oman-logo-new
oman-logo-new
كلمة عمان

الاسـتثمـار في صنـاع الأجـيال

24 فبراير 2019
24 فبراير 2019

احتفلت السلطنة أمس بيوم المعلم العُماني الذي يوافق 24 فبراير من كل عام؛ ويعتبر مناسبة جليلة للتذكير والاحتفاء بصناع أجيال المستقبل، الذين يحملون لواء العلم ومشعل المعرفة، ويقودون الجيل الصاعد إلى الغد المشرق في مهمة بناء الوطن وترسيخ النماء الشامل.

ويعبر الاحتفاء بالمعلمين عن اعتراف وتذكير بدورهم الكبير الذي أكدت عليه العقائد والأعراف والحضارة، وأن صلاح هذه الشريحة والاهتمام بها يقود إلى التطور في المجتمع بشكل عام، فالمعلم والمدرسة هما لبنة البناء الأساسي للصغار، هذا الدور الذي يتم بتجاور مع دور الأسرة والمجتمع بشكل عام.

غير أن المعلم يتحمل دورًا كبيرا يشار إليه، ويجب أن يوضع في الاعتبار من حيث الترقية والانتباه، والعمل على تعميق هذا الرسالة عبر الأزمنة بالتعايش مع مستجدات الحياة العصرية.

عندما نتكلم عن القيم والأخلاق الرفعية والتسامح وغيرها من الصفات الإيجابية التي ننشدها في الأبناء، فإن الأصابع سوف تشير إلى المعلمين فهم المركز في هذا الجانب، وهم أيضا الذين يساهمون في بناء الذهن المستقبلي العملي والناقد بوعي يميز بين الأمور ويبني أدوار الابتكار والإبداع والإضافة الملموسة إلى الحياة الإنسانية.

فالحديث عن المعلمين لا يمكن فصله عن مجمل التصورات العامة لتطوير منظومات التعليم لتواكب العصر والحياة الحديثة، وفي الوقت نفسه تحافظ على القيم الأصيلة والتقاليد السمحة الموروثة، لأن التعليم في جوهره يقوم على هذه المواءمة المطلوبة التي تمكن من تلمس الآفاق الأفضل لأجيال الغد والتطور في كافة قطاعات الحياة في الوطن.

ويجب الإشارة في هذا الإطار إلى أهمية عملية تأهيل وتدريب المعلمين ورفدهم بالمعارف الحديثة بما يواكب المستجدات على صعيد المعرفة الإنسانية، وهنا يشار إلى الدور الذي يضطلع به المركز التخصصي للتدريب المهني للمعلمين، حيث قام مؤخرًا بتخريج الدفعة الأولى من منتسبيه، وهي عملية تستحق الإشادة في سبيل الرقي المنشود في العملية التعليمية والتربوية عامة.

إن الاستثمار في حقل التعليم وفي المعلم هو عمل يصب في جوهر التنمية الشاملة والمستدامة التي تنعكس بالفائدة على الجميع، فالتعليم هو الذي ينهض بالأمم والشعوب.

كلنا ندرك الاهتمام السامي الذي حظي به التعليم منذ أول يوم لفجر النهضة المباركة، حيث أكد جلالة السلطان المعظم- حفظه الله ورعاه- على أهمية التعليم كلبنة أساسية لبناء الإنسان ونقله إلى الآفاق المستقبلية المرجوة، وخلال عقود المسيرة الحديثة فقد حدثت قفزة كبيرة وملحوظة في هذا المجال واستطاعت السلطنة أن تصبح من الدول التي يشار إليها بما حققته من «معجزة» في هذا الباب، بالإضافة للنواحي الخدمية الأخرى المتعلقة بنماء الإنسان والمحافظة على صحته وسلامته وضمان حقوقه بحيث يقوم بدوره الإيجابي والمتوقع في العملية التنموية.

أخيرًا يجب التأكيد على أن الآفاق البعيدة والمثمرة تستند على التعليم والمعلم، رعاية واهتمامًا وترقية في كل الجوانب، بما يضاعف من المسؤولية في هذا القطاع الاستراتيجي والحيوي، ويضعه في صلب الأولويات دائما.