1143982
1143982
المنوعات

«أطفالنا وإعلام المستقبل» .. واحة للمربين يناقشون تجاربهم وأبرز التحديات

26 فبراير 2019
26 فبراير 2019

كل برسالته ووسيلته التي عرفه الأطفال بها -

كتبت: خلود الفزارية -

نظمت وزارة الإعلام بالتعاون مع «يونيسيف» صباح أمس ندوة «أطفالنا وإعلام المستقبل» برعاية صاحبة السمو السيدة الدكتورة منى بنت فهد آل سعيد، وحضور معالي الدكتور عبد المنعم بن منصور الحسني وزير الإعلام وعدد من طلاب المدارس والمهتمين بقضايا وأنشطة الطفل، في مكتبة الأطفال بالقرم بالتزامن مع فعاليات معرض مسقط الدولي للكتاب في نسخته 24.

الماضية وأمام تغيرات نوعية تواجه مستقبل أبنائنا. وأكد معاليه على الدور الذي يقوم به الإعلام قائلا: «قد ينتشلنا هذا الإعلام من الكثير من المحبطات التي نواجهها وفي المقابل قد نغوص عميقا في كثير من الملهيات ونقدم مواد محبطة لأبنائنا».

من جانبها ألقت السيدة الدكتورة منى آل سعيد كلمة حثت فيها الحضور على التأمل في الدور المحوري الذي بات يلعبه الإعلام في حياتنا اليومية، مؤكدة على أهمية الندوة التي تأتي على هامش معرض مسقط الدولي للكتاب وتناغمها مع التظاهرة الثقافية الأولى التي ينتظرها الصغار قبل الكبار.

مبينة دور الإعلام وعلاقته بالطفل؛ حيث يشكل التفاعل الذي يتمثل في كثير من جوانبه في مختلف الأدوار سواء كانت ثقافية أو تربوية أو ترفيهية يمثل ظاهرة ينبغي الوقوف عليها وفهمها والتعاطي معها للمحافظة على الهوية والمبادئ والقيم التي يقوم عليها المجتمع. وأوضحت أن الإعلام يواجه العديد من التحديات؛ لذلك يجب تطويعه ليكون وسيلة للبناء والتنمية البشرية ومحاولة تجنب الإعلام السلبي والتعاطي معه بشكل يعود بالنفع على الجميع، مثمنة جهود البرنامج المعد للندوة الذي يزخر بالعديد من الأفكار والمحاور المهمة التي تتناول في مجملها مختلف التجارب وتبادل الرؤى.

وألقت سعادة لنا خليل ممثلة منظمة اليونيسيف في السلطنة كلمة أشارت فيها إلى دور الإعلام للطفل، وأهميته في توسيع مداركه وتنمية شخصيته، وبناء أفكاره لتحديد هويته في المستقبل، كما أشادت بمكتبة الطفل التي توفر للأطفال موردا غنيا بالكتب الهادفة التي تناسب أعمارهم في مختلف المجالات العلمية والترفيهية، إلى جانب أهمية معرض الكتاب للطفل وضرورة توجيه الطفل إلى ما ينفعه ليقوي علاقته بالكتاب.

الكتابة للطفل

وفي الجلسة الأولى للندوة التي أدارها أحمد الراشدي، قدمت الدكتورة وفاء ثابت المزغني ورقة بعنوان «كيف يمكن تحفيز صانعي كتاب الطفل من أجل إنتاج جيد؟»

ناقشت فيها كيف نجعل الأطفال يصلون إلى كتب تتوفّر فيها جملة من المعايير الأدبية والفنية التي تضمن لها جودة عالية، وطرحت عددا من الحلول تتلخص بتشجيع نشر كتب الأطفال بمختلف حواملها عالية الجودة، وتشجيع الأبحاث والأعمال الثقافية في مجال أدب الأطفال، وتعزيز تبادل الخبرات والمعرفة في حقل كتاب الطّفل على الأصعدة القطريّة والإقليميّة والدوليّة، فضلا عن التّشجيع على إقامة علاقات شراكة وتعاون بين الفاعلين في مجال كتاب الأطفال بين الأقطار العربية في مجال كتاب الطّفل ذي الحوامل المختلفة، وتكوين نواة تمثّل مرجعا للكتاب والناشرين والرسّامين ومصمّمي كتب الأطفال والإعلاميين ومكتبيين ومترجمين ومدرّسين وآباء، وجميع المعنيين بالكتابة الموجّهة إلى الطّفل.

