صحافة

عقار مضاد للاكتئاب وانتشار «الاكتئاب المبتسم»

04 مارس 2019
04 مارس 2019

الاكتئاب من الأمراض النفسية التي يلزم البحث لها عن علاج، ومؤخرًا توصل علماء في جامعة كمبريدج إلى إمكانية علاج الاكتئاب، بحسب تقرير كتبته روزي تايلور لصحيفة «ديلي ميل» حول إمكانية علاج هذا المرض، أشارت فيه إلى أن العلماء اكتشفوا أن عقارا مضادا للاكتئاب يمكنه «تحسين الشيخوخة» لدى الملايين ، عن طريق إبطاء تقدم مرض الزهايمر ومرض باركنسون.

وقالت الصحيفة: إن التجارب الأولى كشفت في وقت لاحق من هذا العام تحديد ما إذا كان دواء ترازودون «trazodone» قادرا على حماية المرضى ضد تطور الظروف العصبية، وأضافت: «في حال كانت التجارب المبكرة على البشر الأصحاء ناجحة ، فإن الباحثين سيختبرون العقار على مرضى الزهايمر وباركنسون»، ويتوقع العلماء أنهم سيتمكنون من التأكد من مدى فعالة العلاج في غضون 5 سنوات.

ونقلت الصحيفة عن البروفيسورة، جيوفانا مالوتشي، من معهد أبحاث الخرف بالمملكة المتحدة خلال مؤتمر «الخرف 2019» في لندن الأسبوع الماضي قولها: إن الدواء يعتقد أنه يعمل من خلال زيادة معدلات إنتاج البروتينات التي تحمي من موت خلايا المخ وهي عملية تعرف باسم تخليق البروتين، وأضافت إن «تأخير هذه العملية (انحلال خلايا المخ)، سيحسن الشيخوخة لدى كبار السن، الأمر الذي سيعد نتيجة جيدة بشكل مثير للدهشة في علاج الخرف». وأشارت مالوتشي إلى أن العقار لن يكون «دواء فعالا» يمنع ظهور الخرف، ولكن النتائج الإيجابية من خلال التجارب الأولى على الفئران، تشير إلى أنه قد يكون ناجعا في إبطاء تقدم الحالة لا أكثر.

وفي سياق متصل نشرت صحيفة «الصن» تقريرا حول ما يطلق عليه «الاكتئاب المبتسم»، قالت انه أصبح منتشرا بشكل كبير في الآونة الأخيرة، وانه أخطر الأمراض العقلية، ووصفته بأنه حالة يبدو فيها الشخص سعيدا بينما هو يعاني من أعراض اكتئاب داخلي، وأن الأبحاث تزايدت لمعرفة ما هي هذه الحالة المرضية على وجه التحديد. ونقلت الصحيفة عن أوليفيا ريميز، طالبة دكتوراه في جامعة كامبريدج، قولها إن «الاكتئاب المبتسم» ليس مصطلحا تقنيا يستخدمه علماء النفس، بل هو تسمية علمية لمن يصاب بالاكتئاب وينجح في إخفاء الأعراض، محذرة من أن هذه الحالة تعرض الناس لخطر الانتحار، وهي أكبر قاتل للأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 35 عامًا في المملكة المتحدة.

وقد يكون من الصعب للغاية تحديد المرضى المصابين بـ«الاكتئاب المبتسم»، فهم يظهرون وكأنهم لا يعانون من أي سبب للحزن ، حيث لديهم وظائفهم ومنازلهم وربما أطفال وشركاء حياة، ويبتسمون حين يحييهم الناس، فضلا عن إجرائهم محادثات ممتعة مع الآخرين، وهم بذلك يعيشون حياة طبيعية ونشطة على الدوام، بينما يشعرون في الداخل باليأس والحزن، وفي بعض الأحيان تراودهم أفكار بالانتحار وإنهاء حياتهم.

أما أعراض هذا المرض فتشمل الإفراط في الطعام، والشعور بالثقل في الذراعين والساقين، والتعرض للأذى بسهولة من خلال النقد أو الرفض، والشعور بالاكتئاب بشكل أكبر في المساء، فضلا عن الشعور بالحاجة إلى النوم لفترة أطول من المعتاد.

ويقول التقرير انه يصعب تحديد السبب المباشر للإصابة بالاكتئاب المبتسم، والمصابون به غالبًا ما يعانون من المزاج المتقلب، وهم أكثر عرضة لتوقع الفشل ومواجهة صعوبات التغلب على بعض المواقف المحرجة أو المهنية ويميلون إلى التفكير السلبي.

ويعد الاكتئاب شائعا للغاية باعتبار أن نحو واحد من كل 10 أشخاص يعاني منه، في حين أن هناك ما بين 15% و40% من هؤلاء يعانون من هذا «الاكتئاب اللانمطي»، وعلى المريض أن يعترف بإصابته بالمرض كخطوة أولى على طريق العلاج.