445
445
إشراقات

الخوالدي: «الإنكار القلبي للمنكر فرض» ينفع الإنسان وينقي قلبه من الآثام ويعطيه حصانة ضد الذنوب

07 مارس 2019
07 مارس 2019

التقصير فيه كمن قصر في «الفرض» وهو بين العبد وربه لا يخضع لشروط القدرة -

عرض : سيف بن سالم الفضيلي -

حذر فضيلة الشيخ المحاضر خالد بن سالم الخوالدي عضو الهيئة التدريسية بكلية العلوم الشرعية من الاستهانة بمسألة الإنكار القلبي وأوضح فضيلته أن الإنكار القلبي «فرض» ينفعنا بأنه ينقي قلوبنا من الآثام ويعطينا حصانة ضد الذنوب ولا نستهين أيضا بالتساهل بعدم إنكار ذنب لأن ذلك يجلب علينا المرض.

ودعا الشيخ الخوالدي في محاضرته «حراسة الذات» إلى أن يراقب الإنسان نفسه وينظر في ذاته كيف تتفاعل مع الذنوب فإذا رأى بأنها تكرهها وتنكرها فهذا خير، حياة قلب فيحافظ عليه. وإذا رأى عكس ذلك أنها تتقبلها وترتضيها وتفرح بها وتأنس بها وتشجع أصحابها فهذا دليل على قدرة قلب يوصلك إلى مواته.

كما دعا إلى أن يرقب الإنسان منطقه فإن وجد طيب الكلام فذلك استمراء لسانه لطيب الكلام فذلك خير، وأما إذا وجد تخلخل اللفظ فربما يشي عن تخلخل القلب فعليه أن يتدارك نفسه.

وأكد أنه لـ «حراسة ذواتنا» فالواجب علينا التعامل مع الطاعات بإقبال وحب لا بتكاسل وإهمال.. وإلى الحلقة الأخيرة من المحاضرة...

في جانب التعامل مع الطاعات يقول فضيلته: الواجب علينا أن نتعامل مع الطاعات بإقبال ولا نتعامل معها بتكاسل وبشغف وحب كمثل ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (أرحنا بالصلاة يا بلال) حينما يطلب منه أن يقيم الصلاة. ويقول: (وجعلت قرة عيني في الصلاة) من منا ينظر إلى العبادات التي يقوم بها هذه النظرة الجميلة اللطيفة، ينظر إليها على أن فيها أنسه وراحته وانشراح صدره وقربه من الله.

ولو كنا ننظر في عباداتنا بهذه النظرة لخففنا مسرعين إليها لكن حينما ننظر إلى العبادات نظرة تكاسل فبلا شك أن هذا منذر بشر، وهو جالب لمرض القلب ومواته.

الحال مع القرآن

وأما الأمر الثالث «ارقب حالك مع القرآن» كيف هي حالك مع القرآن؟ هل أنت من الحريصين على تلاوته أو أنك ممن يصدق عليه شكاية رسول الله صلى الله عليه وسلم التي شكاها إلى ربه حيث قال: (وَقَالَ الرَّسُولُ يَارَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا).

أ أنت هاجر للقرآن أم محافظ عليه؟ هجر القرآن له صور منه: هجر التلاوة وهجر الحفظ ومنه هجر العمل به وهجر التدبر لآياته.

ترك الاتعاظ بمواعظه والازدجار بزواجره هجر له، وحالك مع القرآن معيار تقيّم به نفسك فإن وجدت نفسك متعلقة بالقرآن فأنت على باب من الخير احرص عليه، وأما إن وجدت بينك وبين القرآن نفرة أو صدودا أو هجرانا فهذا باب عظيم من الشر يلج إليك الكثير من الشرور التي ليس لها أول ولا آخر.

اللسان..

وأما الأمر الرابع فمتعلق بـ «اللسان»، هذا علامة على حياة قلبك أو مرضه، قبح اللسان وفحش الكلام هذا يدل على قبح القلب وفحشه.

طيب الكلام وحسنه وخيره يدل على طهارة القلب وطيبه فاللسان كما يقال هو بريد القلب وهو مغرفة القلب، أي أن اللسان يغترف من القلب (الكلمة الطيبة في الحقيقة أنها لا تأتي من الهوى وإنما لها امتداد أصيل في قلبك) فالله جل وعلا يقول: (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء، تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا)، الكلمة الطيبة هنا ليس بالضرورة أن نحجمها فنقول إنها تعني كلمة التوحيد بل كل كلمة طيبة في الحقيقة أنها لها امتداد هي تغترف من القلب لها امتداد أصيل وثبوت في القلب فهي تستمد طيبها من هذا الثبوت القلبي على هذا الخير وهذا الطيب فتكون كالشجرة التي أصلها ثابت وفرعها في السماء والتي تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها.

(وَمَثلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَار) فالكلمة الخبيثة ليس لها ثبوت لأن القلب الخبيث بنفسه قلب مضطرب تأوي فيه الشبهات المتعددة المتضاربة والشهوات المتضادة المتعاقبة.

وكذلك هي الكلمة الخبيثة ليس لها ثبوت، كما أن ذلك القلب ليس له ثبوت فارقب ألفاظك هذه الألفاظ التي تقولها وانظر كيف تنظر إلى اللفظ الخبيث القبيح، هل تنفر منه وتستعظمه، أم انه جار على لسانك وتجد انه سهل على لسانك بالتكلم بالسب والشتم.

النبي صلى الله عليه وسلم يصف المؤمن فيقول بأن (المؤمن ليس بالسباب ولا بالشتام ولا باللعان ولا بالفاحش البذيء) بذاءة اللسان ليست من صفات المؤمن، المؤمن يتحرز من أن ينطق بالكلمة الحقيرة، فإذا كانت الكلمة الحقيرة أسهل ما تكون على اللسان فهذا منذر شر، اختلال، حتى لربما أن بعض الأستاذة لربما يعرفون تغير أحوال التلميذ من منطقه هو، فإن منطقه مضطرب ومختل وليس موزونا وأصبح فيه الكثير من الخلل.

إن الإنسان عليه أن يرقب منطقه فإن وجد طيب الكلام فذلك استمراء لسانه لطيب الكلام فذلك خير، وأما إذا وجد تخلخل اللفظ فتخلخل اللفظ ربما يشي عن تخلخل القلب فعليه أن يتدارك نفسه.

الموقف من المنكر

والأمر الخامس «موقفك من المنكر»، هذا معيار أنت حينما ترى منكرا وخطأ أمامك ما الذي تشعر به خلال هذا المنكر والخطأ؟ هل تشعر بالإنكار لهذا المنكر والكره له والنبذ له وعدم الرضا عنه؟ أو تشعر بالانجذاب له والأنس به والارتياح له؟

مثلا، لو أنك رأيت شخصا يدخن والدخان حرام والعقلاء لا يمترون في ذلك فإن الدخان كله شر وليس فيه إلا الخبث، فما هو شعورك الداخلي؟ هل ترتضيه وتقول إن هذا شيء عادي أو تكره هذا الأمر وتمقته ولا ترتضيه أبدا؟

كل موقف من هذه المواقف فيه دلالة فالأصل في المسلم أن يكون نابذا للمنكر كارها له وخائف منه سواء المنكر الذي يعرض لك أو المنكر الذي تراه أمامك من الآخرين لا بد أن يكون لك موقف وهو الإنكار النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان» هذا الحديث ليس معناه كما يظنه البعض وهو من الأخطاء فيما يتعلق في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ليس المعنى أن الإنسان يبدأ بتغيير المنكر بيده ثم بلسانه ثم بقلبه، لا، أهل العلم يذكرون من فقه الحديث أن نفهم بأن المراد مقلوب الحديث بمعنى أن تغيير المنكر يبتدئ بتغيير القلب، هذا فرض واجب على كل احد لا يعذر منه أي احد.

إذا قصر الإنسان فيه فإنه قصر في أداء فرض هذا بينك وبين الله لا يخضع لشروط القدرة أو غيرها من الشروط.

التغيير باليد وباللسان تحتاج إلى فقه ولا بد أن تتحقق فيه شرائط حتى يستطيع الإنسان أن يغير باليد ويغير باللسان أما التغيير بالقلب فلا شرائط فيه هذا فرض لا بد أن يكون موجودا في الإنسان إذا قصر فيه كمن يقصر في فرض من الفروض التي فرضها الله تعالى.

هذا الموقف الذاتي وهنالك امتداد في هذا الإنكار للآخر وهو قوله (فليغير بلسانه وليغير بيده) وهذا الأمر أمر كما قلنا يخضع إلى فقه معين فإذا تيسرت الأسباب والأحوال والأمور والظروف والاستطاعة للتغيير باللسان فإنه مأمور بالتغيير باللسان وإذا لم يستفد ذلك الشخص من تغيير اللسان فإنه يغير باليد.