وطرحت فيما أسمته حلولا ممكنة من أجل التحفيز على الكتابة للطفل والنهوض بهذا الإبداع بإدارة وقت المشروع؛ لأن كل مشروع يهم كتاب الطفل يجب تحديد مدته وآجال تنفيذه، وإدارة اتصالات المشروع فكل مشروع يهم كتاب الطفل يجب أن نضع له خطة تواصل بين كل المتدخلين في المشروع، بالإضافة إلى إدارة موارد المشروع البشرية حيث يجب أن نضع لكتاب الطفل تخطيطا جيدا للموارد البشريّة أي اختيار المتدخلين وإدارة فريق العمل.

وأشارت المزغني إلى ضرورة تشخيص بعض المشاكل التي تخص واقع الكتاب بمختلف حوامله في الوطن العربي والتركيز على الطرق التي يمكن بها أن نحفّز كتّابنا على النهوض بإبداعهم لتكون مخرجاتهم راقية بالجودة المطلوبة في شكله ومضمونه ومنافسا ليدعم الثقافة العصرية، ويساعد طفلنا اليوم على تنمية قدراته، فالهدف هو أن نشترك جميعا في إيجاد طرق لتحفيز المتدخلين في عالم الكتابة للطفل في أقطارنا العربية؛ ليشاركوا في بناء ثقافتنا الجيدة والجديدة فبدونهم لا يمكن الحديث عن إبداع راق في شكله، ومواكب في موضوعه، وعصري في تناوله وتنظيمه، ليكون حافزا للطفل ليحلق في فضاء المعرفة والثقافة.

ضرورة التثقيف بالمواطنة

أما الدكتور عامر بن محمد بن عامر العيسري فقد طرح في ورقته «دور الإعلام في تنمية ثقافة المواطنة لدى الأطفال»؛ حيث أوضح أن وسائل الإعلام تعتبر مجالاً ثريا لتزويد المجتمع بكم من المعارف والمدركات، وذلك من خلال البرامج التي تبث بشكل يومي، فهذه البرامج تعتبر بمثابة الموجهات لاستثارة قدرة المجتمع المعرفية، بل وتدعم لديه القدرة على التفاعل الاجتماعي وخلق المواطنة الصالحة.

وتستخدم وسائل الإعلام بصفة عامة للربط بين الأفراد بعضهم البعض، كما أن لها دوراً في اكتساب المعلومات والمعارف، وتشبع وسائل الإعلام بعض الاحتياجات الاجتماعية مثل الترابط القوي بأفراد الأسرة والأصدقاء وأفراد المجتمع الآخرين؛ فهي الجسر الذي يكتسب به المجتمع بعض الفضائل المدنية والحوار العقلاني للمواطن الصالح في مجتمعنا، مبينا أن وسائل الإعلام تقوم بوضع حملات إعلامية تبين فيها تكافل المجتمع وترابطه سواء أكان هذا التلاحم داخل المجتمع ولا بد للإعلام أن يجعل المواطن شريكا في تبليغ رسالته إلى العالم بكل لغاته، والاعتزاز بالأعمال التي تنم عن عادات هذا المجتمع الأصيل. كما أن لوسائل الإعلام دورا سلبيا في تهديد نسيج المجتمع وترابط الوحدة الوطنية، وذلك إذا ما قام هذا الإعلام على نعرات قبلية أو حزبية أو طائفية، أو صنع دراما تشوه التاريخ الحقيقي للمجتمع، فتغيب مصلحة الوطن وتقل قيمة الولاء للوطن التي تعتبر أحد مرتكزات قيم المواطنة، وأيضا لا بد أن يعي الإعلام والقائمون عليه أن الجمهور الذي يتابعه ليس داخليا فقط، وإنما من جميع العالم ولأهداف مختلفة بذلك.

داعيا إلى ضرورة الاهتمام بوضع استراتيجية متكاملة لتفعيل وسائل الإعلام المختلفة في غرس قيم المواطنة لدى الأطفال، والتعاون مع مختلف مؤسسات المجتمع والمنظمات الدولية في تحقيق رؤية إعلامية تسهم في تنمية المواطنة لدى الأطفال.

