oman-logo-new
oman-logo-new
كلمة عمان

أفق جديد للعلاقات العربية الأوروبية

23 فبراير 2019
23 فبراير 2019

تستضيف شرم الشيخ في مصر أول قمة عربية أوروبية، تشارك فيها السلطنة بوفد يترأسه بناء على التكليف السامي، صاحب السمو السيد أسعد بن طارق آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون العلاقات والتعاون الدولي والممثل الخاص لجلالة السلطان.

هذه القمة المزمع عقدها ليومين، تأتي في ظروف حساسة في منطقة الشرق الأوسط والمنطقة العربية عامة، حيث تتطلب الكثير من القضايا التنسيق بين الطرفين العربي والأوروبي، لاسيما المسائل الأمنية وقضايا الهجرة والتعاون الاقتصادي بين ضفتي المتوسط.

لقد وحدت السنوات ما بعد ما يعرف بالربيع العربي، الكثير من التحديات بين العرب والأوروبيين، حيث أصبحت الهجرة من المنطقة العربية أو مروراً ببلدان عربية مثل ليبيا إلى أوروبا؛ هاجسًا من الهواجس الكبيرة التي أثرت بشكل واضح على البنى الهيكلية في المجتمع الأوروبي.

يضاف إلى ذلك أن الحروب في الشرق الأوسط والقضايا الأمنية المتعددة، تجد أوروبا نفسها في صلب هذه المسائل بحيث يكون عليها من أجل استقرارها وأمنها أن تساعد مع الشعوب العربية في تحقيق الأمن والأمان.

ومعروف أن الإرهاب بات ظاهرة مؤثرة في عقر الديار الأوروبية، وأصبح يشكل معضلة من المعضلات التي تتطلب النظر إليها، كما ينظر إلى الأعداد التي لا يستهان بها من الأوروبيين الذين قاتلوا مع تنظيم داعش في سوريا والعراق، وبعضهم يواجه الآن مشكلة العودة والاندماج، أو ترفض بعض الدول عودتهم.

وتبقى هذه العناوين الكبيرة، من ضرورة التعاون الأمني ومكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية واللاجئين والموت المجاني في البحار، لافتات عريضة لجملة من المسائل التي تطرح من خلال هذه القمة الأولى والتمهيدية بين الجانبين، والتي قد تفتح الطريق لقمم أخرى تكون أكثر عمقًا في البحث والتقصي واستنطاق الحلول المرتجاة.

إن الملفات المحتدمة في المنطقة العربية عديدة، وكلها تتقاطع معها أوروبا بشكل أو بآخر لهذا يكون الدور الأوروبي مطلوبا ومهما لاسيما في القضية الفلسطينية وصناعة السلام في الشرق الأوسط والوصول إلى حل نهائي في الصراع بين الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني، أيضا أزمات سوريا واليمن وليبيا، وقضايا الحد من انتشار الأسلحة النووية.

تبدو أوروبا اليوم في ظل اتجاه بريطانيا نحو البريكست، والاتجاه الأمريكي نحو قرارات مستقلة عن الاتحاد الأوروبي، بحاجة إلى إعادة ترتيب التنسيق مع المنطقة العربية بشكل جديد وطريقة مبتكرة تساهم في إعادة ترتيب الأمور، كما أن العرب من جهة أخرى هم أيضا في حاجة إلى إعادة رسم العلاقات وطرق التعاون مع القارة الأوروبية بأساليب جديدة.

ويبقى الأمل الكبير في سبل تعزيز الشراكة العربية الأوروبية، بحيث يكون ثمة تعاون اقتصادي متماسك واستراتيجي بين الطرفين يقود إلى آفاق استثمارية وشراكات متعددة الجوانب بما يخدم العرب وأوروبا، في مرحلة قادمة، يفترض أن يتم خلالها تجاوز التصورات التقليدية للعالم القديم في عالم لم يعد قائمًا على التصورات السابقة، ويعاد تشكيل الكثير من مفاهيمه وعلاقاته الكلاسيكية.