1149251
1149251
مرايا

غنية المجرفية وعالـمها الضـــــوئي بين الماكرو والبورتريه

06 مارس 2019
06 مارس 2019

هوايتها أكسبتها معلـــــــومات علمية عن الحشرات -

أجرى الحوار- يوسف بن سعيد المنذري -

بدأت مشوارها مع العدسة بعشوائية، فكانت تلتقط صورا بلا هدف، حتى أيقنت بأن التركيز في مجال معين سيقودها نحو النجاح، ولم يكن اختيارها سهلا، بل يتطلب الكثير من الجهد والوقت لمطاردة الحشرات والبحث عن أماكن تواجدها وكيفية ضبط الإعدادات، لتنتهي القصة بكبسة زر تبين المعالم الدقيقة للمخلوقات الصغيرة، المصورة المحترفة غنية بنت سالم المجرفية اختارت مجال الماكرو لتضع لاسمها مكانة في سماء الإبداع وتمكنت من تحقيق هدفها ليس بمحض الصدفة، إنما خاضت عشرات التجارب والدورات المتخصصة وتلقي الدروس من الشبكة العنكبوتية، كما تعتبر المجرفية بأن الكاميرا متنفسا يضيء عالمها بالجمال والسعادة تترجم من خلاله الأحاسيس على هيئة صورة. بين ثنايا سطور هذا الحوار سنتعرف على رحلة المصورة غنية منذ بداياتها حتى بلوغها قمة التميز.

- بداياتك مع العدسة كيف ومتى كانت؟ وبمن تأثرت في هذا المجال؟

كانت البداية برغبتي في امتلاك كاميرا احترافية وتمكنت من اقتنائها في عام 2014، وقد كنت آنذاك أقوم بتوثيق المناسبات العائلية فقط وبعض الصور من البيئة المحيطة، حيث كانت الصور الملتقطة قريبة من العشوائية ولا تتقيد بقواعد وأساسيات التصوير واختيار الزوايا المناسبة، ولم أكن أكترث أبداً بالتعمق في علم مفاهيم وأساسيات التصوير الضوئي ومعرفة الزوايا المناسبة للخروج بصور مميزة، ولكن بعد تلك المحاولات البسيطة بدأت تشدني أعمال المصورين المحترفين ووضعت تساؤلا ساهم في تغيير مجرى مشواري مع العدسة وهو: كيف اصبح محترفة؟ حيث شرعت في محاولات جادة أساسها الجودة والإتقان .

وواصلت تجاربي في شتى المحاور الفوتوغرافية، وفيما كنت أتابع أحد المنتديات المهتمة بالتصوير الضوئي شدتني صور لبعض الحشرات بعدسة المصور حمد البوسعيدي التقطت بتقنية الماكرو، وكانت تبرز في محتواها تفاصيل دقيقة وجميلة جداً في الحشرة لم تكن ترى بالعين المجردة، لذلك أحببت تقنية الماكرو وقررت أن أبحر وأتعمق أكثر في هذا المجال لإظهار ما لا يرى في الوضع الطبيعي، والاستمتاع بالتفاصيل الدقيقة للمخلوقات الصغيرة، لذا قررت أن أثبت اسمي كفتاة متخصصة في هذا المجال.

- ما هي المتعة التي تجدينها في التصوير الفوتوغرافي؟

التصوير له متعة خاصة وطابع مختلف، وهذا يعتمد على دور المصور بشكل أساسي من خلال الشروع في إبراز الصورة بمنظور مختلف عن ما تكون عليه في الواقع، ومن زاوية متفردة قد لا يراها غير المصور، فالتصوير له جمالياته في جميع المحاور، ولكن أكثر ما يستهويني هو التصوير بتقنية الماكرو، حيث المتعة الأكبر أجدها في تصوير الحشرات بالبحث عن أماكن معيشتها، ومن خلال مراقبتي للحشرة لفترات طويلة تعرفت على سلوك الحشرات وكسبت معلومات كثيرة عن دورة حياتها وطرق تكاثرها.

- هل تؤيدين استخدام الفلاتر وبرامج التعديل ما بعد التصوير، وأي من البرامج تستخدمي؟

ليس من الضروريات استخدام الفلاتر وبرامج التعديل في بعض المحاور، ولكن بشكل عام فإنها تضيف جمالية رائعة للصورة وتساعد على إخراج صور فنية عالية، كذلك عند استخدام تقنية الماكرو لتصوير الحشرات يتطلب أحياناً توافر فلاتر وبعض المعدات الخاصة التي تساعد في التقريب وتعطي نسبة تكبير مثل حلقات الأكستنشن تيوب.