محل الحديث قوله (فليغيره بقلبه وذلك أضعف الإيمان) نتكلم عن موقف الإنسان الذاتي عن أمر يراه أمامه، ما هو؟

إذا كنت تنظر إليه نظرة كره ونبذ وعدم رضا به فهذا دليل على حياة القلب، وأما إذا كنت تتقبل هذا الذنب وترتضيه ولا ترى انه شيء فهذا دليل على مرض قلب يوصل إلى موات قلبك هذا الذي علمنا إياه رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال: (تعرض الفتن على قلب ابن آدم كأعواد الحصير عوداً عودا، فأي قلب أنكرها نكتت فيه نكتة بيضاء، وأي قلب أشربها نكتت فيه نكتة سوداء حتى تصير القلوب على قلبين، قلب أبيض كالصفاة لا تضره معصية ما دامت السموات والأرض، وقلب أسود مربادا كالكوز مجخيا لا ينكر منكرا ويعرف معروفا إلا ما اشرب من هواه).

يقول صلى الله عليه وسلم: إن القلوب تعرض لها الفتن والمغريات والشهوات، موقف الإنسان من هذه الفتن التي يراها تعرض له أو يراها أمامه من قبل الناس أحد أمرين؛ إما أن ينكر هذا الشر او هذه الفتنة فتكون النتيجة ينكت في قلبه نكتة بيضاء كناية عن الصفاء والنقاء والطهر والسلامة والصحة للقلب، كلما رأى ذنبا فأنكره نكتت فيه نكتة بيضاء وهكذا.

والثاني (وأي قلب أشربها) مثل ما يتقبل الانسفنج ما يصب عليه من الماء (نكتت فيه نكتة سوداء) كناية عن الظلمة والقدرة والتعطل الجزئي في القلب بالمرض الذي يدب عليه وهكذا يتكاثر كلما رأى ذنبا فتقبله نكتت فيه نكتة سوداء، والنتيجة؛ تصير القلوب على نوعين، الأول وهو القلب المُنكِر، قلب أبيض كالصفاة لا تضره معصية ما دامت السماوات والأرض، والصفاة هي الصخرة الملساء الصلبة لا يستقر عليها شيء من التراب والقذر، ولا تتحطم أو تتزعزع بسبب صلابتها وهكذا يكون القلب المُنْكِر قلب قوي أمام الفتن والمغريات والشهوات والتحديات هذه التي تحصل.

والنوع الثاني، قلب أسود مُربادا - أي كدرا- كالكوز مجخيا - أي الكوب المنكوس- لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا إلا ما أشرب من هواه، هذا القلب الذي لا ينكر المنكر مثل الإسفنجة حتى تتشبع به فلا يستقر إلا ما فيها وهو الشر الذي اشربته فمهما صببت عليه من ماء فوقه لا يتقبل شيئا بامتلائه للشرور، وذلك بقبح تفاعله مع الذنوب، وهذا أثر للإنكار.

إذا علينا ألا نستهين بمسألة الإنكار القلبي فهذا فرض ينفعنا ينقي قلوبنا من الآثام ويعطينا حصانة ضد الذنوب ولا نستهين أيضا بالتساهل بعدم إنكار ذنب لأن ذلك يجلب علينا المرض.

راقب نفسك وانظر في ذاتك كيف تتفاعل مع الذنوب فإذا رأيت بأنك تكرهها وتنكرها فهذا خير، حياة قلب فحافظ عليه، واذا رأيت عكس ذلك انك تتقبلها وترتضيها وتفرح بها وتأنس بها وتشجع أصحابها مثلا فهذا دليل على قدرة قلب يوصلك الى مواته.

الموقف مع البصر

ويشير الخوالدي إلى الأمر السادس (البصر) فيقول: إطلاقه وموقفك منه عموما وحالك مع بصر، هذا علامة ومعيار كيف ترى حالك إذا ما عرضت لك فتنة أو شهوة تنظر إليها ببصرك أأنت من الذين يغضون أبصارهم عن الحرام أم أنت مطلق البصر يتطلب الحرام؟.

إذا كان الواحد يستشعر من نفسه بأن بصره مطلق متفلت ينظر إلى ما لذ وطاب النظر إليه، فهذا شر عظيم يقع فيه.

والبصر هو بريد القلب، الفساد الذي تراه ببصرك يسري إلى قلبك، فإذا ما رأيت منظرا فاسدا حرمه الشرع عليك فاعلم بأن أثر ذلك الفساد يسري إلى قلبك وانت بذلك تمرض قلبك.

والواجب على الإنسان أن يكون عفّ النظر، فإذا رأى الحرام فليستخدم الآلة التي جعلها الله تعالى له وهي لا تكلف عسيرا الغض من البصر (قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُون).

