1141921
1141921
العرب والعالم

الرئيس المصري يدعو للاتفاق على «مقاربة شاملة» لمكافحة الإرهاب

24 فبراير 2019
24 فبراير 2019

السيد أسعد يترأس وفد السلطنة في القمة العربية - الأوروبية -

شرم الشيخ - عمان - نظيمة سعد الدين - وكالات -

افتتح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أمس أعمال القمة الأولى بين الجامعة العربية والاتحاد الأوروبي، في مدينة شرم الشيخ السياحية المصرية والتي تستغرق يومين تحت شعار «الاستثمار في الاستقرار».

وترأس وفد السلطنة في القمة صاحب السمو السيد أسعد بن طارق آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون العلاقات والتعاون الدولي والممثل الخاص لجلالة السلطان.

وقال السيسي في كلمته في افتتاح القمة «إننا نحتاج إلى مقاربة موحدة شاملة لمواجهة الإرهاب فكريا وأمنيا».

وأكد على ضرورة مواجهة ما يفرضه الواقع من تحديات وعلى رأسها تفاقم ظاهرة الهجرة وتنامى خطر الإرهاب.

وأضاف: إن التغلب على تلك التحديات بجهود فردية أصبح أمرا يصعب تحقيقه، فلقد ارتبطت الدول العربية والاتحاد الأوروبي بأواصر من العلاقات التاريخية من التعاون، استند على اعتبارات القرب الجغرافي والامتداد الثقافي والمصالح المتبادلة، والقيم المشتركة والرغبة الصادقة التي ستظل تجمعنا سويا من اجل إحلال السلام والاستقرار.

ولفت السيسي إلى أن التحديات المشتركة تجسدت في بؤر الصراعات بالمنطقة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، التي تمثل قضية العرب المركزية والأولى، وإحدى الجذور الرئيسية لتلك الصراعات، بما تمثله من استمرار حرمان الشعب الفلسطيني من حقوقه المشروعة، بل واستمرار إهدار حقوق الإنسان الفلسطيني، والتي يغفلها المجتمع الدولي. وتابع «يؤجج هذا الوضع غياب الرغبة السياسية الحقيقية، نحو التوصل إلى تسوية شاملة وعادلة، على الرغم من أن مرجعيات هذه التسوية باتت معروفة، وموثقة في قرارات للشرعية الدولية عمرها من عمر الأمم المتحدة، ويتم تأكيدها وتعزيزها سنوياً، وإن طال انتظارنا لتنفيذها».

وحذر السيسي من تداعيات استمرار هذا النزاع على كافة دول المنطقة، مشيرا إلى أنه من مفارقات هذا النزاع، أن إحلال التسوية الشاملة والعادلة، دون انتقاص لكافة حقوق الشعب الفلسطيني ووفقاً لمرجعيات الشرعية الدولية، يمثل نفعا مشتركا لكافة الأطراف الإقليمية والدولية، كما سيفوت الفرصة على قوى التطرف والإرهاب، لصرف انتباه الأجيال الشابة، التي لم تعرف سوى الاحتلال والحروب، عن الالتحاق بركب التقدم والتنمية.

وألقى العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز كلمة له خلال القمة قال فيها: إن المملكة تؤكد على أهمية الحل السياسي للأزمة اليمنية

على أساس المبادرة الخليجية والحوار الوطني اليمني». وأضاف «كما نؤكد على أهمية تكاتف الجهود الدولية من أجل دعم الشرعية اليمنية».

وأكد خادم الحرمين الشريفين على أن القضية الفلسطينية هي القضية الأولى للدول العربية، مشددا على ضرورة إيجاد الحل العادل لها مما يمهد لاستقرار المنطقة والعالم بأسره.

وأشار إلى أن القمة العربية الأخيرة أطلق عليها «قمة القدس» للتأكيد على المواقف الثابتة تجاه استعادة كافة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وعلى رأسها إقامة دولة فلسطينية مستقلة وعلى حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وفقا لمبادرة السلام العربية والاتفاقيات الدولية في هذا الشأن.

وأشاد بالعلاقات التاريخية بين العالم العربي والاتحاد الأوروبي بأبعادها المختلفة السياسية والأمنية والاقتصادية والثقافية، متمنيا أن تسهم هذه القمة في تعزيز جميع المجالات لتحقيق المصالح المشتركة.

فيما قال دونالد توسك رئيس المجلس الأوروبي والرئيس المشارك للقمة العربية الأوروبية: إن التقارب فيما بين الدول العربية والأوروبية يتطلب من الجميع أن يواجهوا التحديات المشتركة وأن يغتنموا الفرص الحقيقية، مشيرا إلى أنه «على الرغم من الاختلافات الموجودة فيما بيننا إلا أن هناك طريقتين للتعايش، التعاون أو النزاع»، مؤكدًا أن الجانب الأوروبي يختار التعاون.

