1140861
1140861
العرب والعالم

الديموقراطيون يتحركون في الكونجرس لإنهاء حالة الطوارئ

23 فبراير 2019
23 فبراير 2019

واشنطن- مايكل ماثز وايلودي كوزين - (أ ف ب) -

توعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب باستخدام الفيتو في حال أيد الكونجرس قرار إلغاء حالة «الطوارئ الوطنية» التي أعلنها ليتمكن من بناء جدار على الحدود مع المكسيك.

وأدى إعلان حالة «الطوارئ الوطنية» الاستثنائية التي يفترض أن تساعد ترامب على مكافحة الهجرة السرية، إلى معركة سياسية قضائية شرسة في الولايات المتحدة.

ولإنهاء هذا الوضع، تقدم البرلمانيون الديموقراطيون بمشروع قرار الجمعة على أن يجري التصويت عليه في مجلس النواب الثلاثاء المقبل.

وقالت نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب حيث يشكل الديموقراطيون أغلبية «ليس هناك أي دليل على وجود أزمة على الحدود».

ويتوقع أن يتم إقرار النص الذي وقعه نائب جمهوري واحد وأكثر من 225 برلمانيا ديموقراطيا من أصل 435، بدون صعوبة في المجلس.

وسيرسل بعد ذلك إلى مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الجمهوريون (53 من أصل مائة مقعد).

ولا يبدو مصير النص في هذا المجلس واضحا وإن كان عدد من أعضائه عبروا عن استيائهم من إعلان حالة الطوارئ التي تشكل سابقة خطيرة وتجاوزا لصلاحيات السلطة التنفيذية، حسب الديموقراطيين.

وألمحت السيناتورة الجمهورية سوزان كولينز غلى أنها يمكن أن تصوت مع القرار، لكن مع ذلك يبقى النص بعيدا عن الحصول على الأصوات اللازمة.

ووعد ترامب بتعطيل القرار، عبر استخدام حق الفيتو، إذا وافق عليه مجلسا الكونجرس. وقال لصحفيين في مكتبه في البيت الأبيض «هل سأستخدم الفيتو؟ مائة في المائة». وأكد أنه واثق من أن الكونجرس لا يمكنه بعد ذلك تجاوز قراره إذ إن ذلك يتطلب أغلبية الثلثين في المجلسين.

ويبدو من المربك جدا للرئيس الجمهوري اضطراره لاستخدام حقه في تعطيل قرار للمرة الأولى من أجل انقاذ إجراء يثير غضبا حتى داخل صفوف حزبه.

قال ترامب عندما أعلن «الطوارئ الوطنية» في 15 فبراير أن الجميع يعرفون أن «الجدران مفيدة».

وكان ترامب يؤكد خلال حملته الانتخابية التي كان الجدار أحد وعوده الأساسية خلالها، أن المكسيك ستدفع ثمن بنائه.

لكنه التفت في نهاية الأمر إلى الكونجرس الأمريكي حيث أدت المعركة مع الديموقراطيين حول تمويل هذا الجدار إلى إغلاق جزئي للإدارات الفدرالية، كان الأطول في تاريخ الولايات المتحدة الحديث.

وبعدما شعر بالإحباط لأن البرلمانيين لم يخصصوا سوى 1,4 مليار دولار لذلك من أصل ستة مليارات طالب بها، أعلن ترامب حالة الطوارئ مؤكدا انه لا يملك خيارا آخر لمكافحة «غزو» العصابات ومهربي البشر والمخدرات والمهاجرين السريين.

ويريد عبر هذا الإجراء الاستثنائي الالتفاف على الكونجرس صاحب الكلمة الأخيرة في تخصيص أموال الميزانية، حسب الدستور الأمريكي.

وانتقدت بيلوسي إعلان ترامب «غير القانوني» لحالة الطوارئ واعتبرت انه ليس منطقيا. وقالت في مؤتمر صحفي الجمعة في لوريدا بولاية تكساس حيث كانت تزور مع عدد من النواب جسرا يربط الولايات المتحدة والمكسيك «ليس هناك من دليل يدعم الادعاء غير الصحيح للرئيس بوجود أزمة عند الحدود».

ودعت الجمهوريين إلى الموافقة على النص مؤكدة أن «الرئيس ليس فوق القانون».

وتقدمت 16 ولاية أمريكية الإثنين بشكوى ضد الطوارئ الوطنية أمام محكمة فدرالية في كاليفورنيا.

وكان ترامب صرح في مؤتمره الصحفي لدى إعلان حالة الطوارئ: «لم أكن بحاجة للقيام بذلك لكن أفضل العمل بسرعة أكبر».

وتبدو هذه المعركة السياسية القضائية طويلة ويمكن أن تصل إلى المحكمة العليا. وكل شيء سيكون مرهونا بتفسير «الطوارئ الوطنية» كما وردت في قانون صدر في 1976 واعتمد عليه ترامب.