ومن البرامج التي يلجأ إليها المصور لمعالجة الصور هي (الفوتوشوب واللايت روم) ومن مميزات استخدام البرامج في معالجة الصورة إنها تساعد في تعزيز الإضاءة والتباين وزيادة الحدة وحذف بعض النقاط غير المرغوب فيها بالصورة، وبالتالي جميع ما ذكر يساهم في إبراز جمالية الصورة .

وكوني مصورة في مجال الماكرو استخدم برنامج (الفوتوشوب) وذلك لعملية دمج الصور في حال تصوير ( التكديس ) ويقصد به أخذ أكثر من صورة لنفس العنصر مثلاً (رأس الحشرة) من زوايا مختلفة، حيث يتم دمج الصور بواسطة الفوتوشوب لتعطينا في النهاية صورة واحدة لجزء معين من الحشرات.

- من ساعدك على الوصول للاحتراف؟

يوجد حولي أشخاص لهم فضل كبير في المستوى الذي وصلت له، وسأبدأ من عائلتي وذلك من خلال الدعم المعنوي والمادي والوقوف معي في كل المناسبات، كما كان للمصورين المحترفين دور مهم في صقل موهبتي ولم يبخلوا معي في تقديم المعلومة وكيفية معالجة الأخطاء، ولا أنسى دور جمعية التصوير الضوئي في وقوفها الكبير بجانب المصور العُماني في شتى مجالات التصوير.

- حدثينا عن مشاركاتك المحلية والدولية؟

شاركت في معارض محلية أهمها معرض الحياة الفطرية ومعرض المصورات العمانيات والمعرض السنوي ومسابقة سكوير 2018 وحصلت على الميدالية الذهبية في محور الأحادي، كما شاركت في معرض الأعضاء الجدد الذي أقامته جمعية التصوير الضوئي ومعرض فريق عبري للتصوير الضوئي .

أما عربياً فقد شاركت في مسابقة آڤان الدولية للتصوير الفوتوغرافي وحصلت على الميدالية البرونزية في محور البورتريه ووسام الشرفية في محور الطبيعة وشاركت في معرض أكسبوجر الدولي ثلاث مرات متتالية وشاركت في كتاب عرب بكس، وشاركت في مسابقات دولية تحت مظلة الفياب وحصلت على عدة شرفيات.

- ماذا تعني لك الكاميرا؟

الكاميرا هي المتنفس تأخذني إلى عالم مليء بالجمال والمتعة والسعادة، عالم أعبر فيه عن أحاسيسي التي تترجم في هيئة صورة.

- برأيك هل ساهمت مواقع التواصل الاجتماعي في إثراء المصور؟

وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت من الضروريات، فهناك المنصات العلمية والثقافية والتجارية والفنية، وأتاحت لنا كمصورين بيئة خصبة لنشر أعمالنا بشكل أكبر تتخطى حدود الوطن ويتعرف عليها الجميع حول العالم، كذلك تتيح لنا التعرف على الورش والمحاضرات والمعارض والمسابقات المقامة، أيضاً أصبحت وسيلة سهلة جداً للتواصل مع المصورين والتعرف عليهم لتبادل المزيد من المعلومات والخبرات، أيضاً مكان خصب جداً للحصول على التغذية البصرية من خلال متابعة أعمال المصورين المحترفين عربياً ودولياً.

- ما هي طموحاتك المستقبلية؟

أطمح أن أمتلك أدوات متخصصة في مجال تصوير الماكرو، لتساعدني في الخروج بأعمال قوية وبجودة عالية من حيث التقريب وجودة الصورة، وكذلك أطمح في أن يكون أسمي معروفا دولياً ويكون لي معرض خاص بأعمالي، كما أطمح في نشر هذا الفن وتقديم ورش تساعد الآخرين بالتعرف على عالم الماكرو.

- كلمة أخيرة؟

من يحب شيئا لابد من أن يتعب لينال مراده، والاجتهاد في صقل المهارات بالمعلومات من مصدرها الصحيح، فلا شيء في هذه الحياة يأتي بلا جهد، وعلى المصور أن يطور من نفسه ويعتمد على أفكاره لا على أفكار غيره، فإذا ظل يقلد الآخرين فلن يتطور أبداً وسيبقى متقوقعا في مكانه.