وأعرب توسك - في كلمته بالقمة عن سعادته لتواجده بمدينة شرم الشيخ، التي يجتمع بها القادة الأوروبيون لأول مرة بهذا الشكل، للتعبير عن أن التعاون المشترك يشكل أهمية أكبر مما كانت عليه من قبل، وللتعبير عن الحاجة إلى مزيد من الشراكة القوية بين الجانبين في الوقت الراهن، مشيدًا بتنظيم مصر للقمة قائلا: «مصر بذلت مجهودا كبيرا في تنظيمها الرائع لأعمال القمة».

ودعا رئيس المجلس الأوروبي إلى ضرورة الأخذ في الاعتبار الاهتمام المشترك بين الجانبين، وذلك لخلق الظروف المواتية للاستقرار طويل الأجل، لضمان الاستقرار والرخاء الذي تستحقه شعوب البلدان الأوروبية والعربية.

ولفت توسك إلى أن هناك العديد من المجالات التي يمكن من خلالها تفعيل هذا التعاون من بينها تمويل التعليم وتخفيض البطالة، وتشجيع الاستثمارات، والمساعدة في تعزيز التجارة.

وقال رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك: إن تغير المناخ يعد تهديدا مباشرا لجميع الشعوب، داعيا إلى ضرورة العمل وبذل الجهد من أجل معالجة الأمور وفقا لاتفاقية باريس. وأكد ضرورة أن يكون الشباب مركزا لجهود الدول من أجل تطبيق أجندة 2030 ومنع النزاعات واستدامة السلام وبناء القدرة على الرفاهية، مطالبا بضرورة تمكين الشباب لكي يكونوا وكلاء لهذا التغيير. وحول الهجرة، أعرب رئيس المجلس الأوروبي عن تقديره إلى كل من تحمل مسؤولية مساعدة اللاجئين وحاول محاربة المهربين، مشددًا على ضرورة التعاون بين البلدان من أجل وضع حد للمهربين والمتاجرين، داعيا في الوقت ذاته إلى معالجة الأسباب الفعلية الحقيقية لظاهرة الهجرة. وهذه القمة هي الأولى على مستوى القادة بين جامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي، ويشارك فيها رؤساء دول وحكومات ووزراء خارجية 50 دولة عربية وأوروبية.

وتبحث القمة سبل تعزيز التعاون لمواجهة التحديات المشتركة في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية والأمنية.

وتركز القمة على القضايا ذات الاهتمام المشترك، وعلى رأسها قضايا مكافحة الإرهاب، والهجرة غير الشرعية، والجريمة المنظمة العابرة للحدود، فضلا عن القضايا الإقليمية، والقضية الفلسطينية.

وكان السفير حسام زكي الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، قد أكد أن جدول أعمال القمة العربية الأوروبية الأولى بشرم الشيخ هو جدول أعمال مفتوح بما يتيح للجانبين طرح كافة شواغلهم واهتماماتهم، مشيرا إلى أن القمة ستشهد حضورا عربيا أوروبيا مكثفا أعلى المستويات.

وأضاف السفير زكي، في تصريحات له امس إن جدول أعمال القمة ليس مغلقا على موضوعات بعينها حتى يسمح للقادة بطرح كل ما يريدون التحدث فيه خلالها.

وأشار إلى أن هذه الموضوعات والشواغل والاهتمامات ستطرح في بيانات وسوف تطرح أيضا في الجلسة التفاعلية بين الجانبين. لافتا إلى أن هناك جلستي بيانات وجلسة تفاعلية يفترض فيها أن يتم الحديث خلالها دون بيانات مكتوبة ولكن فقط تبادل الرأي بين القادة وبعضهم البعض حتى تكون هناك حرية كاملة في طرح أي قضايا من الجانبين.

في سياق متصل، شهدت العلاقات العربية - الأوروبية تطورا كبيرا في السنوات الماضية حيث دخل الحوار والتعاون بين الاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية مرحلة جديدة خلال الأزمة الليبية عام 2011 من خلال فتح حوار رفيع المستوى يعقد بشكل دوري ويركز على التحديات الإقليمية. وقد عقدت خمسة اجتماعات بين وزراء الخارجية العرب ونظرائهم الأوروبيين، الأول في مالطا عام 2008، والثاني في القاهرة عام 2012 ، والاجتماع الثالث في أثينا عام 2014 ، والاجتماع الرابع في القاهرة عام 2016 والذي اتخذ قرارا بعقد قمة على مستوى القادة بين جامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي .. وأخيرا، الاجتماع الخامس في بروكسل في الرابع من فبراير الجاري للأعداد لهذه القمة.