1145194
1145194
العرب والعالم

آلاف أطفال مخيّمات النازحين في شمال شرق سوريا يعانون من «أزمات نفسية»

27 فبراير 2019
27 فبراير 2019

بينهم 2500 طفل أجنبي من 30 بلداً -

دمشق - «عمان» - بسام جميدة - وكالات:-

حذّرت منظمة «سايف ذي تشيلدرن» (أنقذوا الأطفال) الحقوقية أمس من أنّ آلاف الأطفال المقيمين في مخيّمات للنازحين في شمال شرق سوريا بعد إجلائهم من آخر جيب لا يزال تحت سيطرة تنظيم «داعش» يعانون من «أزمات نفسية» وكثير منهم يحتاجون لعلاج طويل الأمد للتعافي.

وقالت المنظّمة غير الحكومية المتخصّصة بإغاثة الأطفال والتي لديها طواقم في مخيم الهول للنازحين إنّ «الأطفال تظهر عليهم علامات أزمة نفسية ولا سيّما أولئك الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و14 عاماً».

وأوضحت في بيان تلقّته وكالة فرانس برس أنّ عوارض هذه الأزمات النفسية تتنوّع بين العصبية والعزلة والعدوانية والكوابيس والتبوّل اللاإرادي.

ويؤوي مخيّم الهول عشرات آلاف النازحين، بمن فيهم أطفال، فرّوا من القتال الدائر بين «قوات سوريا الديمقراطية» (تحالف فصائل عربية-كردية تدعمه واشنطن) وبين مسلحي تنظيم «داعش».

وبحسب «أنقذوا الأطفال» فإنّ الاضطرابات النفسية لدى الأطفال مرتبطة خصوصاً بالفظائع التي عايشوها في المناطق التي كان يحكمها تنظيم «داعش» وكذلك أيضاً بالقصف الذي استهدف المسلحون إضافة إلى ما عانوه من حرمان أثناء وجودهم في الجيب الأخير للتنظيم.

وقالت المنظمة: إنّ هؤلاء الأطفال «كانوا شهوداً على أعمال وحشية» وقد يحتاج الكثيرون منهم على الأرجح إلى دعم نفسي-اجتماعي على المدى الطويل» للتعافي.

ونقلت «أنقذوا الأطفال» في بيانها شهادة فتاة عمرها 11 عاماً «شاهدت قطع رؤوس»، مؤكدة أن هذه الفتاة لم تر شقيقها منذ أربع سنوات حين قبض عليه الجهاديون وكان عمره 17 عاماً.

وفي مخيّم الهول أنشأت «أنقذوا الأطفال» أماكن ترفيهية للأطفال، بالإضافة إلى مركز خاص لإيواء عشرات الأطفال غير المصحوبين بذويهم. وفي البيان أعربت سونيا خوش، مديرة العمليات في المنظمة غير الحكومية في سوريا، عن أسفها لأنّه «لا يزال هناك الكثير لفعله لمساعدة هؤلاء الأطفال على التعافي»، مطالبةً خصوصاً بـ«إعادة الأطفال الأجانب إلى بلدانهم الأصلية».

ووفقاً لمنظمة أنقذوا الأطفال فإنّ أكثر من 2500 طفل أجنبي من 30 بلداً يعيشون حالياً في ثلاثة مخيّمات للنازحين في شمال شرق سوريا.

وكثّفت قوات سوريا الديمقراطية بدعم من التحالف الدولي في الأسابيع الأخيرة هجومها على الجيب الأخير للتنظيم في ريف دير الزور الشرقي، حيث بات محاصراً في نصف كيلومتر مربع، بعدما خاضت ضده معارك على جبهات عدة في العامين الأخيرين.

وتشرف قوات سوريا الديمقراطية على إدارة هذه المخيمات التي تؤوي عشرات آلاف النازحين والفارين من المعارك، وتعمل على تقديم الخدمات لهم ضمن إمكانياتها المتواضعة.

ويشكّل ملف المسلحين الأجانب وعائلاتهم عبئاً على الإدارة الذاتية الكردية التي تطالب بلدانهم باستعادتهم ومحاكمة عناصر التنظيم على أراضيها.

كما أعلنت منظمة الصحة العالمية أمس أن 73 لاجئا سوريا، يشكل الأطفال غالبيتهم، لقوا مصرعهم خلال الأشهر الأخيرة في مخيم الهول للاجئين في محافظة الحسكة السورية.

وجاء في بيان صدر عن المنظمة: «وصل أكثر من 37 ألف شخص، ومعظمهم من النساء والأطفال الهاربين من الأعمال الحربية في محافظة دير الزور المجاورة، وصلوا إلى مخيم الهول للاجئين في محافظة الحسكة خلال الأشهر الـ3 الأخيرة. وبحلول 23 فبراير الحالي تم تسجيل مصرع 73 شخصا، يشكل الأطفال نحو الثلثين منهم».

