hamda
hamda
أعمدة

عندما اكتشفت غبائي

24 فبراير 2019
24 فبراير 2019

حمدة بنت سعيد الشامسية -

[email protected] -

شعرت بربكة وأنا أدخل العيادة التي أزورها للمرة الأولى، لم أكن معتادة على المكان، ولم تكن الإجراءات واضحة بالنسبة إليَّ، حتى لاحظت انتظاري الذي طال طويلًا، فبادرت بسؤال إحدى المريضات التي لسوء حظي ما كان فيها (بارض) فهزت كتفها وأعطتني ظهرها، شعرت كأنني طفلة في يومها المدرسي الأول، غير قادرة على التصرف في وسط تلك الزحمة التي وجدت نفسي في وسطها، دخلت غرفة لاحظت أن غالبية زوار المركز يتجهون إليها، وسألت الموظفة –التي قد تكون طبيبة- عن الوجهة التي عليَّ أن آخذها فأشارت بنفاذ صبر لزاوية في الغرف لم أتبين للوهلة الأولى أنها تفضي للجانب الآخر من المركز، فعدت أسألها مستوضحة، أمر أثار فعلا، فرمقتني بنظرة مشيرة لزاوية مشيت باتجاهها لأكتشف أن الستار كان يفضي إلى باب يوصل إلى الجهة الأخرى، مرة أخرى لم أعرف كيف أتصرف فيها، أمام الأبواب الكثيرة التي صادفتني، والعدد الكبير من النساء المنتظرات، توجهت لأقرب امرأة لأسألها عما كان يتوجب علي فعله في ظل غياب التوجيه، لسوء حظي لم تكن هي أيضًا بأحسن حالاتها.

تذكرت قبل أسابيع أثناء زيارتي لطفلتي بمقر دراستها، وأنا أجاهد لأكتشف طريقة فتح خزانات المطبخ، والبحث فيها عن الثلاجة ليتسنى لي إعداد وجبة إفطاري، شعرت بفقدان الصبر، أمام ضياع يومي الأول وأنا أحاول أن أجد طريقي في تلك الشقة، ومسالكها العجيبة، كل ما كان فيها غريب وغير معتاد، شعرت معه بأنني طفلة صغيرة في أول يوم دراسي، أنقذت طفلتي التي كانت تتابع المشهد بابتسامة شفقة الموقف، وأخذتني في جولة على كل ما كنت بحاجة للتعرف عليه، معقبة: في بلادنا توصف عاملة المنزل الجديدة بالغباء لمجرد أنها لا تعرف كيف تتصرف في بيوتنا الكبيرة، بأجهزتها المتعددة، وأثاثها الغريب، وتركتني أتعلم الدروس من عبارتها تلك وغادرت.

فعلًا من السهل جدًا إصدار حكم بالغباء على شخص لمجرد أنه لم يعرف كيف يتصرف بموقف غريب عليه، ولوهلة ربما، حتى نقع نحن في ذات الموقف، ونتعلم الدرس وليتنا نتعلمه فعلا، إذ ما نلبث أن ننساه.