صحافة

كما في إيطاليا كذلك في بريطانيا

23 فبراير 2019
23 فبراير 2019

في إيطاليا، كان للحركة السياسية القائمة في بروكسل بين البريطانيين والمسؤولين الأوروبيين، اهتمام خاص في الصحافة الإيطالية، بخاصة وأنَّ التوجهات الانتخابية الإيطالية ظهرت شعبوية في استطلاعات الرأي وأنَّ الانقسام الشعبي الإيطالي بالنسبة للمواقف من الاتحاد الأوروبي شبيه بالانقسام ذاته داخل المجتمع البريطاني.

كما اهتمت الصحف الإيطالية بما صدر من توجهات لدى الحكومة الإيطالية التي تستعد لمنح ثلاث مناطق، استقلالا ذاتيا مدعَّمًا. هذه المناطق الثلاث تقع في الشمال الإيطالي وهي البندقية ولومبارديا وإيميلي رومان. لكن قبل تناول هذا الموضوع، اهتمت الصحف الإيطالية بالاجتماع الكنسي العالي المستوى الذي بدأ يوم الخميس الماضي في روما، وبالتحديد في حاضرة الفاتيكان، من أجل اتخاذ التدابير العملية الآيلة إلى إنهاء جذري وحاسم لكل تجاوزات رجال الدين الكاثوليك بخاصة من ناحية الاعتداءات الجنسية على الأحداث. من جانبه أعلن البابا فرنسيس لرؤساء الكنائس الكاثوليكية البالغ عددهم مائة وأربعة عشر أسقفًا، أتوا من كل أنحاء العالم، أنَّ العالم ينتظر منهم اتخاذ التدابير الصارمة والفعَّالة لإنهاء كل الشذوذات في الكنيسة الكاثوليكية وإنهاء كل صمت عنها، كما طلب البابا مراجعة قوانينها بكل شفافية.

الاجتماع الكنسي غير المسبوق في حاضرة الفاتيكان سيختمه البابا فرنسيس اليوم بخطاب يُنتظر الكثير من فحواه. إلى جانب الاهتمام البالغ بهذا الاجتماع الكنسي اهتمت جريدة «لا ريبوبليكا» الإيطالية بالأوضاع الحزبية لكن ليس في إيطاليا بل في بريطانيا العظمى، وشبَّهت ما يجري في المملكة المتحدة على هذا الصعيد، بما جرى في إيطاليا، حيث تشهد الأحزاب الجديدة نموا. واعتبرت «لا ريبوبليكا» الإيطالية أنّ الاستقرار السياسي البريطاني كان على مدى عقود طويلة، مفخرة أوروبية. وكذلك كانت النظرة إلى النظام السياسي البريطاني المتميز بثباته وأسلوبه وبالتناوب في تحمُّل المسؤوليات الوطنية بين حزبين رئيسيين مسيطرين على الحياة السياسية البريطانية: حزب العمال وحزب المحافظين.

وتبدو اليوم الأوضاع السياسية الحزبية البريطانية مشابهة لما كانت عليه الأوضاع في إيطاليا خلال جمهوريتها الأولى في منتصف القرن العشرين. أي بعد الحرب العالمية الثانية حين كانت السيطرة السياسية في الجمهورية الإيطالية لحزبين أساسيين فقط هما الحزب الديمقراطي المسيحي والحزب الشيوعي. هذا النظام أدَّى إلى ظهور أحزاب إيطالية جديدة انشقَّت عن هذين الحزبين الكبيرين العريقين. والآن يبدو أنَّ المملكة المتحدة البريطانية تسير على خُطى إيطاليا. ومن المحتمل أن نشهد في المستقبل القريب أحزابا عدة بريطانية تتقاسم الحكم بدل الحزبين الحاليين، هذا يعني أيضًا أن الأوضاع السياسية البريطانية ستزداد تعقيدًا كما في إيطاليا لا بل أكثر.