khaseeb
khaseeb
أعمدة

نبض المجتمع: عندما يكون التدريب ممنهجا

06 مارس 2019
06 مارس 2019

خصيب عبدالله القريني -

لقد كانت فكرة إنشاء مركز تخصصي للتدريب في وزارة التربية والتعليم خطوة متميزة في سبيل تنمية قدرات التربويين بصورة عامة والمعلمين بصور خاصة، ذلك أن غالبية البرامج التدريبية التي كانت تقدم كانت بمثابة جرعات أو مسكنات- إن جاز لنا التعبير- ، يتم استخدامها عندما يظهر احتياجا تدريبيا آنيا وتنتهي بانتهائه، فهي ليست مخصصة بصورة واضحة بل تنعت بالعمومية، وليس هنالك برنامج متكامل يركز بصورة واضحة على كل فئة من فئات التربويين كما هو حاصل الآن في المركز التخصصي.

حيث هنالك مهارات ومعلومات واتجاهات تتمثل في برنامج متكامل من مختلف الزوايا يهتم بكل فئة من فئات الحقل التربوي، فالمعلمون الجدد لهم برنامج مختلف يركز على أساسيات العمل التربوي، ويتدرج في إعطاء المعلومات وإكسابهم المهارات المطلوبة بما يتناسب مع تكوينهم التربوي والأكاديمي السابق وبين ما يجب أن يمارسوه من أعمال ميدانية تربوية في الحقل التربوي، بحيث يكون هنالك نوع من التكامل ما بين الجانبين.

كما يركز برنامج شركاء المركز بمختلف تخصصاته على إعطاء المعلم الأول أهميته الكبيرة التي قد لا يعيها البعض كونها الأساس الذي يقوم عليه الإشراف التربوي، فهي أولى مراتب وحلقات العمل الإشرافي ومنه ينطلق، فالمعلم الأول هو الأكثر احتكاكا بالحقل التربوي سواء تعلق الأمر بجانب المعلمين أم ببقية مكونات البيئة المدرسية، وبذلك فهو الأقدر منطقيا على ممارسة العمل الإشرافي بكثير من الشفافية، وفي هذا الجانب ركز المركز التخصصي على هذا المجال بصورة لافتة لدرجة أن حاول أن يعطي الجانب التخصصي لكل فئة من فئات المعلمين الأوائل خصوصيتهم التي تميزهم عن بقية التخصصات، واهتمت برامج المركز التخصصي أيضا بفئات القيادة التربوية وخبراء الأشراف التربوي، لما لهم من أهمية في دعم الحقل التربوي وتطويره.

لقد قضيت ثلاثة فصول دراسية ضمن أروقة المركز التخصصي للتدريب ضمن برنامج خبراء الأشراف التربوي، كانت بمثابة صقل وتنمية للمهارات التي امتلكتها من خلال فترة عملي الإشرافي الذي امتد لأكثر من 15 سنة مضت، وقد أضاف لي المركز الكثير من المهارات والمعلومات والقيم والاتجاهات التي يجب أن يمتلك ناصيتها كل مشرف تربوي إذا أراد أن يحقق ويبدع في مجال عمله، فالركون إلى الخبرات الفردية لا يحقق التطور والتقدم ما لم يكن ممزوجا بالممارسات العلمية العملية التي تسعى إلى التكامل ما بين الخبرة والعلم.

إن وجود أسبوع تدريبي كل فصل دراسي في هذا البرنامج لم يكن لاكتساب المعلومات فقط بقدر ما كان هنالك تركيز واضح على ممارسة المهارات المختلفة واكتساب قيم واتجاهات إيجابية ليس أقلها وجود تعاون وتبادل خبرات بين مجموعة مختلفة من المشرفين التربويين من مختلف محافظات السلطنة، سعوا جميعهم ليكون التميز عنوانهم، والعمل المثمر ديدنهم.

وأنا أستعد لدخول الفصل الرابع من هذا البرنامج الأحد المقبل لا يسعني إلا أن أشكر مدربة البرنامج الأستاذة علية المعمرية على جهودها المخلصة التي بذلتها معنا طوال الفترات السابقة للبرنامج وتحملها الكثير من الاستفسارات والأسئلة حول ما يجب القيام به من أعمال، كما اشكرها على حرصها الدائم على ضرورة الحفاظ على تحقيق مختلف الأهداف التي يسعى لها هذا البرنامج، كما اشكر الزملاء المشرفين والمشرفات على جهودهم وتعاونهم الدائم لتحقيق أهداف البرنامج.

متمنيا أن يكون التطور هو مسعى هذا المركز بحيث يكون هو الأساس الذي من خلاله نستطيع أن نبني ونطور من أدائنا التربوي مما ينعكس إيجابا على العملية التربوية والتعليمية بصورة عامة.