oman-logo-new
oman-logo-new
كلمة عمان

أسواق جديدة للمنتج العماني

05 مارس 2019
05 مارس 2019

تكمن قوة أي منتج في وصوله إلى الأسواق الخارجية بعد أن يكون قد وجد القبول المحلي، بمعنى أن قوة المنتج من قوته محلياً في المقام الأول، وهنا تأتي عناصر التجويد وترسيخ الثقة عبر العديد من العناصر في إطار الصناعة المجيدة التي تصل إلى الأهداف المبتغاة وراء أي سلعة معينة من السلع.

يحاول المنتج العُماني أن ينافس على صعيد الأسواق الخارجية وفي هذا الباب تأتي أهمية المعارض الخارجية التي تعرض المنتجات العُمانية في أسواق العديد من البلدان والعواصم، هذه الخطوة التي تعتبر ضرورية في لفت الانتباه ومدّ جسور التواصل وتعريف الآخرين بالسلع المحلية.

خلال السنوات الماضية كان ثمة حرص مستمر على تعريف العالم بالمنتجات العمانية عبر مناسبات متعددة ومعارض في جميع البلدان؛ بما ينقل صورة حية عن هذا المنتج، وتأتي في هذا الإطار جهود لجنة معرض المنتجات العمانية «أوبكس»، التي أعلنت عن معرض جديد لها في مدينة كيغالي عاصمة جمهورية رواندا، التي سوف تكون المحطة القادمة لتسويق وترويج المنتجات العمانية .

سواء تعلق الأمر بمحطة كيغالي وقبلها نيروبي وأديس أبابا، فإن السوق الإفريقية عامة تعتبر من الأسواق الواعدة التي يعول عليها في ترويج المنتجات المحلية، لاسيما أن إفريقيا ترتبط بوشائج قوية مع السلطنة منذ القدم، ويمكن الاستفادة من ذلك في تحريك الحاضر والمستقبل، لكن هناك ظروف موضوعية على مستوى الراهن تتمثل في أن القارة الإفريقية تعتبر من القارات الواعدة التي ينظر إليها العالم كسوق مستقبلي منفتح وكبير.

تبدي سياسة السلطنة التسويقية الآن اهتماما بالسوق الإفريقية لاسيما شرق ووسط أفريقيا ومن هنا فإن اختيار الدول في هذه المناطق من القارة الإفريقية يعتبر خطوة جيدة ومدروسة، يمكن أن تأتي بالثمار الطيبة، فرواندا على سبيل المثال تستورد منتجات من الخارج بنسبة 74 بالمائة وهذا يشكل فرصة للسلطنة للاستفادة من هذا الشيء. يضاف إلى ذلك أن السوق الرواندية تعد من أعلى وأسرع الاقتصاديات نمواً في شرق افريقيا .

من خلال التجارب السابقة هناك الكثير من الفوائد الملموسة في اكتشاف الأسواق والوصول إليها، في عالم بات يؤمن بالتكامل الاقتصادي كمدخل للاستقرار وتحقيق الحياة الكريمة للشعوب.

ومن هذه الفوائد على سبيل المثال لا الحصر، الحصول على الصفقات التجارية والتعاون الاستثماري وإبرام الاتفاقيات والوكالات التجارية لبعض المنتجات من بلدان أخرى وغيرها من المحصلات المفيدة.

أيضا ينبغي الإشارة إلى أن المقصود بالمنتج العماني يتسع ليشمل كافة المنتجات ابتداء من المنتجات الحرفية البسيطة إلى الصناعات الكبيرة، كل ذلك يمكن أن يشكل بوابة للتعاون المثمر والجاذبية لمدّ جسور الاستثمارات وتشكيل العلاقات البينية الأكثر رسوخاً في المستقبل.

إن خرائط العالم الاقتصادي المعاصر تتغير بسرعة وهي في طور تشكيل لم يكتمل، ومن شأن ذلك أن يحقق الفوائد السريعة للدول التي ترغب الاستفادة من هذا العالم الجديد، ولاشك أننا في السلطنة نسعى لهذا الشيء من تحقيق الأهداف البعيدة بما يخدم التنويع الاقتصادي ورفاهية المواطنين والمستقبل المشرق.