صحافة

الأوكرانية: مستقبل الثورة كمستقبل «الميدان»

23 فبراير 2019
23 فبراير 2019

اهتمت صحف أوكرانيا هذا الأسبوع بالذكرى الخامسة لثورة «ميدان» التي تميّزت بالمظاهرات الكبرى المؤيدة لانضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي. وبهذه المناسبة قام رئيس المجلس الأوروبي، دونالد توسك، بزيارة العاصمة الأوكرانية كييف وقابل الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو وذكَّر بالقتلى المائة الذين سقطوا في أثناء المظاهرات التي جرت في ساحة ميدان، خلال شهر فبراير من عام 2014.

رئيس المجلس الأوروبي، حذَّر الأوكرانيين من تصاعد الموجات الشعبوية في بلادهم كما في أنحاء عديدة من أوروبا. وذكَّر الشعب الأوكراني بأحداث كبيرة تبعت ثورتهم أبرزها جاء من جانب الجارة روسيا التي ضمَّت إليها شبه جزيرة القرم، ودعمت الانفصاليين في شمال البلاد مما أدَّى إلى حرب حصدت أكثر من ثلاثة عشر ألف قتيل في شمال أوكرانيا. جريدة «الحقيقة الأوكرانية» كتبت أنَّ الرئيس الأوكراني الحالي أعلن ترشحه لولاية ثانية، في الانتخابات الرئاسية التي ستجري دورتها الأولى في الحادي والثلاثين من شهر مارس المقبل.

المرشَّحة الثانية لهذه الانتخابات هي يوليا تيموشينكو رئيسة الوزراء السابقة التي أمضت فترة في السجن بفعل تُهمٍ بالفساد. الجديد على هذا الصعيد، هو ترشُّح أحد الفنانين الأوكرانيين إلى الرئاسة وهو الممثل الكوميدي فولوديمير زيلينسكي البالغ من العمر واحداً وأربعين عاماً، الذي بات، بحسب استطلاعات الرأي الحديثة، يحظى بنسبة تأييد عالية، تفوق النسب المعطاة إلى المرشَّحين بيترو بوروشينكو و يوليا تيموشينكو. الجريدة تعتبر أنَّ ثورة ميدان نتج عنها انقسام بالغ داخل المجتمع الأوكراني. وبعد ثورة ميدان، أصبح الأوكرانيون في مواجهة عقائدية خلافية من الصعب أن تتغيَّر.

في الواقع إن القواسم والأهداف المشتركة لم تكن من مميزات ثائري ثورة ميدان. لقد كانوا يريدون التغيير قبل كل شيء وهذا ما جمعهم في البداية. والواضح اليوم أن الثوَّار كانت لهم آراء ومفاهيم مختلفة حول تاريخ بلادهم وماضيها، وظهرت لهم تصورات مختلفة أيضا حول مستقبل أوكرانيا. بالنسبة للبعض كان يجب الابتعاد عن روسيا مهما كلف الأمر والبعض الآخر وجد فيها اتحادا سوفييتيا معاصرا، كما بدت أوروبا لبعض الثوار أرضا خيّرة و للبعض بدت أرضا قاحلة.