التنويع في البرامج الإعلامية المسموعة والمقروءة والمرئية المقدمة للأطفال حول الوطنية والمواطنة، وتخصيص قنوات ومجلات ومواقع إعلامية إلكترونية ومواقع تواصل اجتماعي تخاطب الأطفال وتسعى لتكوين الشخصية الوطنية لديهم، بالإضافة إلى الاستفادة من النظريات الإعلامية في تفعيل وتقييم جودة البرامج الإعلامية الموجهة للأطفال، والعمل على حماية الأطفال من التثقيف الإعلامي السلبي الناتج من استخدام وسائل الإعلام الجديد من خلال التوعية وتوفير البدائل المناسبة.

أهمية تدريب الأطفال

واختتمت الجلسة الأولى بورقة مقدمة من الدكتورة وفاء الشامسية أشارت فيها إلى أهمية التدريب كونه مدخلاً علمياً يزيد من فاعلية الأفراد ويساعد على رفـع كفاءتهم، موضحة أهميته لإكسـاب الأطفال المعلومـات والمهـارات اللازمـة، وإحداث تغييرات إيجابية في سلوكهم واتجاههم وفي علاقاتهم مع الآخرين على نحـو الأفضل.

وتوقفت الشامسية عند بعض الاستراتيجيات التي يجب أن يتبعها المربون لمتابعة قراءة الطفل، وهي: استراتيجيات قبلية، واستراتيجيات تقديم المادة التدريبية، واستراتيجيات بعدية. كما تطرقت إلى محاذير تتعلق بالمادة التدريبيّة، ومحاذير تتعلق بالمدرّب، ومحاذير تتعلق بالطفل. وركزت على ضرورة معرفة متى يشارك الطفل، وطبيعة مشاركته، وسمات ما ينتجه الطفل.

برامج الأطفال

وفي الجلسة الثانية التي أدارتها أمامة اللواتية، قدمت سهى الرقيشية في ورقتها «الإعلام ودوره في توجيه ثقافة الطفل العماني» ناقشت فيها تجربتها الشخصية مع برنامج صباح المدارس، وتطرقت إلى إحصائية أن البرامج الإذاعية التي تستهدف الطفل بلغت 182 ساعة على مدار السنة، والبرامج التلفزيونية بلغت 778 ساعة على مدار السنة، مبينة أن هذه البرامج شاملة حيث تطرقت إلى مجالات ثقافية والمواهب والمناسبات والبرامج الدينية والمسابقات، كما أوضحت الرقيشية أثر الإعلام العماني على الطفل؛ حيث برزت العديد من المواهب منها في الجانب التراثي، واختتمت ورقتها بالوقوف على التحديات التي أطلقت عليها مصطلح «فرص النجاح»، ومنها مواقع التواصل الاجتماعي والإعلام الخارجي والألعاب الإلكترونية، منوهة بترقب قناة فضائية محلية متخصصة في برامج الأطفال.

تجربة مع قصص الأطفال

وفي ختام أوراق العمل عرضت سماح أبوبكر تجربتها مع كتابة قصص الأطفال، حيث بدأت مع شخصيات قصصها وهي مروة وحبيبة وعلي في المنزل الأزرق «كناية عن الفيسبوك»، وأشارت إلى أن أبطال قصصها يحاولون إصلاح جزء من المشاكل التي باتت تؤرق مجتمعاتنا، وأن توجه الأطفال إلى الطريق الصحيح.

مبينة أن أهم المشكلات التي يواجهها الأطفال في العصر الراهن هي الإنترنت، والأجهزة اللوحية والهاتف المتحرك، حيث تعرضت شخصيات الأطفال في قصصها إلى المخاطر بأسباب الهاتف مثلما حصل مع مروة، وأما حبيبة فلأنها اعتمدت على هاتفها لم تتمكن من التواصل مع أصدقائها حين تاهت لأن الصحراء بلا شبكة إنترنت وأسعفتها صديقتها باستخدام الناي الذي أرشد معلمتها إليها، وأما علي ففي قصته فإنه عطل كل أنشطته الاجتماعية بسبب الهاتف حتى تعب الهاتف منه وقرر الاختباء، فإذا بعلي يصلح نفسه بعد أن اكتشف أن الحياة ليست مجرد هاتف، وأن الهاتف منعه من الاستمتاع بأمور كثيرة أهم. جميع هذه القصص استعرضتها الكاتبة سماح، كما أطلعت الحضور على ردود فعل بعض الأطفال، وأن الكتاب يجب أن يكون منورا ومعالجا للمشاكل التي يعايشها الأطفال.