1145834
1145834
مرايا

قلعة نويشفانشتاين بألمانيا تتجمل لزوارها

06 مارس 2019
06 مارس 2019

شيدت في القرن التاسع عشر -

تقف قلعة نيوشفانشتاين بكل شموخ وعراقة على قمة تل فوق بلدية شونغاو عند سفح جبال الألب البافارية. وتعتبر من بين بنات أحلام الملك لويس الثاني، ملك بافاريا، والتي تمخضت عن قصر ساحر على طراز فن الرومانسية الجديدة. وهي عبارة عن قصر فائق الجمال يستحق أن نتحاكى به كما نتحاكى بالقصص الخرافية للجنيات والحوريات.

يحظى هذا المبنى بأعلى نسبة التقاط صور في ألمانيا، ويعد من الوجهات السياحية، داخليا وخارجيا، الأكثر شعبية في بافاريا ويستقبل نحو 4ر1 مليون زائر سنوياً. ومع ذلك فإن السائحين ومرور الأعوام قوضوا البهاء العتيق الذي تميزت به هذه القلعة الشهيرة، فتعرضت بحكم الزمن لشروخ وتصدعات أصابت جدرانها الخارجية، وطالت أيضا بعض ديكوراتها مثل زجاج ملون غير مستقر، وحال لون جدران أخرى أو تغيرت ألوانها، أما الأرضيات الخشبية فقد أصابها التلف وتضررت بشدة، بينما تتسرب مياه الأمطار من الأسقف التي تحتاج إلى إصلاح أيضا.

يقول جون هانسيل المسؤول عن إدارة القصور في بافاريا : نحن شهود على إجراء عملية فريدة من نوعها على مدار القرن وتعتبر الأكبر والأشمل في تاريخ القلعة، فمنذ سنتين تم البدء في تنفيذ أعمال ترميم مهمة للمبنى. حيث تُعد هذه المرة هي الأولى منذ 130 عاماً، التي تجرى فيها أعمال ترميم داخل القلعة، وقد شملت: 93 حجرة وأكثر من 2300 قطعة من بين لوحات وأثاث ومنسوجات ونوافذ وأبواب وحوائط. وهي من الأعمال الأكثر تعقيداً في تاريخ الإدارة والتي ستكلف إقليم بافاريا الفيدرالي حوالي 20 مليون يورو أي ما يعادل 22 مليون دولار.

سيدرك الزائر عند درج الطابق الرابع رائحة الخشب النقية، أما قاعة المطربين وهي أكبر القاعات فتحفها السقالات معاً هي وقاعة العرش. وقد أطلق هانسيل عليها (السقالات الفاخرة) حيث تم تجميعها بشكل رأسي متزايد لتفادي إتلاف الحوائط، كما يُغطى جزء من السقالات بمادة مطبوعة وشبه شفافة تُعيد إنتاج أو نسخ اللوحات الجدارية بصورة تسمح للزائرين بمراقبة العمل الدقيق الذي يقوم به المرممون وهم يحملون فرشاً ومشارط للتنميق وإعادة اللمسات للحلى التي تزين الحوائط.

ولم تؤثر أعمال الترميم على الزيارات المستمرة للقلعة الشهيرة طوال العام، فنرى مجموعة جديدة تدخل كل خمس دقائق إلى القاعة، وتختلف وتتعدد أراء الزوار، فمنهم من يرى أن مراقبة الأعمال وهي جارية مثيرة للاهتمام ومنهم من اعترف بشعوره بالانزعاج والملل. بينما يبرز هاينسيل بعض المزايا كتبادل الأفكار مع المرممين الذي يُكسب المرشدين السياحين مزيد من المعرفة، والتي تعود بالنفع بدورها على زائري القلعة. من ناحية أخرى يمكن تعديل مسارات الجولة خلال القيام بأعمال الترميم خاصة مع غلق بعض القاعات بشكل مؤقت.

استقبلت القلعة خلال تاريخها وحتى اليوم 60 مليون زائر، إلا أن الرطوبة التي تنتج بسبب إخراج الهواء أثناء عملية تنفسهم تضر بشكل كبير بالتصميمات التاريخية الداخلية، حيث تترسب كطبقة رطبة فوق الطلاء والأحجار مما يتسبب في تعفن وتحلل المنسوجات وتلف الجدران. لذا تضمنت أعمال الترميم الجارية نظام تهوية جديد يعمل على امتصاص الرطوبة وتوفير هواء نقي وجاف لحماية هيكل المبنى، وستصبح القلعة مجهزة بنظام أنابيب متقدم يعمل على إخراج هواء ساخن في الغرف. ويشرح هايكو أويمي مسؤول قسم أعمال الترميم في إدارة القصور، قائلاً : سنقوم باستخدام القنوات القديمة لنقل الهواء الساخن لإنشاء نظام التهوية هذا.

من المتوقع أن تمتد الأعمال الخاصة بعملية التجميل الشاملة بالغة التعقيد، حتى عام 2022، إلا أن السقالات التي تغطي البوابة الحصينة سيتم إحلالها وتفكيكها بحلول منتصف هذا العام، وحتى ذلك الحين فعلى السائحين التقاط صورهم مع هذه السقالات. إلا أنه من الجيد أن تتزين من آن لآخر تلك القلاع التي تشبه إلى حد بعيد قصص الجنيات والحوريات والتي نسجها الخيال، ليصبح ولأول مرة الواقع أجمل من الخيال في قلعة نيوشفانشتاين.