن «الدولة العميقة» وضعت كل ثقلها المادي والمعنوي، الرسمي والشعبي، وبدأت تعدّ العدة لأعنف هجوم سياسي على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بهدف عزله من إدارة البيت الأبيض، ومنعه من استمرار حكم الولايات المتحدة. بالطبع الأمر ليس سهلاً، خصوصا أن ترامب يستند إلى طبقات شعبية واسعة، تمدّه بالدعم، وتستعد لفتح اشتباك دفاعاً عنه، ليس فقط على منصّات التواصل الاجتماعي، بل في الشوارع. فهل يعني أن الأمريكيين قد يذهبون إلى حرب أهلية بين «الترامبيين» و«الدولة العميقة»؟.

السؤال يبدو غريبا، أو مستبعداً الجواب بشأنه حتى الساعة، بسبب الديمقراطية التي تتحلى بها الساحة الداخلية في الولايات المتحدة، والتي تتقبّل التهجم والإدانة والدفاع وخوض المعارك السياسية بين كل المراكز والقوى، وبمن فيها رئيس الولايات المتحدة.

بالاستناد لتقريرين إعلاميين في «واشنطن بوست» و«سي ان ان»، فإن هناك تحركات جدية توحي بقرب بدء إجراءات عزل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من منصبه. ويتهم «ديمقراطيون» ترامب بأنه يعيق العدالة، وهي تهمة تخوّلهم عزل الرئيس وفق الدستور الأمريكي، في حال ثبت الاتهام بحقه.

وسُجّلت تطورات لافتة في الساعات الماضية، أهمها: التوسع في التحقيق بشأن مؤسسة ترامب وعائلته وشركاته، من أجل إيجاد إثباتات حول مخالفاته.

رغم العلاقات المتوترة بين ترامب والإعلام الأمريكي، لا يمكن تجاهل ما أوردته «سي ان ان»، بأن «عزل ترامب لم يعد مجرد أمر نظري». وينتظر خصومه أن يصل مشروع عزله إلى الكونجرس لبت أمره. لكن رئيس الولايات المتحدة يشحذ همم الأمريكيين، بتأكيده انه بريء مما يثار حوله، لأهداف سياسية. ما يؤكد انّه يريد إثارة الشارع الأمريكي للدفاع عنه، ومنع عزله. امّا الشارع الإسرائيلي، فيترقب مسار الحملات الانتخابية، في ظل محاولة إدانة رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو، لإدخاله إلى السجن، كما حصل مع رئيس حكومة الإسرائيلية الأسبق ايهودا أولمرت.

المستشار القانوني للحكومة الإسرائيلية افيحاي مندلبليت حسم أمر تقديم نتانياهو للمحاكمة في ثلاثة ملفات مختلفة بتهم: خرق الثقة، الغش والرشوة. فدار السؤال في الاعلام العبري: كيف يمكن أن يتنافس لرئاسة الوزراء شخص توجه ضده لائحة شبهات كهذه؟ يسعى نتانياهو إلى الفوز في الانتخابات ضمن حلف يتيح له ان يتبوأ مركز رئاسة الحكومة مجددا، وطرح إجازة القانون الفرنسي، بصيغة إسرائيلية، وهو يقضي بعدم تقديم رئيس وزراء إلى المحاكمة طالما كان يتولى منصبه. يعوّل نتانياهو على تلك الصيغة للتهرب من المحاكمة القاسية التي تنتظره.

لا يبدو أن مرحلة الانتخابات الإسرائيلية ستكون سهلة، ولا عابرة. يخوض الكل معارك «كسر عظم»، من أجل اطاحة كل فريق بالفريق الآخر. ومن هنا حتى التاسع من أبريل، ستتضح المسارات السياسية الإسرائيلية، من خلال استطلاعات الرأي التي لا تُطمئن نتانياهو حتى الآن. وقد يحمل النصف الثاني من شهر أبريل المقبل معه مفاجآت، كما تشير نتائج استطلاعات الرأي.