oman-logo-new
oman-logo-new
كلمة عمان

الطريق إلى سياحة مستدامة

25 فبراير 2019
25 فبراير 2019

يشير مفهوم «السياحة المستدامة» إلى تحقيق نماء سياحي بالتوازي مع مجمل مسارات التنمية في بلد معين، بحيث إن العملية السياحية تصبح جزءاً لا يتجزأ من جملة عمليات الإنتاج ورفد الحياة الإنسانية وفائدة المجتمعات المحلية.

وعلى مدار عقود ظل مصطلح السياحة نفسه يخضع لإعادة التعريف والمسميات بناء على التطور في الحياة عامة، والتغيير الذي يجري بشكل سريع في عالم اليوم، ويمس أشياء كثيرة من ضمنها المفاهيم وتطبيقاتها في الواقع العملي.

ومن هنا تأسست مصطلحات عديدة مثل السياحة الثقافية والسياحة البيئية وسياحة المغامرات الخ.. بحيث إن معنى ومضمون السياحة بات متسعًا وكبيراً يتضمن العديد من الأمور التي يصعب حصرها.

ويبدو مصطلح «السياحة المستدامة» كبديل لتجميع مهام العمل السياحي وأهدافه في بوتقة واحدة تجعل العملية السياحية ذات أهداف مرتبطة بمجمل عملية التنمية في الحياة وفي كافة القطاعات، وهو الأمر الذي سار عليه العالم منذ السبعينات في القرن العشرين.

وفي إطار خطة السلطنة الاستراتيجية التي تقوم على اعتماد السياحة كأحد بدائل التنويع الاقتصادي، فإن «السياحة المستدامة» تكتسب أهمية كبيرة، خاصة أن مقومات السلطنة السياحية ذات مسارات متعددة وآفاق استشرافية بعيدة المدى.

ففي السلطنة نحن نتحدث عن مجموعة من الأبعاد المتصلة التي تشكّل القطاع السياحي من الجوانب الاجتماعية والتراثية والاقتصادية والثقافية الخ.. ولا ريب أن العمل على إيجاد ناظم لكل هذه الأبعاد يشكل أولوية في إبداع السياحة المستقبلية التي تعمل على ربط عملي وهادف لكل هذه النطاقات في هدف كلي واحد يحقق النماء المستدام.

إن العمل السياحي هو رؤية مشتركة لقطاعات عديدة تهدف في نهاية المطاف إلى إيجاد نقلة في الاقتصاد وقبل ذلك تحقيق مجموعة من الأهداف المرتبطة بتطور الإنسان نفسه وإحداث التطوير على صعيد المجتمعات المحلية، من حيث البنى الاقتصادية والإنتاجية والتشغيل للشباب وغيرها من الفوائد المرتجاة.

يأتي التذكير بكل ذلك في ظل الاحتفال بيوم السياحة العربي الذي يوافق يوم أمس (25 فبراير) والذي يتخذ هذه السنة شعار «السياحة والتنمية المستدامة»، حيث يركز على التنمية السياحية المستدامة وتشجيع حركة السياحة البينية والتعريف بأبرز الوجهات السياحية مع إثراء القطاع بشكل عام.

إن العمل السياحي المشترك بين البلدان العربية يظل هدفاً يساهم في تنمية مشتركة وفاعلة تفيد الجميع، في ظل حاجة الدول العربية إلى التعاون الاقتصادي والمعرفي والتشاركي في كافة جوانب الحياة، ولا شك أن الجوانب السياحية والاقتصادية تعمل جنباً إلى جنب مع الجانب السياسي والتفاهم بين الشعوب لأجل الغد الأفضل.

أخيراً فإن تشجيع السياحة المستدامة ورفد هذا الجانب بشتى السبل الممكنة، يفتح آفاق التنمية الشاملة ويحقق الأهداف البعيدة المدى في إطار رؤى المستقبل، والسلطنة حريصة على أن تكون وجهة سياحية تستقطب السياح والزوار على مدار السنة.