salem
salem
أعمدة

نوافذ :الرهــــــان

04 مارس 2019
04 مارس 2019

سالم بن حمد الجهوري -

[email protected] -

اكبر التحديات وأخطرها التي نواجهها في حياتنا اليومية ، هي تلك الإجراءات العقيمة متداخلة الاختصاصات والتي لا تنجز شيئا ، بل تضيف عبئا ثقيلا على التنمية ، وبعد كل هذه السنوات التي عايشناها منذ 1970 فإن التحدي أصبح اليوم أكبر من ذي قبل وأكثر خطورة ، وباتت العديد من المشاريع في القطاعين العام والخاص التي يراد لها أن تضيف فارقا في التنمية ، وتعزز الإيرادات غير النفطية ، معرضة للتأخير، لتوسع الاختصاصات والصلاحيات ، التي يقابلها أيضا توسع مساحة الوقت في إنهاء الإجراءات وتأخر المعاملات اليومية على المكاتب أملا في فرج قريب ترى النور من خلاله .

مؤسسات حكومية استطاعت ان تحقق اختراقا مهما في هذا الأمر دون توجيه أو انتظار في تبسيط الإجراءات ، فأوجدت حكومة إلكترونية مصغرة في نطاق عملها اليومي ، وتمكنت أن تقود قاطرة التغيير، وأن تتبوأ مكانة لها في هذا الفضاء الإلكتروني ، الذي سهل وقرب وضاعف الإنجاز في أقل وقت ممكن وهذا يحسب لها .

المشكلة تتخلص في نقطتين تعاظمت في السنوات الأخيرة ، الأولى : هي معاناة العديد من الراغبين في إنشاء وتوسيع أعمالهم الخاصة وتنفيذ مبادرات عصرية تحقق أحلامهم ، للأسف لا يدرك البعض أنه في حالة نجاحه سيعفي الدولة من تبعات تكاليف مالية في حالة أن بقي هذا المواطن باحثا عن عمل ، بل يجب تبنيه ودعمه بأسرع ما يمكن حتى يخرج من قائمة الباحثين عن عمل .

الثانية: وهذه الأصعب حيث إنها لم تتبلور أمام العديد من المتابعين «الأسباب الحقيقية « التي تقف في وجه المشاريع الكبيرة والمتوسطة للحكومة التي يراد تنفيذها ، تتمثل في تعثرها أحيانا ، وتوقفها أحيانا أخرى ، مما يعطل تلك المشاريع الاستراتيجية ويوجد علامات استفهام حولها ، التي يراد منها أن تخدم عددا من الأهداف ، كإيجاد الفرص الوظيفية للمواطنين ، وتنويع مصادر الدخل وتعظيم الاستثمار وجعله منطقة جذب للعالم ، وتعزيز الموارد .

للأسف فإن النقطتين السابقتين تحتاجان منا الى جهد غير عادي للتغلب عليهما ، لا نقول كل شيء يتعطل ، بل إن نسبة ما يتعثر، أعلى من الذي ينجز ، في وقت أقل أو قبل موعده الزمني ، لكن كيف يمكن الوصول الى الأهداف الزمنية ، هنا لابد من التفكير خارج الصندوق ، كما يسميه الرياضيون في مصطلحاتهم ، وهو الإتيان بأفكار ابتكارية تناسب المرحلة وتخدم التنمية وتوفر الوقت وتقضي على البيروقراطية التي ما زالت تعشش في أفكار البعض ، وهذا البعض من يحتاج الى التحرر من تلك المعتقدات الإجرائية ، أكان في الأداء الحكومي أو الخاص ، ولعل نقل المؤسسات الخدمية من الأداء الحالي الى مسار أقرب الى نظام الشركات كما هو في بعضا منها ، قد أصبح مطلبا ، وقد حقق بعضها نجاحا من خلال التحرر الأدائي ، وتوسيع الصلاحيات ، ومنح الموظف المزيد منها ، هذا سيوجد جيلا بفكر عصري أوسع ، وبسط مساحة التنافس بين تلك المؤسسات وتحفيز موظفيها واعتماد نظام المكافآت في حالة النجاح ودعم أفكار الشباب وإسناد المسؤوليات لهم ، وتعزيز أدوارهم ، بالتأكيد يهيئ الى حالة من التغير في أداء الأفراد والمؤسسات ، وبدورة سيفرض توجها الى التنافسية في المنطقة .

العالم اليوم صغير بـ » ما يتخيله عقلك « ، وكل المعلومات متوفرة عن أي أداء أو مشروعات ، والتفوق في جذب الاستثمار والابتكار في المؤسسات التي تستطيع أن توجد مصادر دخل مبتكرة ، يعتمد على الأدوات المستخدمة والوقت والتسهيلات والحوافز وتوفير الضمانات ، ولعل ابرز العناصر التي تتميز بها السلطنة هي الأمن والاستقرار والموقع الجغرافي ، ويمكن الوصول الى الجاذبية التي تكون عنصر ترجيح ، وهذا ما يفتقده العديد من المحيطين في هذه المنطقة ، لكنهم استطاعوا أن يوجدوا البدائل ، فيما لدينا وسائل أكثر قدرة على التفوق ، لو أحسنا القدرة على استثمارها .