1151226
1151226
المنوعات

في محاضرة قدمها مدير المعهد الوطني المغربي: أقدم مكتشفات للإنسان العاقل تعود لما قبل 300 ألف سنة في المغرب

05 مارس 2019
05 مارس 2019

كتب - عاصم الشيدي:-

استعرض الدكتور عبد الواحد بن نصر مدير المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث بالمملكة المغربية أمس بقاعة التعليم بالمتحف الوطني تفاصيل حفريات جبل ايجود في المغرب واكتشاف جماجم لأقدم إنسان عاقل على وجه الأرض والتي تعود إلى ما قبل 300 ألف سنة والتي تعتبر اليوم أقدم دليل علمي على وجود الإنسان على وجه الأرض متجاوزة الاكتشافات العلمية السابقة التي تشير إلى أن أقدم مكتشف لآثار بشرية لمرحلة الإنسان العاقل تعود إلى 200 ألف سنة فقط.

ويشكل هذا الاكتشاف إلى قفزة نوعية مقدارها 100 ألف سنة بين الاكتشاف السابق والذي كان في أفريقيا الشرقية والاكتشاف الأخير في المغرب.

والإنسان العاقل هو الاسم العلمي للنوع الوحيد غير المنقرض من جنس البشر.

ووجد في الموقع خمس جماجم لثلاثة بالغين ومراهق وطفل إضافة إلى بعض العظام. وقال عبد الواحد: إن أهمية هذا الاكتشاف تكمن في أن مواصفات الإنسان المكتشف تتوافر على نفس مواصفات إنسان اليوم خاصة فيما يتعلق بالسحنة والأسنان والفك، إلا أن الدماغ يعتبر بدائيا إلى حد ما بالمقارنة بتطور دماغ إنسان اليوم.

وبدأ الباحث محاضرته بوضع إطار زمني يتفق عليه العلماء في تقسيم العصور الزمنية حيث أن مرحلة ما قبل التاريخ تحدد بما يزيد على مليون سنة، ومرحلة «قبيل التاريخ» وتحدد بـ4000 سنة، والتاريخ وتحدد بفترة 2000 سنة. ثم يقسم العلماء مرحلة ما قبل التاريخ وتعرف بالعصر الحجري تقسم هي الأخرى إلى أربعة مراحل منها مرحلة العصر الحجري الوسيط، مشيرا أن جماجم الإنسان العاقل المكتشفة تنتمي إلى مرحلة العصر الحجري الوسيط التي يحددها العلماء بقدم يعود إلى 300 ألف سنة إلى 35 ألف سنة.

وتعتبر قارة أفريقيا مهد للبشريات المختلفة قبل أن ينتقلوا إلى مختلف قارات العالم المعروف اليوم، وتشير الدراسات، وفق المحاضر، إلى أن أقدم خروج للإنسان حدث في فترة تعود زمنيا إلى 1.9 مليون سنة وهي مرحلة ما قبل الإنسان العاقل المعروف اليوم، مشيرا أن تطور الإنسان أدى إلى ظهور الفصائل الجديدة، لكنه أكد على فكرة التطور المتشعب الذي شهده الكائن البشري. وحدد الباحث أن خروج الإنسان العاقل مكتمل الصفات الذي ينتمي له الجنس البشري بشكله اليوم من أفريقيا إلى بقية قارات العالم إلى فترة زمنية تبعد بحوالي 200 ألف سنة.

ومنذ ثمانينات القرن الماضي كان سائد لدى العلماء أن الإنسان العاقل نشا في منطقة جغرافية محدودة جدا في أفريقيا الشرقية إلى أن ظهرت مكتشفات جبل ايجود حيث بدأت فيه الحفريات في ستينات القرن الماضي وشاب تلك الحفريات الكثير من الغموض.

وفي عام 2004 شهد الموقع حفريات أخرى حيث تم التوصل إلى رفع هندسي يفوق العشر طبقات وكانت المفاجأة في الطبقة السابعة التي وجد فيها بقايا الإنسان المفاجأة إضافة إلى أحجار جميلة، وبقايا حيوانات مثل الغزال الذي كان مستخدما بكثرة لديهم وقشور بيض النعام. وكان المفاجأة الكبرى عندما أكدت فحوصات الإشعاع الحراري والإفرازات النووية أن عمر هذه المكتشفات 300 ألف سنة.

حضر الندوة مجموعة من معلمي مادة التاريخ وطلاب المدارس ومتخصصين في علم الآثار.