1145007
1145007
المنوعات

ممدوح الجبالي يسرد سيرة «بليغ حمدي» الفنية.. ويطرب الجمهور بأوتار العود

27 فبراير 2019
27 فبراير 2019

الجمهور في ضيافة الطرب الأصيل في بيت الزبير -

كتبت- شذى البلوشية -

تواصل الطرب بالسرد والمغنى واللحن الجميل، في الليالي الثقافية لسلسلة الأمسيات الفنية «مالم يقله المغنى»، والتي تقيمها مؤسسة بيت الزبير على هامش الفعاليات المصاحبة لمعرض مسقط الدولي للكتاب في نسخته الرابعة والعشرين، في ليلة أمس الأول التي اكتست بالطابع الطربي الأصيل، وامتازت بالعطاء السردي لحكاية الملحن «بليغ حمدي» بتقديم إبراهيم المنذري وضيفه الملحن والعازف المصري الدكتور ممدوح الجبالي.

تعالى الصوت بغناء أكثر الأغاني خلودا في تاريخ الفن الطربي الشرقي، لكبار نجوم الغناء وعمالقة الطرب، فعالية كانت تمتاز بالتفاعل بين ضيف الأمسية وأوتار العود والجمهور الحاضر، حيث بدا التفاعل والمطالبة بالأغاني والألحان التي حفرت في الذاكرة، وتردد على إثرها الصوت عاليا بترديد الكلمات التي حفظها عشاق الطرب وجمهوره المحب.

الفعالية غلب فيها الغناء واللحن على السرد، فقصص الفنان والملحن الراحل بليغ حمدي لم تكن إلا علاقة طويلة في رحلته ومسيرته مع عمالقة الطرب الأصيل، وتميزت بالإحساس المرهف لأحد المواهب الفنية التي بقت ألحانه المرتجلة في غالب الأحيان خالدة.

التعاون المميز بين «بليغ حمدي»، وكوكب الشرق «أم كلثوم» أثبت أنه عراب الموسيقى العربية دون منازع، كما أن مشاركته كبار الفنانين في الوطن العربي، وهو ما تحدث عنه العازف والملحن الدكتور ممدوح الجبالي في ضيافته لأمسية «مالم يقله المغنى»، وهو الحاصل على وسام جلالة السلطان قابوس في العلوم والفنون عام 2005، وهو من أقرب أصدقاء الفنان الراحل بليغ حمدي، واستطاع أن يتوغل في تفاصيل قصص مختلفة لأيقونة الألحان الطربية.

وتحدث الجبالي في بداية الأمسية حول رسالته في الدكتوراه التي حملت عنوان الارتجال في موسيقى رياض السنباطي، إلا أنه أكد في حديثه أنه رغم اهتمامه العميق بموسيقى رياض السنباطي، وعمق فلسفته الفنية، إلا أن الإبداع الذي يمتاز به بليغ لا يضاهيه شيء، وهو ما دعا بليغ حمدي ليقول عنه «هو فاكهة الموسيقى».

وواصل الجبالي الحدث حول البداية الفنية لبليغ حمدي، والتي بدأت منذ طفولته، فهو قادم من بيت ينبض بالعطاء الثقافي والفنون، فالبيئة الفنية التي نشأ فيها هي التي أهلته ليكون بتلك الموهبة الفذة، حيث كانت البداية بأول ألحانه المميزة في أغنية «أنا بعشقك»، وأطرب الجمهور بصوت العود يرافقه أعضاء فرقة التخت الشرقي، وغناء الفنانة العمانية خولة السيابية.

وحول تأثر الراحل «بليغ حمدي» بالفنانين، أكد الدكتور ممدوح الجبالي أن بليغ لم يكن في بداياته إلا مطربا، وليس ملحنا، حيث بدأ بالغناء في الإذاعة ولحنت له أربعة ألحان، إلا أنه توجه بعدها إلى التلحين رغم نجاحه في الغناء، ولكنه بدأ العمل على التلحين فعلا برفقة محمد فوزي في شركته، وكان ذلك في الخمسينات، وبدأ بالتلحين لـ«ليلى مراد»، وتلاه تلحينا لأكثر من مغن، أبرزهم عبدالحليم حافظ، والذي لحن له أغنية في 1957.

واسترسل الجبالي في الحديث حول مقدرة بليغ حمدي على إقناع كوكب الشرق بألحانه، وبالفعل استطاع ذلك من أول لقاء بينهما، وأصبحت كوكب الشرق مقترنة بأغانيها العظيمة بألحان بليغ حمدي، وهو ما أدته الفرقة بمصاحبة صوت العود للفنان الدكتور ممدوح الجبالي.

وتحدث الجبالي في أمسية الفن والطرب بمسقط حول الثقافة الموسيقية التي يتمتع بها بليغ حمدي، بالإضافة إلى الثقافة العامة التي امتاز بها هذا الفنان، حيث أكد الجبالي في حديثه أن الفن كان أحد جوانب شخصية بليغ حمدي، إلا أنه أيضا كان مرتبط بالثقافة التي اكتسبها من أسرته وبيئته من حوله، فكان محبا للقراءة، وتعلم عدة لغات يتحدث بها، كما أن بداية بليغ حمدي في الغناء كانت من خلال الإنشاد الذي بدأ بسماعه منذ الصغر، كما أنه تعلم موشحات، وهو ما ساعده على الموسيقى الشرقية، وهذا ما جعله يتوجه إلى الموسيقى وله بمنحى جديد، وهو ما تمرد فيه على الموسيقى بشكلها المعتاد، ولكن ليس بالشكل اللامعقول، كما أنه كان يعشق الفلكلور، واهتم بالأغنية الشعبية.

كما تطرق الجبالي في حديثه عن بليغ حمدي حول قصة الحب والعشق بين وردة الجزائرية وبليغ حمدي، تلك العلاقة التي كللت بالزواج والارتباط الفني والموسيقى في ذات الوقت، حيث قال : «بعض أغاني بليغ حمدي كانت مثل البريد بينه وبين وردة»، فقد قدمته وردة في أول مرة في مسرح بالجزائر، وأدرى أغنية «الحب كله» التي قدمها بكل إحساس وشاعرية وكأنه يبعثها لحنا برسالته العميقة إلى وردة.

تجدر الإشارة إلى أن الأمسية الموسيقية «ما لم يقله المغنى، تسدل الستار على فعالياتها مساء اليوم بتجربة الفنان عبدالحليم حافظ ».