وأشار البيان إلى أن «الكثير من الأطفال لقوا مصرعهم بسبب البرد أثناء رحلتهم إلى المخيم أو بعد وقت قليل من وصولهم إليه».

وأفادت المنظمة العالمية بأن نحو 47 ألف شخص يعيشون حاليا في هذا المخيم.مشيرة إلى أنه مزدحم للغاية، الأمر الذي يجبر بعض الناس للنوم في الشارع، بدون فرش وبطانيات. كما أكدت نقص المعدات في المخيم. وعبرت عن اعتقادها بأن «الوضع على الأرجح سيزداد صعوبة، لأن آلاف النازحين الآخرين لا يزالوا يصلون إليه».

إلى ذلك، اتهم مركز تنسيق عودة اللاجئين السوري الروسي أمس الولايات المتحدة بانها تعيق خروج النازحين من مخيم الركبان، داعيا إياها إلى سحب قواتها من سوريا.

وقال المركز في بيان له نقلته وسائل إعلام إن «قيادة القوات الأمريكية في منطقة التنف تعيق الخروج، وعلاوة على ذلك، تضلل النازحين بشأن عدم إمكانية مغادرة المخيم، وتنشر شائعات بأن ما ينتظرهم في الأراضي الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية، هو الدمار والتجنيد الإجباري في الجيش والاعتقالات».

ميدانيا: ردت وحدات الجيش الحكومي السوري في ريف حماة الشمالي على خروقات المجموعات المسلحة وانتهاكاتها لاتفاق منطقة خفض التصعيد بعمليات أسفرت عن تدمير عدد من الأوكار ومقتل وإصابة من فيها.

وأفادت سانا بأن وحدة من الجيش الحكومي وجهت ضربات على تحركات لمجموعات مسلحة على أطراف بلدتي حصرايا وكفر زيتا ما أسفر عن مقتل وإصابة عدد من أفرادها.

وتنتشر في بلدتي كفرزيتا وحصرايا مجموعات مسلحة تتبع لما يسمى «كتائب العزة» تحاصر الأهالي في البلدتين وتعتدي على القرى المجاورة بالقذائف حيث استهدفت خلال اليومين الماضيين مدن وبلدات محردة وسلحب والسقيلبية بعشرات القذائف.

وبينت أن وحدة من الجيش الحكومي نفذت ضربات بالمدفعية على محاور تسلل مجموعات مسلحة من بلدة اللطامنة شمال مدينة حماة بنحو 35 كم باتجاه المناطق الآمنة والنقاط العسكرية المنتشرة بالريف الشمالي.

كما ضبطت الجهات المختصة كميات كبيرة من المتفجرات التي تستخدم في تصنيع العبوات الناسفة والألغام والذخيرة خلال مواصلة عمليات المنطقة الجنوبية.

وعثرت الجهات المختصة على حوالي 8 أطنان من مادة السيفور المعروفة بشدة انفجارها خلال قيامها بتمشيط القرى والبلدات التي تم تحريرها من قبل الجيش العربي السوري في المنطقة الجنوبية.

وتم العثور على المواد المتفجرة في مناطق متفرقة من المنطقة الجنوبية بالقرب من الحدود مع الأردن وغير بعيد من السياج الفاصل مع الجولان المحتل.وقامت الجهات المختصة بتجميع المتفجرات ونقلها إلى منطقة آمنة للتعامل معها.

من جهة أخرى، زار مسؤول أمريكي مناطق الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا حيث التقى عددا من المسؤولين في تلك المناطق وذلك بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إبقاء قوات أمريكية في سورية.

وقال المكتب الإعلامي لـ «مجلس سوريا الديمقراطية» (مسد) على موقعه الإلكتروني إن وفدا من التحالف الدولي بقيادة المستشار الأمريكي وليام روباك زار مناطق الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا لبحث مستقبل المنطقة بعد القضاء عسكرياً على تنظيم «داعش».

وزار روباك بلدة المنصورة التابع لمدينة الطبقة حيث التقى مع مجلس صلح العشائر بوجود شيوخ العشائر ووجهاء المدينة كما التقى مع رئاسة حزب سوريا المستقبل إبراهيم القفطان وأعضاء من مكتبي العلاقات و التنظيم بالحزب في مدينة الرقة. ونقل المكتب الإعلامي عن روباك قوله إن «قرار البيت الأبيض بإبقاء جزء من قواتها في شرق الفرات يأتي ضمن حرص الولايات المتحدة الأمريكية القضاء على داعش وضمان عدم عودته واستتباب الأمن في مناطق شمال وشرق سوريا».