العرب والعالم

واشنطن تعتزم طرح مشروع قرار في مجلس الأمن حول فنزويلا

27 فبراير 2019
27 فبراير 2019

وزير خارجية فنزويلا يدعو لعقد قمة بين مادورو وترامب -

عواصم - (وكالات): قال عضو في البعثة الأمريكية لدى الأمم المتحدة امس الاول إن الولايات المتحدة ستطلب من مجلس الامن الدولي التصويت هذا الاسبوع على مشروع قرار يدعو للسماح بدخول المساعدات الانسانية الى فنزويلا.

وقال إليوت أبرامز للصحفيين قبل اجتماع للمجلس بشأن الأزمة في فنزويلا «سيكون لدينا (تصويت) هذا الاسبوع على قرار سيدعو إلى إدخال المساعدات الانسانية إلى فنزويلا».

من جانبها، أيّدت الدول الأوروبية الأعضاء في مجلس الأمن امس الاول الدعوة إلى إدخال المساعدات إلى فنزويلا، داعية إلى تنظيم انتخابات رئاسية لحل الأزمة السياسية في هذا البلد، وذلك قبيل بدء الاجتماع الذي طلبت الولايات المتحدة انعقاده.

وقالت هذه الدول وهي المملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا وبلجيكا وبولندا في بيان مشترك إنّ الانتخابات الرئاسية الأخيرة «تفتقر إلى الشرعية الديمقراطية»، داعية إلى «العودة إلى الديمقراطية من خلال إجراء انتخابات رئاسية حرّة وشفافة وذات مصداقية».

ودانت هذه الدول العنف الذي وقع نهاية هذا الأسبوع على حدود فنزويلا، داعية إلى «ضبط النفس وتجنّب استخدام القوة».

وأضاف البيان أنّه يتعيّن «السماح للمساعدات الإنسانية بدخول فنزويلا»، مؤكّداً «الدعم الكامل للجمعية الوطنية الفنزويلية» بقيادة المعارض خوان غوايدو الذي عيّن نفسه رئيساً انتقالياً وحصل على تأييد حوالي خمسين بلداً، بما في ذلك الولايات المتحدة والبرازيل وكولومبيا وأغلبية أعضاء الاتّحاد الأوروبي.

ويدعم نيكولاس مادورو عدد مماثل من البلدان، وفي طليعتها روسيا والصين.

وقتل أربعة أشخاص خلال نهاية الاسبوع على الحدود الفنزويلية خلال محاولة غوايدو تحدّي مادورو وإدخال المساعدات، وفي إطار التوتر حول منع إدخال المساعدات والمواجهة بين اطراف النزاع.

وفي حين يحظى مادورو بتأييد الجيش، فرّ في الإجمال 326 عنصراً في القوات المسلحة الفنزويلية وانتقلوا إلى كولومبيا منذ السبت، وفق جهاز الهجرة الكولومبي.

ومن المحتمل أن يواجه مشروع القرار الأمريكي بفيتو من جانب روسيا والصين اللتين تدعمان مادورو وتريان في موقف الولايات المتحدة تدخّلاً سافراً في الشؤون الداخلية لكراكاس.

ويجب أن تحظى قرارات مجلس الأمن الملزمة قانوناً بتسعة أصوات دون استخدام حق النقض (الفيتو) من قبل أي من الأعضاء الخمسة الدائمين وهم بريطانيا والصين وفرنسا وروسيا والولايات المتحدة.

وسئل أبرامز عن احتمال استخدام روسيا حق الفيتو، فقال «أعتقد أنه سيكون من المخجل استخدام حقّ النقض ضد قرار يدعو إلى تقديم مساعدات إنسانية».

بالمقابل قال السفير الروسي في الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا إنّ ما يجري «استهزاء بالقانون الدستوري»، داعياً إلى احترام «سيادة» فنزويلا، ومتهماً واشنطن بأنها تريد «أن تطعم بالقوة» الشعب الفنزويلي وهو «تعذيب يمارس في غوانتانامو».

وخلال الاجتماع الذي اتّسم بأجواء مشحونة بين الدول المؤيدة لمادورو وتلك المؤيدة لغوايدو تبادلت الولايات المتحدة وروسيا الاتهام باعتماد كل منهما «خطاب الحرب الباردة».

من جهته، صرح وزير خارجية فنزويلا خورخي أرياسا امس في جنيف بأنه يتعين على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن يعقد قمة مع نظيره الفنزويلي نيكولاس مادورو.

وقال أرياسا في الوقت الذي يلتقى فيه ترامب بالزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون في فيتنام«ندعو إلى إجراء حوار مع الولايات المتحدة الأمريكية: ولما لا بين الرئيسين مادورو وترامب؟».

وأضاف في خطابه أمام مجلس حقوق الانسان الأممي«لماذا لا يلتقيان لكي يتمكنا من محاولة التوصل لأرضية مشتركة وإيضاح اختلافاتهما؟».

مع ذلك، انتقد الوزير واشنطن على خلفية العقوبات الأمريكية ضد فنزويلا وعدم استبعاد الخيار العسكري ردا على الأزمة التي تشهدها فنزويلا. وكان مادورو قد طرح فكرة عقد قمة في سبتمبر الماضي، ولكن ترامب رفضها.

من جهة ثانية، أعلن غوايدو من بوغوتا عزمه على العودة إلى كراكاس على الرغم من أنّه يواجه خطر الاعتقال لانتهاكه قراراً قضائياً يحظر عليه مغادرة فنزويلا.

وقال غوايدو في مقابلة بثتها شبكة «إن تي إن 24» التلفزيونية إنّ «السجين لا يفيد أحداً، والأمر عينه بالنسبة إلى رئيس منفي. نحن في وضع غير مسبوق... وظيفتي وواجبي يمليان عليّ أن أكون في كراكاس على الرّغم من المخاطر، على الرّغم ممّا ينطوي عليه هذا الأمر».

وسافر غوايدو إلى بوغوتا حيث شارك الإثنين في اجتماع لمجموعة ليما التي تتألّف من 14 دولة (13 دولة أمريكية لاتينية وكندا) مناوئة جميعها للرئيس نيكولاس مادورو.