وكما ورد في الحديث القدسي: (يا ابن آدم إني أنعمت عليك بنعم عديدة لا تحصي عددها ولا شكرها وإن مما أنعمت عليك أن جعلت لك عينين وجعلت لهما غطاء فأنظر بعينيك فيما أحللت لك فإن عرض لك ما حرمت عليك فأطبق عليهما غطائهما) أمر بسيط لا يكلف الإنسان عسيرا أن يغض بصره وانت أيها الإنسان بنفسك متحكم في هذه الآلة، فما الذي يمنع الإنسان عن غض بصره عن الحرام ليزكي قلبه وليحفظ فرجه. فإن الله تعالى جمع بين غض البصر وحفظ الفرج وبيّن بأن ذلك سبيل لزكاة القلوب وطهارتها. فأغلب بل كل حوادث الفرج الحرام منشؤها من النظر إلى الحرام، فالنظر كما ذكرنا هو بريد الزنا وهو نوع من الزنا كما قال صلى الله عليه وسلم (والعينان تزنيان وزناهما النظر) إذا على الواحد منا أن يقيم نفسه فإذا كان يرى من نفسه أن بصره مشرع في النظر إلى الحرام فعليه أن يعلم نفسه غض البصر لأن سلوك هذا الدرب يوصله إلى موات القلب بلا شك.

وإذا ما رأى بأنه يعوّد نفسه أن يغض بصره عن الحرام فهو على خير وهذا الغض سيجد حلاوته وأنسه في قلبه.

التفاعل مع الآيات الكونية

أما الأمر السابع، (التفاعل مع آيات الله) كيف تتفاعل مع آيات الله تعالى سواء كانت آيات تنزيلية أو كانت آيات كونية، فالتنزيلية هي الآيات التي أنزلها الله تعالى في كتابه، كيف تتفاعل ما تسمعه من آيات الله، إذا ما سمعت الإمام مثلا يقرأ آيات فيها وعد ووعيد كيف تستشعر في قلبك، هل تتأثر بذلك أو لا تتأثر إذا ما سمعت أمرا من الله أو نهيا من الله، كيف تستشعر في قلبك؟ إذا ما وصفت الجنة كيف تجد نفسك؟ إذا ما سمعت وصف النار كيف تجد قلبك، هل يتفاعل قلبك مع هذه الآيات أو لا يتفاعل؟ هذا مقياس.

الآيات الكونية ما تراه منها أمام ناظريك ما يبثه الله تعالى في الكون من أقدار على الناس من زلازل وبركين وأعاصير وحرائق وخسف وقذف ومسخ وحروب وجوع وأمراض وأسقام وحوادث تراها أمامك وموت وأوبئة.. كل هذه الأحوال التي تراها في دنيا الناس، هل تتأثر بها وتتفاعل معها وتؤثر في نفسك؟ أم أنك لا تنظر إليها على أنها شيء؟ هذا مقياس.

موقفك من سبل الخير والرشد إذا ما رأيتها أمامك، هل تحرص على أن تسلكه أو تعرض عنه وتشيح عنه بوجهك وإذا ما رأيت سبيل شر أمامك، هل تجنح عنه وتبتعد أم تتخذه سبيلا؟ فإذا كنت في الجانب السلبي من هذه الأمور التي ذكرتها فاعلم بأنك على غفلة ممرضة - عياذا بالله - وأن الإنسان بها يحرم من الخير كما قال الله تعالى (سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِن يَرَوْاْ كُلَّ آيَةٍ لاَّ يُؤْمِنُواْ بِهَا وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ الرُّشْدِ لاَ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَكَانُواْ عَنْهَا غَافِلِين) حرموا من الهداية والخير صرفهم الله تعالى عن المنافع والمراشد بسبب انصرافهم والله يجازي الإنسان من جنس العمل، هم صرفوا قلوبهم عن التأثر بآيات الله وصرفوا قلوبهم عن اتخاذ طريق الرشد طريقا يسلكونه وارتضوا ان يتخذوا طريق الغي طريقا يرتضونه ويسلكونه فكانت النتيجة (سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ) فعليك أن تلحظ في نفسك في هذا الجانب أيضا، ما موقفك مع آيات الله وما موقفك مع المراشد التي تراها أمامك او الشرور التي تراها أمامك فهذا معيار تعرف به حياة قلبك أو موات قلبك.

وختم فضيلته المحاضرة بقوله (لا تنتظر تقييما من أحد أو تقويما من أحد مع أن التقويم موجود والخير لا يعدم في الناس لكن الإنسان لا بد أن تكون لديه رقابة على نفسه وحراسة لذاته فيتلمس المراشد ويسلكها وينتبه للمفاسد ويبتعد عنها فقيم نفسك من خلال هذه الجوانب التي ذكرت وانظر في موقعك واعلم أين انت فإن وجدت خيرا فاحمد الله واثبت وإن وجدت شرا فلا تلومن إلا نفسك ولا تتوانى عن إصلاح ذاتك ولا تقصر في توجيه نفسك إلى الخير فأنت مسؤول عنها).