1148829
1148829
الاقتصادية

مؤتمر «الخصوصية في شبكات التواصل الاجتماعي» يستعرض ثغرات الاختراق وطرق الحماية

03 مارس 2019
03 مارس 2019

سالم المعشني: معلومات الحماية الإلكترونية متوفرة ويجب أن تُعمم لنحمي خصوصياتنا -

كتب - عامر بن عبدالله الأنصاري -

بدأت أمس أعمال المؤتمر الثاني حول البيانات الشخصية، والتي حملت عنوان «الخصوصية في شبكات التواصل الاجتماعي»، وذلك بتنظيم مركز الشرق الأوسط للاستشارات والدراسات بشراكة استراتيجية مع هيئة تقنية المعلومات.

ورعى افتتاح المؤتمر - الذي أقيم بفندق كراون بلازا بحي العرفان- معالي الشيخ سالم بن مستهيل المعشني المستشار بديوان البلاط السلطاني، الذي أكد في تصريح له بأن وقت المحاضرة يعد مناسبا جدا في ظل الانتشار الواسع لمستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي من مختلف مستوى الأعمار والأفكار، وقال: «حسابات مواقع التواصل الاجتماعي بشكل عام - الشخصية والرسمية للمؤسسات- تتعرض لمخاطر كثيرة منها الاختراقات وتؤدي إلى انتحال شخصيات بعض الأشخاص وبالتالي تتم من خلال ذلك عمليات سرقة وتمس بممتلكات الناس وخصوصياتهم، والندوة تُسلط الضوء على أبعاد هذه المشكلة من كل الجوانب، ومما استمعنا إليه في المؤتمر موضوع في غاية الأهمية ونتمنى أن تُعمم مثل هذه المعلومات والبيانات على الرأي العام، حتى نستطيع أن نحمي خصوصياتنا أولا بأول في هذا العالم المتطور والمتسارع المليء بالجديد دائما، وتمنياتنا أن يتم الاستفادة من هذه المعلومات».

أكاديميون وخبراء

وأكد الدكتور علي بن سهيل تبوك الرئيس التنفيذي لمركز الشرق الأوسط للاستشارات والدراسات أن المؤتمر - الذي حضره عدد من أصحاب المعالي والسعادة - يشارك فيه نخبة من الأكاديميين والخبراء والمختصين في مجال البيانات الشخصية وسيتطرقون في جلساتهم إلى مواضيع وقضايا بالغة الأهمية على المستوى الدولي كنظم حماية البيانات الشخصية في الاتحاد الأوروبي والدول العربية والقوانين الجديدة لتنظيم البيانات الشخصية التي تلامس المواضيع الجديدة.

وقال تبوك: «إلى جانب فوائد مواقع التواصل الاجتماعي إلا أن هناك الجانب المظلم فباتت مرتعا خصبا للكثير من الاستخدامات السيئة أخطرها سرعة تداول الإشاعات، وكذلك غياب الرقابة والتوجيه، كما أنَّها باتت تستخدم لنشر وبث الأفكار الهدامة، والدعوات المنحرفة، ووسيلة لعرض المواد الفاضحة، وانتهاك الحقوق الخاصة والعامة، بالإضافة إلى إمكانية التشهير، والتحايل، والابتزاز، ومن هنا جاءت أهمية المؤتمر في نسخته الثانية». واختتم تبوك: «يشارك في المؤتمر مديرو وموظفو كل من دوائر الإعلام والعلاقات في المؤسسات الحكومية والخاصة، ومراكز الاتصالات، ودوائر التوجيه المعنوي والعلاقات العامة، ودوائر أمن المعلومات، ودوائر تقنية المعلومات، ودوائر خدمة الزبائن والمراجعين، إلى جانب عدد من المهتمين».

سياسة الحماية

كانت أولى أوراق العمل المقدمة بعنوان «أهم الأساليب الأمنية لحماية شبكات التواصل الاجتماعي»، من تقديم د.بدر بن سالم المنذري رئيس وحدة التقنيات والمخاطر الأمنية بالمجموعة العمانية للطيران، تطرق خلالها إلى العديد من الموضوعات، من أبرزها إحصائيات بأعداد مستخدمي شبكة الإنترنت حيث بلغ عددهم حسب إحصائيات عالمية 4.1 مليار مستخدم، منهم 3.2 مليار إنسان يستخدم مواقع التواصل الاجتماعي. وأكد كذلك ضرورة عدم نشر تفاصيل دقيقة لحياة الأفراد في مواقع التواصل الاجتماعي، مستعرضا بعض الإحصائيات، منها أن 70% من اللصوص في إحدى دول أوروبا اعترفوا بأنهم يقومون بالسرقة من خلال متابعة أوضاع الأشخاص في مواقع التواصل الاجتماعي، كما حذر من الضغط على الروابط المشبوهة في المواقع، مستذكرا بعض النماذج العالمية التي وقعت ضحية اختراق الحسابات الرسمية للمؤسسات، من ذلك مسؤول في البنتاجون، وشركة «فيفو» التي تمكن المخترقون من سرقة بيانات يقدر حجمها بـ 3 تيرابايت.

واختتم ورقته باستعراض توصيات عامة، أهمها ضرورة أن تلتزم المؤسسات بسياسة حماية حسابات التواصل الاجتماعي الصادر من هيئة تقنية المعلومات، أهمية أن يثقف الفرد نفسه من خلال القراءة والاطلاع، وعدم الإفصاح عن البيانات الشخصية، وتأمين الأجهزة الذكية، وضرورة الإبلاغ عند الشك في حسابات مشبوهة.

جلسة عمل

وتضمن المؤتمر في اليوم الأول جلسة عمل حملت عنوان «الرأي العام والقانون في شبكات التواصل الاجتماعي» والتي ترأسها الدكتور علي بن سهيل تبوك، وشارك فيها د.راشد بن حمد البلوشي عميد كلية الحقوق بجامعة السلطان قابوس، وتناول موضوع حماية البيانات الشخصية في المنظومة القانونية العمانية، وذكر أن السلطنة بدأت منذ بداية القرن الحالي في سن قوانين تعنى بحماية المعلوماتية، وجرمت بعض الأفعال والتي لها تماس بالمعلومات وبوسائل الاتصالات وحدد لها عقوبات تصل إلى حد السجن لمدة خمسة عشر عاما. وبدوره قدم المحامي والمحكم الدولي الدكتور حسين بن سعيد الغافري ورقة بعنوان «التنظيم القانوني لشبكات التواصل الاجتماعي»، ذكر فيها تشريعات حماية البيانات الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي، وذكر بيان تشريعات حماية البيانات الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي من خلال استعراض السياسات الخاصة بتلك الشركات، وأيضا استعراض بعض التشريعات الوطنية.

تأثير الشبكات

أما الدكتور عبدالله بن سالم البلوشي مدير العمليات الأمنية بهيئة تقنية المعلومات فتحدث عن تأثير شبكات التواصل الاجتماعي على أمن الدول، متحدثا عن الدور البارز الذي لعبته وسائل التواصل الاجتماعي في العديد من الأحداث السياسية والثورات التي شهدتها مناطق العالم المختلفة والتي أدت إلى إسقاط عدد من الأنظمة في بعض البلدان.

كما أشار إلى ترويج بعض الأفكار الهدامة والاستغلال المكثف من خلال الجماعات الإرهابية كأداة فعالة للانتشار وحشد المؤيدين وتجنيدهم ضد الرأي العام. ويواصل اليوم المؤتمر أوراق عمله وجلساته الحوارية في هذا المجال، وفي ختام المؤتمر سيتم توزيع الشهادات على المشاركين.