oman-logo-new
oman-logo-new
كلمة عمان

بناء استراتيجيات الثورة الصناعية الرابعة

27 فبراير 2019
27 فبراير 2019

يتجدد الحديث هذه الأيام حول الثورة الصناعية الرابعة، التي تلقى اهتمامًا كبيرًا من قبل الجهات المختصة في سبيل إعداد كوادر وطنية قادرة على التعامل مع مرحلة جديدة من مراحل العصر الحديث.

في هذا الإطار فإن انعقاد الندوات والمؤتمرات بالإضافة إلى حلقات العمل والتدريب والتأهيل، كل ذلك، يصبح أولوية ويصبّ في عملية حفز المهارات وإعداد الموظفين والشباب بوجه خاص لهذا التطور الذي يحصل في عالم اليوم، من حيث المواكبة والقدرة على التعاطي معه، بل الإضافة المفيدة التي تنعكس على الشأن الوطني عامة.

نضرب مثالًا هنا بندوة (الثورة الصناعية الرابعة ومستقبل العمل) التي تُنفِّذها كلية الدفاع الوطني منذ الرابع والعشرين من شهر فبراير الجاري ضمن منهج الكلية بمشاركة عدد من الجهات الحكومية ومؤسسات القطاع الخاص.

ولابد أن القطاعين الحكومي والخاص في أمس الحاجة إلى هذا الاستعداد الكبير الذي يساعد في التقاطع مع لغة العصر ومتطلباته، بحيث يمكن للموظف أن يندمج في التطورات والمتغيرات بشكل إيجابي ويصبح رافدًا في المستقبل الإيجابي من خلال الإدراك والعمل والإبداع المستمر.

إن هذه الفعاليات الاستراتيجية تعمل على إعداد كوادر وطنية من القادة الاستراتيجيين العسكريين والمدنيين، وتساهم في بناء منظومة وطنية فاعلة لأجل المستقبل والتطوير القائم على التماشي مع هذه المرحلة المهمة من تاريخ العالم، حيث إن الثورة الصناعية الرابعة هي التي سوف تشكل مستقبل الاقتصاديات بشكل ملموس في السنوات المقبلة.

ولابد أن الإلمام بالمعارف والأفكار والمناهج الأساسية التي تقود إلى الإدراك الشامل، بشأن هذه الثورة الصناعية الجديدة، يقود كل ذلك إلى الاستفادة التي تنعكس على الكل، بما يجعلهم مساهمين فاعلين في إدارة دفة المأمول في الغد القريب والمستقبل الأبعد من خلال صياغة التصورات الجديدة التي تعيد تشكيل مشهد الاقتصاد والكثير من مفاهيم وقيم التنمية المستدامة والشاملة.

إن الوصول إلى مجتمع صناعي وابتكاري يقوم على تعظيم قيم الاستنتاج الحر والتحليل الذكي، كل ذلك لن يتم بمجرد الموهبة أو الاستناد إلى الأساليب التقليدية في الرؤى، إذ لابد من مواكبة أحدث التطورات في هذه المجال من قبل مختصين في هذه الجوانب، بما يتيح بناء منظومة قوية وراسخة في هذا المجال الحيوي الذي يعول عليه كثيرًا.

كذلك من الضروري أن تكون التوصيات التي تخرج بها مثل هذه الفعاليات والندوات، قابلة للتطبيق وعملية من حيث الخطوط العامة والبرامج التفصيلية، حيث هذا هو الأمل المرتجى من وراء مثل هذه الأنشطة المعرفية.

إن الاستعداد لأي تطور أو متغيرات على مستوى الحياة بشكل عام أو في أي قطاع من القطاعات، لا يتم إلا عبر الرؤية العلمية الفاحصة، حيث يشكل ذلك عمق إدراك ما يتحرك به العصر اليوم من مفاهيم وتطبيقات، لهذا سيكون من الأبجدي والضروري المضي في مثل هذه البرامج وتعزيز المعرفة العملية والعلمية والرؤى الاستشرافية عبر البرامج الهادفة التي تبني العقل الاستراتيجي وتستشرف المستقبل واحتياجات سوق العمل وغيرها من التحديات الحديثة.