1140903
1140903
مرايا

د.وائل أبو زيد: ركود الدموع وانسداد القنوات الدمعية يكونان بيئة خصبة لنمو الميكروبات والبكتيريا

27 فبراير 2019
27 فبراير 2019

العين الدامعة.. طبيعية أم حالة مرضية تحتاج لعلاج؟

الدموع معروفة للجميع أنها سائل يحمي العين وينظفها ولكن الأهمية العظيمة لهذا السائل قد لا تكون كاملة الفهم لكثير من الناس فهذا السائل يحمل داخله أهمية قصوى لعيوننا جميعا.

ويوضح أخصائي طب وجراحة العيون بمركز دار العيون لجراحات الليزر بمسقط د. وائل أبو زيد أن دموع العين هي سائل مكون من أكثر من مادة منها الماء وبعض المكونات الزيتية والمخاطية لتقوم بعدة مهام للعين. منها ترطيب العين وتغذيتها وتنظيفها كما أنه يمتلك العديد من خلايا المناعة التي تقوم بالدفاع عن أنسجة العين الخارجية.

وأضاف: للدموع مسار طبيعي يبدأ من إفرازها حتى تصريفها من العين. فتقوم عدة غدد دمعية بإفراز سائل الدمع ويتحكم في ذلك الجهاز العصبي اللا إرادي. ثم تمر الدموع على العين لتقوم بمهمتها ثم تخرج من العين عن طريق فتحتين دمعيتين تسميان مدمعي العين واحدة في الجفن العلوي والآخر بالجفن السفلى من الجاني الداخلي للجفون. هاتان الفتحتان تقودان الدموع بعد ذلك إلى قنوات دمعية، ومن بعد ذلك إلى كيس دمعي مجمع للدموع ومنه إلى قناة دمعية أنفية ومنها إلى تجويف الانف.

ولظاهرة زيادة الدموع بالعين أسباب عديدة منها أسباب طبيعية مثل التعرض للغبار والأتربة أو شم الروائح النفاذة والتي بدورهم يحفزون الجهاز العصبي إلى زيادة تدفق الدموع ناحية العين لتحمى العين من المؤثرات الضارة. غير أن زيادة الدموع بالعين قد تكون أيضا لأسباب مرضية مثل انسداد القنوات الدمعية بالعين.

وذكر د. وائل أن انسداد القنوات الدمعية حالة غير طبيعية للعين وزيادة وجود الدموع بالقدر الزائد يؤدي إلى تساقطها من العين. هذا الأمر ليس بالأمر الهين لمن يعاني منه. فهو يحمل مشاكل صحية وكذلك نفسية للشخص. الدموع ليست كالماء العادي فقد تسبب التهابات بالجفن أو حتى بجلد الوجه نتيجة تساقطها المفرط من العين. كما أن ركود الدموع وانسداد القنوات الدمعية يكون بيئة خصبة لنمو الميكروبات والبكتيريا والتي تؤدي إلى التهابات متكررة بالعين أو القنوات الدمعية التي قد تكون في بعض الأوقات خطيرة على العين أو حتى خطيرة على الجسم كله بشكل عام. كذلك فإن المنظر الخارجي للعين المدمعة بشكل مستمر قد يسبب الحرج للأشخاص مع احتكاكهم بالمجتمع خصوصًا لو كانوا أطفالًا أو من شخصيات عامة.

كما ذكر أيضًا أن انسداد القنوات الدمعية قد يظهر في سن مبكر في أول شهور بعد الولادة ويلاحظ الوالدان في هذه الحالة وجود دموع كثيرة بعين الطفل حتى في حالة عدم بكاء الصغير وقد تكون هذه الدموع مصحوبة ببعض الإفرازات اللزجة. هذه الظاهرة شائعة الحدوث في الأطفال نتيجة عدم اكتمال تكوين القناة الدمعية بالكامل في هذا السن. الجيد في هذا السن أن علاج هذه الظاهرة في الإمكان عن طريق إجراء تدليك للكيس الدمعي لعدة دقائق متكررة بشكل يومي مستمر مع عدم التراخي في ذلك الأمر لان تدليك الكيس الدمعي في هذه السن وحتى بلوغ السنة الأولى من عمر الطفل يؤدي بشكل فعال إلى فتح القناة الدمعية في معظم الأطفال في هذا السن.

قد يحدث انسداد القنوات الدمعية في سن أكبر، ويكون ذلك نتيجة انسداد القنوات الدمعية بالعوالق مثل الأتربة أو حتى الرموش، وقد يكون نتيجة التهابات مزمنة بالانف وقد يكون نتيجة عدم علاج انسداد القنوات الدمعية في سن صغير، وفي هذه الحالة فإن تدليك الكيس الدمعي قد يكون قليل الفائدة ومعظم هذه الحالات تحتاج إلى تدخل لإعادة فتح القنوات الدمعية ليتم تصريف الدموع خلال المسار الطبيعي لها.

إعادة فتح القنوات الدمعية يكون عن طريق إجراء بسيط بتمرير أنبوب بالقناة الدمعية فيتم إعادة فتحها إلا أن في بعض الحالات يكون هذا الإجراء مؤقتا، ويعود الانسداد وزيادة الدموع مرة أخرى الأمر الذي يتطلب في بعض الحالات التدخل الجراحي لإعادة مسار الدموع مرة أخرى إلى تجويف الأنف.