العرب والعالم

الحسيني: المسجد الأقصى يمر في أحلك الظروف

05 مارس 2019
05 مارس 2019

بينيت يطالب نتانياهو بهدم وإخلاء «الخان الأحمر» -

رام الله عمان نظير فالح:-

قال وزير شؤون القدس عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية عدنان الحسيني، أن المسجد الأقصى في شرق مدينة القدس يمر في أحلك الظروف هذه الأيام بسبب ممارسات إسرائيل.

وقال الحسيني لإذاعة (صوت فلسطين) الرسمية، أمس، إن «المسجد الأقصى يتعرض لمؤامرة إسرائيلية كبيرة طيلة الأعوام الماضية واشتدت مؤخرا».

وأضاف الحسيني أن «المطلوب التعامل مع القضية بالهدوء حتى يتم تضييع الفرص على إسرائيل من العبث بمصير المكان»، داعيا الأمتين العربية والإسلامية إلى «وضع حد للحكومة الإسرائيلية وعبثها في المسجد الأقصى».

وانتقد الحسيني الموقف العربي والإسلامي إزاء ما يجري في المسجد الأقصى والقدس، مطالبا إياهم بتفعيل أدوات ضاغطة على إسرائيل وليس إصدار بيانات إدانة وشجب فقط «لأن التعامل بهذه الطريقة لم يعد مقبولا على أي صعيد».

وبشأن قرار السلطات الإسرائيلية بإبعاده عن المسجد الأقصى لمدة أسبوع، رفض الحسيني القرار الإسرائيلي واعتبره غير قانوني كونه لم يقم بأي عمل مخالف.

وقال إن «الإبعاد أصبح طريقة تعامل في قضية المسجد الأقصى وهناك المئات من قرارات الإبعاد بينهم شخصيات دينية ووطنية، وهذا إفلاس أمني وسياسي لإسرائيل ولا يمكن أن يحل المشكلة».

وفي وقت لاحق، سيعقد مجلس الأوقاف الإسلامية في القدس اجتماعا طارئا لبحث التصعيد الإسرائيلي في المسجد الأقصى وإغلاق مصلى الرحمة التابع له.

وقال نائب المدير العام للأوقاف الإسلامية في القدس ناجح بكيرات في تصريحات إذاعية، إن الاجتماع يأتي في ضوء ما يجري من تصعيد إسرائيلي في المسجد الأقصى.

وذكر بكيرات، أن الاجتماع سيؤكد على أن مصلى باب الرحمة جزء من المسجد الأقصى وتم فتحه ولن يغلق أبدا والأولوية لترميمه.

وأضاف أن الاجتماع سيرد على ادعاءات إسرائيل وأجهزتها القضائية، مؤكدا أن المسجد الأقصى لا يخضع لقرارات إسرائيلية ولا نعترف بمحاكمها.

وأصدرت محكمة الصلح في القدس أمس، حكما يقضي بأن على الأوقاف في شرق القدس تقديم ردها في غضون أسبوع على مطلب السلطات الإسرائيلية بإغلاق مبنى «باب الرحمة» وإلا فإن المحكمة ستحكم بإغلاقه.

وكان مصلون فلسطينيون أعادوا قبل أسبوعين، فتح باب الرحمة في الجهة الشرقية من المسجد الأقصى وأدوا صلاة الظهر في المصلى التابع له بعد أن أغلقته إسرائيل منذ عام 2003.

وجاء ذلك بعد أن وضعت السلطات الإسرائيلية سلاسل حديدية على البوابة الخارجية للباب المغلق أصلا وهو ما أثار احتجاجات فلسطينية ومواجهات مع الشرطة الإسرائيلية

وفي موضوع آخر، طالب رئيس حزب «اليمين الجديد»، نفتالي بينيت، رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتانياهو، إخلاء التجمع البدوي الخان الأحمر، شرق القدس المحتلة، قبل انتخابات «الكنيست» الإسرائيلية التي ستجرى في التاسع من أبريل المقبل.

وتسكن في الخان الأحمر مئات العائلات الفلسطينية من قبيلة عرب الجهالين، بعد أن اقتلعوا من أراضيهم في عام النكبة من النقب.

ودعا بينت إلى تنفيذ توصيات المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينيت)، بشأن إخلاء التجمع البدوي بموجب قرار صادر عن المحكمة العليا، التي ردت التماس الأهالي ضد إخلائهم وتهجيرهم لتوسيع المشاريع الاستيطانية فوق الأراضي في المنطقة.

ونقلت صحيفة «يسرائيل هيوم» العبرية، أمس، عن بينيت قوله مخاطبا نتانياهو: «عندما اتخذت قرار تأجيل الهدم قلت لك إنه في وقت لاحق سيكون الأمر أكثر صعوبة، وستصوت أنت ووزير الأسبق أفيغدور ليبرمان، على تأجيل الهدم»، مضيفا: «إذا كانت هناك شرفة غير قانونية في تل أبيب، لكان قد تم هدمها في غضون 48 ساعة، يجب تنفيذ الهدم بالخان الأحمر في غضون فترة قصيرة من الزمن».

تأتي تصريحات بينيت بعد ستة أشهر من مصادقة المحكمة الإسرائيلية العليا على إخلاء الخان الأحمر، واتخاذ «الكابينيت» قرارا من حيث المبدأ بتنفيذ قرار المحكمة، وقد تعهد نتنياهو بـ«إخلاء الخان الأحمر قريبا» أو «في غضون أسابيع قليلة»، لكنه لم ينفذ القرار.

وتعتقد الأوساط السياسية الإسرائيلية، أن نتانياهو امتنع عن إخلاء الخان الأحمر بسبب الضغط الدولي الكبير عليه لعدم القيام بذلك، وهو يخشى أن يؤدي الإخلاء إلى تدخل محكمة العدل الدولية في لاهاي.

وكانت سلطات الاحتلال قد أمهلت أهالي الخان الأحمر حتى الأول من أكتوبر الجاري لهدم منازلهم ذاتيا، وإلا ستقوم قوات بذلك تنفيذا لقرار المحكمة العليا الإسرائيلية من شهر أغسطس الماضي، بعد رد الالتماس بزعم أن التجمع السكني أقيم بدون تراخيص وفوق ما يسمى «أراضي دولة».

وردت المحكمة العليا الإسرائيلية في الخامس من سبتمبر من العام الماضي، التماسا ضد هدم قرية خان الأحمر، الواقعة شرقي القدس وداخل الضفة الغربية، ونظرت المحاكم الإسرائيلية خلال تسع سنوات في العديد من الدعاوى والالتماسات التي قدمها سكان القرية وجهات استيطانية.